الليرة تخذل المضاربين مجدداً.. محاولات الالتفاف باءت بالفشل وسعر الصرف يصحّح اتجاهه خلال ساعات

الليرة تخذل المضاربين مجدداً.. محاولات الالتفاف باءت بالفشل وسعر الصرف يصحّح اتجاهه خلال ساعات

مال واعمال

الثلاثاء، ٩ مايو ٢٠١٧

لم يدم انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية في السوق الموازية أكثر من ساعات يوم السبت الماضي، إثر النبرة التفاؤلية التي سادت الأجواء السياسية على خلفية اجتماع «أستانا 4» في العاصمة الكازاخستانية، حيث تم توقيع مذكرة خاصة بمناطق تخفيف التوتر.
وبعد أن انخفض الدولار من مستوى 555 ليرة إلى 525 ليرة خلال التعاملات النهارية ليوم السبت الماضي، افتتحت تعاملات الأحد في السوق الموازية التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الموبايل كمصدر للأسعار، على ارتفاع قرب مستوى 530 ليرة، ليغلق فوق المستوى، ومع يوم الإثنين تجاوز سعر صرف الدولار مستوى 540 ليرة، ومع أمس الأول تجاوز 550 ليرة، ليستقر عند هذا المستوى، وهو قريب مما كان عليه قبل الاجتماع، مدعوماً بحفاظ مصرف سورية المركزي على أسعار الصرف من دون تغيير، إذ أعلى سعر هو لتمويل المستوردات ومحدد منذ فترة بـ520 ليرة للدولار.
ومن جانب مضاربي، لم تفلح محاولات المضاربين، أو تجار العملة الصعبة بتحفيز عمليات البيع كما كان متوقعاً، بهدف جني الأرباح، مما يسمى عمليات «الشورت» المعاكسة للاتجاه العادي لتحقيق الربح عبر الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى، وذلك بقيام التجار ببيع الدولار بسعر أعلى، وبذلك تحفيز تخفيض السعر، لإعادة «لمّ» السوق والشراء بسعر أقل، وتحقيق أرباح بالدولار وليس بالليرة السورية، لأن المبلغ المتحصل من البيع بسعر عالٍ يشتري كميات دولار أكبر بإعادة الشراء بسعر أقل.
علماً بأن انخفاض سعر صرف الدولار بأكثر من 5% لنهار يوم السبت وتحسنه تدريجياً على مدى اليومين التاليين، من شأنه تأمين بعض المكاسب للمضاربين، إلا أنها دون التوقعات، بدليل العودة السريعة إلى الشراء عند مستوى 525 ليرة للدولار، وفي حال تم تداول 5 ملايين دولار، فلن يكون الربح بأكثر من 250 ألف دولار أميركي كأقصى حدّ لحملة المضاربة كلها، وفي أحسن أحوالها، بعد استقرار لأشهر، بلا أرباح، علماً أن هذا الرقم مستبعد ومبالغ فيه، لكن نسوقه كمثال فقط.
من الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المضاربون إلى عمليات «الشورت- Short» لتحقيق الأرباح عبر فتح الصفقات بالبيع بسعر عالٍ، وإغلاقها بإعادة الشراء بسعر أقل، وذلك بعد إيقاف قناتهم الرئيسية، وهي ضخ الدولار عبر شركات الصرافة. وقد حذّر مصرف سورية المركزي أكثر من مرة من هذه المحاولات للمضاربين للاستفادة من تخفيض السعر، والتي تبدو للوهلة الأولى تحسناً في قيمة الليرة، طالما انتظره المواطنون بفارغ الصبر كطريق لتخفيض الأسعار وتحسين دخلهم الحقيقي، في حين في الحقيقة هو حركة مضاربية تستهدف الربح.
وهذا لا يحيد الحديث عن ضرورة تحسين قيمة الليرة السورية بشكل حقيقي من خلال تحفيز الإنتاج والتصدير، على المدى المتوسط.
وبحسب التقرير الاقتصادي الأسبوعي الأخير لمركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» فإن تحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي خلال الأسبوع الماضي في السوق الموازية يعود لمجموعة من العوامل أهمها ما أفضت إليه نتائج اجتماع أستانا الرابع حول سورية باعتماد مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية، الأمر الذي أسهم في نشر أجواء من الارتياح في السوق وتحسن النظرة المستقبلية المتفائلة نحو المزيد من الاستقرار وزيادة فرصة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. كما عزز هذا الأمر استمرار تراجع سعر صرف الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية في الأسواق المالية العالمية.