الرواتب الشهرية في الدول العربية.. أين سورية في القائمة!؟

الرواتب الشهرية في الدول العربية.. أين سورية في القائمة!؟

مال واعمال

الجمعة، ٣١ مارس ٢٠١٧


كشفت النسخة الأخيرة من مؤشر Numbeo لمتوسط الراتب الشهري في العالم لسنة 2017 في الدول العربية عن متوسط الرواتب في بلدان الوطن العربي حيث تربعت دولة الامارات المتحدة على قائمة الدول بمتوسط دخل بلغ 3.260 دولار شهرياً.

تليها في القائمة قطر بمتوسط دخل 2.941 دولار ثم الكويت ب 1.923 دولار شهرياً، وتتوالى دول الخليج في الترتيب حيث تأتي المملكة السعودية في المرتبة الرابعة بمتوسط دخل 1.744 دولار شهرياً وتأتي ليبيا خامساً بمتوسط دخل 1.716 دولار وبعدها سلطنة عمان ب 1.689 كمتوسط راتب شهري مقدر بالدولار، وأيضاً البحرين بمتوسط دخل 1.642 دولار.

وليس مفاجئاً أن تتصدر الدول الخليجية قائمة متوسط الرواتب في المنطقة العربية لجهة النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته منذ الطفرة النفطية في سبعينات القرن الماضي ونمو قطاع الأعمال فيها إلى جانب ضعف النمو السكاني.

وعلى الرغم من أزمة أسعار النفط فإن كل الدول الخليجية قد شهدت زيادات في الأجور بنسب متفاوتة خلال العام الماضي كان أكبرها في السعودية بأكثر من 5% وتأتي الإمارات في المرتبة الثانية تليها قطر بنسبة 4.7 %، ثم الكويت وسلطنة عُمان والبحرين خامساً بأقل نسبة زيادة.

في المقابل توجد دول نفطية عربية غير خليجية، تحقق موارد هائلة سنوياً من بيع النفط والغاز، إلا أن متوسط الرواتب فيها منخفض بشكل كبير قياساً بنظيرتها الخليجية كالجزائر والعراق بل تأتي في الترتيب بعد فلسطين ولبنان الذي أتى في المرتبة الثامنة بمتوسط دخل مقداره 1.016 دولار، وتليه على القائمة فلسطين ب 705 دولار شهرياً، ثم العراق بمتوسط دخل قدره في الشهر 661 دولار أميركي.

ويعود ذلك إلى الاضطرابات السياسية والأمنية التي شهدتها هذه الدول ومازالت خلال العقديين الماضيين.

وكذلك سوء التصرف في الموارد المالية المتأتية من النفط وارتفاع معدلات الفساد والأهم من ذلك، التأخر في المضي في سياسية تنويع الموارد الاقتصادية بعد أزمة انهيار أسعار النفط في العالم، كل هذه العوامل أثرت سلباً على سياسة التوظيف في القطاعين العام والخاص وتالياً على معدلات الزيادة في الدخل.

يأتي الأردن في المرتبة الحادية عشرة بمتوسط دخل يبلغ 640 دولار شهرياً، ثم المغرب ب 402 دولار، والجزائر 295 دولار، وتونس 286 دولار شهرياً.

الوضع يبدو أكثر كارثية في دول عربية أخرى. في سورية التي تأتي في ذيل القائمة يناهز متوسط الرواتب 99 دولاراً فقط، فالحرب الدائرة في فيها منذ أكثر من خمس سنوات مزقت النسيج الاقتصادي للبلاد.

أما في مصر التي سبقتها بقليل فمتوسط الدخل الشهري لا يتجاوز الـ 161 دولار في الشهر الواحد.

الجدير بالذكر أنه لا يمكن لقيمة الراتب الشهري لوحدها أن تعكس مستوى حياة الموظف في أي بلد حول العالم ما لم تقارن بتكلفة المعيشة.

فالدول الخليجية التي تتصدر قائمة متوسط الرواتب في الوطن العربي ترتفع فيها مؤشرات تكاليف المعيشة بشكل كبير جداً حيث نجد ثلاث دول خليجية: قطر، والإمارات، والكويت، ضمن أغلى 50 دولة في العالم، من خلال الاعتماد على قياس فروق تكاليف المعيشة في أسعار المواد الاستهلاكية وبدل الإيجار والمطاعم والقدرة الشرائية المحلية.

وحسب مؤشر Numbeo لتكاليف المعيشة في العالم لسنة 2017، شهدت القدرة الشرائية في سورية انهياراً كارثياً، حيث وصلت في عام 2017 إلى 14% فقط. وكذلك الأمر في مصر حيث لا تتجاوز 29%، خاصة بعد أن أعلن البنك المركزي المصري في نوفمبر 2016، تعويم الجنيه وتحرير سعر صرف العملة، الأمر الذي أدى إلى تأثر أسعار المواد الغذائية التي تدعمها الحكومة كالخبز والسكر والأرز والزيت بطريقة سلبية، وذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الواردات في بلد يستورد أكثر من نصف احتياجاته الغذائية من الخارج بالعملة الصعبة.

المصدر:بزنس2بزنس