أرباح المليارديرات في سنة واحدة تجاوزت نصف إيرادات الدول العربية

أرباح المليارديرات في سنة واحدة تجاوزت نصف إيرادات الدول العربية

مال واعمال

الأحد، ١ يناير ٢٠١٧

فيما خسرت دول وأفراد في العالم العربي خصوصاً، مدخراتها وأموالها لمواجهة أزمات متلاحقة وخانقة اقتصادياً وسياسياً، جنى بعض أثرياء العالم المحظوظين (أغلبهم أميركيون) ثروات قدرت بنحو ربع تريليون دولار خلال 12 شهراً، متجاوزة أكثر من نصف قيمة إيرادات الدول العربية في 2015، بعد أن ضعفت أغلب عملات المنطقة أمام الدولار.

جنوا 237 مليار دولار خلال العام 2016
فوفق تقرير أعدته وكالة «بلومبرغ» تمكن عدد من المليارديريين، من جني أرباح في عام 2016 قدرت بأكثر من 237 مليار دولار.

وأرجعت الوكالة السبب الرئيسي لجني المليارديرية لثروات جديدة في مدة قياسية، إلى خبر فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا، بحيث رصد مؤشر المليارديرية لديها، ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق لأرباح بعض الأثرياء عقب خبر فوز ترامب مباشرة، موضحة أن الاستثمار في التكنولوجيا كان السبب الثاني لتوفير الأرباح المليارية الجديدة التي حققها الأثرياء.

وبذلك كان الحظ وحسن اختيار التوجه الاستثماري، من أبرز دوافع تكوّن الثروات الجديدة لبعض الأثرياء وليس سحراً، فـ «الحظ» تمثّل في عدم توقع فوز ترامب أولاً، وثانياً في عدم تخيل تداعياته الإيجابية على الأسواق المالية خصوصاً، أما «حسن الاختيار» فقد تمثّل في استمرار العديد من كبار الأثرياء في جني أرباح في قطاع التكنولوجيات الحديثة والطاقة، في وقت تراجعت أرباح بعض الأثرياء الآخرين الذين توجهوا إلى قطاعات أخرى.

وكشف مؤشر «بلومبرغ» للمليارديرية، ارتفاع قيمة ثروات بعض أثرى الأثرياء على الكوكب بنسبة 5.7 في المئة في 2016، خصوصاً في شهر تشرين الثاني عقب فوز ترامب، ليصبح إجمالي قيمة ثروات مليارديرية العالم نحو 4.4 تريليون دولار.

وبالرغم من تحقيق هؤلاء الأثرياء لهذه المليارات، تكبد آخرون خسائر فادحة، وصلت إلى نحو 400 مليار دولار مقارنة بالعام السابق، وبذلك فإن بعض المليارديرية فقط وليس كلهم، استطاعوا مضاعفة أو زيادة أرباحهم.

فوز ترامب بالرئاسة منح بافيت 12 مليار دولار في يومين

وأشار التقرير إلى تراجع ثروة الوليد بن طلال بنسبة 20 في المئة، أي بنحو 5 مليارات دولار، فيما كان وارن بافيت أكبر محظوظ في عام 2016، مع نمو حجم ثروته بعد يومين فقط من فوز دونالد ترامب المفاجئ بنسبة 19 في المئة، محققاً رقما خيالياً من الأرباح وصل إلى 12 مليار دولار في عام واحد فقط، ليبلغ إجمالي ثروته 74 مليار دولار.

وتتركز أغلب استثمارات بافيت في شركة «بيركشاير هاثاواي»، وشركات الطيران والخدمات المصرفية القابضة.

وقال محللون من مصرف «يو بي إس» لإدارة الأصول، إن الأخبار العالمية، ساهمت في تحرك صعود ونزول قيمة الأصول، بحيث جنى الملياردير الفرنسي برنار أرنو الوحيد من بين أكثر المستفيدين غير الأميركيين من أرباح 2016، نحو 7.1 مليار دولار، لتصل ثروته الى 38.9 مليار دولار.

ونمت ثروة بيل غيتس مؤسس «مايكروسفت» إلى 91.5 مليار دولار، ليظل متربعاً على عرش أثرى أثرياء كوكب الأرض، فيما تراجع أمانسيو أورتيجا، أغنى شخص في أوروبا، ومؤسس سلسلة ملابس «زارا»، إلى المرتبة الثانية بعد أن فقد نحو 1.7 مليار دولار، ليصبح إجمالي ما يملكه نحو 71.2 مليار دولار.

وقد دفعت وعود ترامب بتعزيز الإنتاج النفطي، إلى تحقيق بعض عمالقة الشركات النفطية الأميركية، مثل وايلد كاتر هام لنحو 8.4 مليار دولار أرباحاً دفعة واحدة.

وأوضح التقرير أن القطاع التكنولوجي جاء في المرتية الثانية، من حيث الأداء وتحقيق الأرباح، بحيث تمكن 55 مليارديراً، من إضافة 50 مليار دولار لثرواتهم خلال العام المنصرم، على الرغم من المخاوف المسبقة من سياسات ترامب التي قد تضر بشركاتهم.

وكان أهم المليارديرية المحظوظين في هذا القطاع هم على التوالي، مؤسسو شركة «أمازون» و«مايكروسفت» و«غوغل» و«فايسبوك».

وبين التقرير أن «أغلب الأثرياء خارج الولايات المتحدة لم يحصلوا على الحافز نفسه الذي استفاد منه أثرياء أميركا بفضل فوز ترامب، إذ تأثرت ثرواتهم بتذبذب أسعار السلع وارتفاع الدولار».

وأشار إلى أن «الأثرياء الصينيين تضرروا بانكماش اقتصاد بلادهم، وتراجع عملتهم اليوان مقابل الدولار، في حين تأثرت ثروات المليارديرية الروس سلباً بالعقوبات الأميركية الأوروبية ضد اقتصاد بلادهم».

وبقي المليارديرية الأميركيون، الأكثر عداداً على الكوكب بنحو 179 مليارديراً (1.9 تريليون)، يليهم الألمان بنحو 39 مليارديراً (281 ملياردولار)، ثم الصينيون بـ 31 مليارديراً (262 مليار دولار)، فالروس الذي ربحوا فقط في عام 2016 نحو 49 مليار دولار.