مجمع يلبغا يستعد للانطلاق من جديد .. إليكم التفاصيل

مجمع يلبغا يستعد للانطلاق من جديد .. إليكم التفاصيل

مال واعمال

الثلاثاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٧

عندما نريد ضرب الأمثال الفاشلة التي تخص الأخطاء الهندسية في البناء أو الاستثمار الفاشل لا يخطر على الأذهان إلا مجمع يلبغا، ذلك البناء الذي مازال ينتظر مصيره منذ 35 سنة وحتى اليوم.

ما الجديد في الأمر؟

آخر ما استجد هو الإعلان منذ فترة عن استثمار وإكساء مجمع يلبغا الواقع في ساحة المرجة بدمشق من قبل وزارة الأوقاف، بمبلغ قدره 3 مليار ليرة سورية.

البناء لمن لا يعرفه هو عبارة عن كتلتين الأولى برجية من 12 طابقاً والثانية من ستة طوابق، عهد إلى مؤسسة الإسكان العسكري بتنفيذه منذ زمن وحدث العديد من المشكلات في الاستثمار.

الأخطاء الهندسية:

مجمع يلبغا ذلك البناء الذي تم تقرير إقامته وتشييده على أرض غير صالحة أصلاً للتشييد كونها تربة غضارية تحتوي على ماء وانطلاقاً من عدم الرغبة في تغيير أرض الموقع والذي هو أحد الحلول الهندسية التي من الممكن تقريرها في حال عدم وجود جدوى اقتصادية كبيرة من المشروع المقام، تم ضخ المياه لفترة طويلة من الزمن أدت إلى موت الأشجار المجاورة ليتم اقتلاعها بكل سذاجة.

لا بل وتحولت تربة الموقع من تربة غضارية غير مصرفة للماء إلى تربة مصرفة نتيجة بقاء المنشأ لفترة طويلة من دون أي استثمار له، أي تم تغيير الخواص لتربة المنشأ بشكل كامل.

إذا استثمرنا تسألوا لماذا استثمرتم وإذا لم نستثمر تقولوا لماذا تأخرتم؟

بعد 35 عاماً من التأخير من الطبيعي أن نسأل لماذا يتم الاستثمار الآن و في هذا الوقت، وبحسب الرد الذي جاء من وزارة الأوقاف “فإن الوزارة ومنذ عام 2008 تعمل على تذليل العقبات وعلى إنهاء جميع الإشكاليات والدعاوى القضائية التي كانت تعوق مشروع الاستثمار وقد تم ذلك في نهاية عام 2012 وعندها باشرت الوزارة على الفور تقسيم العمل إلى مراحل وفق خطة زمنية تضمن الإنجاز السريع للمشروع ضمن الإمكانات المتاحة كون المشروع يمول ذاتياً من وزارة الأوقاف”.

كما جاء في الرد “أنه قد عهد إلى مؤسسة الإسكان العسكرية بإنجاز أعمال إكساء المرائب بحسبان أنها الشركة التي قامت بتنفيذ المشروع منذ بدايته وقد تم إبرام خمسة عقود مع هذه المؤسسة لإنجاز أعمال تجهيز الأقبية والمرائب وفق الإمكانات المتاحة وعلى ست مراحل وبقيمة تقارب المليار ليرة سورية تغطيها وزارة الأوقاف بتمويل ذاتي”.

“وتم إنجاز جميع الأعمال المدنية والمعمارية والكهربائية الخاصة باستثمار المحال التجارية المتعاقد عليها بمساحة تقريبية بحدود 1500 متر مربع وتجهيز مرآب للسيارات بمساحة تتجاوز 5000 متر مربع يتسع لأكثر من 200 سيارة معاً” .

سبب الطرح بالمزاد العلني:

تم اختيار طرح الإعلان بالمزاد العلني لضمان تحقيق أكبر قدر من التنافسية والشفافية بين العارضين المتقدمين.

لماذا يتم الاستثمار اليوم؟

مع أن عمر الحرب السورية 7 سنوات وعمر المنشأ 35 عاما إلا أنه وبحسب الرد الذي جاء من الأوقاف “أنه اليوم وبسبب تحسن الظروف الاقتصادية والاستثمارية تم إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية ودفاتر الشروط الفنية والحقوقية والمالية لطرح المشروع في الاستثمار ولاسيما أن المناخ الاستثماري الذي كان سائداً خلال الأزمة لم يكن يسمح بالطرح للاستثمار” .

كهولة المنشأ:

من المسؤول عن تأخر استثمار بناء أتم ال35 سنة من عمره، الحجج بوجود عقبات وإفلاس للشركة الإماراتية السورية التي كانت قد كلفت باستثماره حجج لا تفي بالغرض، ولا يمكن الحديث في هذا الصدد إلا عن دول نامية تستغرق منشآتها عشرات السنين لترتفع عن الأرض وتنهض، وحتى ولو نهضت تبقى بدون استثمار أو أي فوائد تذكر، وحتى ولو استثمرت يكون الاستثمار مغلوطاً بحيث لا يراعي طرفي العقد.

هل ستشابه مرحلة إعاة الإعمار القادمة بناء مجمع يلبغا؟

بعد التسويق الإعلامي الذي يرافق مرحلة إعادة الإعمار وبعيداً عن وجود أفق واضح اليوم، هل سيمتد إعمار منشآتنا لزمن مفتوح دون أي مراعات لعوامل علم الإدارة والتي تتحدد بأكبر جودة وأقل كلفة ووقت.

على ما يبدو إن لم تأت شركات أجنبية من الخارج لتكون نموذجاً لشركات الداخل حول أهمية الزمن ستبقى مشاريعنا تمتد لقرون، وبرامج الإدارة التي نضعها لتحديد الزمن لكل مرحلة من مراحل التشييد والتنفيذ مازالت حبراً على ورق ومازلنا عاجزين عن مواكبة العالم.