الليرة تواصل تحسنها.. والدولار بين 469 و492 ليرة في «السوداء» ودرغام يفنّد الشائعات

الليرة تواصل تحسنها.. والدولار بين 469 و492 ليرة في «السوداء» ودرغام يفنّد الشائعات

مال واعمال

الأربعاء، ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

واصلت الليرة السورية تحسنها لجهة قيمتها أمام العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأميركي، في تعاملات السوق الموازية «السوداء» في مختلف المناطق السورية، إذ تراوحت أسعار الصرف أمس بين مستوى 469 ليرة كأدنى سعر مسجّل و492 ليرة كأعلى سعر مسجل، وكان في مدينة دمشق، وعلماً بأن السعر الرسمي بقي مستقراً دون تغيير في نشرة وسطي أسعار الصرف للمصارف ومؤسسات الصرافة الصادرة عن مصرف سورية المركزي إذ سجل وسطي الدولار 510 ليرات، ودولار الحوالات الخارجية 508 ليرات.
الملاحظ في السوق أن السؤال الأبرز والأكثر تداولاً هو عن سبب تحسن الليرة، فتنقسم الآراء بين من يراها ضغوطاً مضاربية، وبين من يراها تحسناً تدريجياً طبيعياً يعبر عن الوضع الاقتصادي والسياسي، وبين هذين الرأيين توزعت الإجابات التي حصلت عليها «الوطن» خلال حديثها مع عدد من المتابعين والمعنيين والمختصين.

وكان مركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» قد عزا التراجع في سعر صرف الدولار أمام الليرة في تقريره الاقتصادي الأسبوعي الأخير إلى مجموعة من الأسباب تتمثل بوجود عوامل اقتصادية حقيقية (تحسن الصادرات، عودة الإنتاج المحلي الزراعي والصناعي، التوقعات بإعادة فتح بعض المعابر المغلقة كمعبر نصيب ومعبر جوسيه، تراجع الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية في الأسواق العالمية…..) إضافة إلى تحسن المناخ الأمني في البلاد والذي خفف من الضغوط النفسية على الليرة السورية. كما كان للخطوة التي قام بها مصرف سورية المركزي بتخفيض سعر صرف الليرة السورية أثر جوهري وكبير، إذ وللمرة الأولى منذ عام أعطى المركزي إشارة واضحة للسوق عن تقييمه لسعر الصرف، حيث قام بتخفيض سعر الصرف الرسمي من 517.43 ليرة سورية إلى 510 ليرة سورية. لكن ومن جهة نظر أخرى فقد أثارت قرارات المصرف المركزي المتعلقة بالحوالات الشخصية مؤشرات متناقضة السوق حول رغبة المصرف المركزي بشراء الدولار من عدمه وبمدى توفر السيولة بالليرات السورية أيضاً.

درغام يفند
فند حاكم مصرف سورية المركزي دريد درغام العديد من الشائعات التي تناقلتها مواقع إلكترونية أمس منها نية المصرف تخفيض أسعار الصرف بين 20 إلى 30 ليرة وذلك عبر منشور نشره صفحته الرسمية على «فيسبوك» جاء فيه:« يعلم كبار المتعاملين بالليرة السورية والعملات الأجنبية أن المصرف المركزي يهدف لاستقرار سعر الصرف حول مستويات توازنية بانت ملامحها خلال مسيرة تجاوزت السنة. ويعلم هؤلاء أن هذه السياسة راسخة وتهدف لمصلحة المواطنين بمختلف شرائحهم. وللمغتربين دور حيوي في حوالاتهم الدورية إلى ذويهم بغض النظر عن سعر الصرف.
اعتقد البعض أن الليرة لن تتعافى فتهافتوا لتبديلها بعملات أجنبية اعتقدوها ملاذاً أفضل لمدخراتهم. ولكن مع الحكومة الحالية ونتيجة تناغم السياسة النقدية والاقتصادية يستمر تعافي الليرة لأشهر طويلة وليس لأيام أو أسابيع فقط كما حدث في السنوات الماضية. فوجد المضاربون في ذعر بعض هؤلاء فريسة سهلة لأنهم لم يصدقوا رسائل المركزي بأن الاستقرار النسبي مفيد لكل الشرائح بعيداً عن شائعات ينبغي عدم تصديقها ومنها:
1- شائعة أن التصريف في القنوات الرسمية قد يعرضهم للمساءلة؛ وهذا هراء بدليل كثافة التصريف في القنوات الرسمية لعقود خلت دون أية مساءلة.
2- شائعة هبوط دولاري سريع يروج لها المضاربون ليشتروا من المغرر بهم بسعر بخس (ممن صدقوا الشائعة السابقة ولم يعلموا أن التصريف بالقنوات الرسمية آمن أكثر وسعره أفضل)، فيحقق المضاربون أرباحاً غير مبررة من بيع حصيلة المغرر بهم في القنوات الرسمية.
3- شائعة أن المصدرين يعانون من القرارات الأخيرة مع أنها قرارات لم تمس حقهم بالحصول على استحقاقاتهم من الدولارات دائماً كما بالسابق ولم يجر عليهم أي تغيير.
4- شائعة تجميد الحوالات الشخصية لشهر كامل واستحالة تحريكها:
هذا غير صحيح لأن التصريف بقيمة أقل من 1000 دولار يتم بالليرات مباشرة أما القيم التي تزيد عن 1000 دولار فيتم تجميدها لشهر ولكن لمن لا يرغب الانتظار يمكنه الحصول على تمويل من المصرف مقابل «تكلفة تسريع» مقدارها 1 بالمئة وعندها يوضع المبلغ بحسابه ويمكنه تحويله فوراً لمن يرغب.
5- شائعة أن «تكلفة التسريع» باهظة: وهنا نذكر بأن سعر الصرف الرسمي للحوالة والتصريف 508 ليرات ومن ثم تكلفة التسريع 1% أقل بكثير من فرق السعر الموازي (490-495) عن سعر الحوالات الرسمي الحالي، لذا لا يوجد مشكلة حتى ولو كانت الحوالة أكثر من 1000 دولار لأن التكلفة على المواطن أقل بكثير من مكسبه من فارق سعر الصرف الرسمي عن أسعار المضاربين.
يعتبر نشر المعلومة السليمة والثقة بالمؤسسات الرسمية بداية الحل لمواجهة حيتان يشترون بسعر بخس جداً ويرفضون البيع بأسعار بعيدة عن سعر المصرف المركزي.
نعتمد على المواطن والإعلام في نشر المعلومة السليمة ومنع استغلال المواطنين وتأكيد أن المستقبل أفضل لكل السوريين (من مواطنين وتجار وصناعيين ومصارف وشركات) بتعاونهم الدؤوب والهادئ بعيداً عن أجواء الشائعات».