فادي أبي تامر للأزمنة : خلافات مدراء تلفزيون لبنان جعلتني أدفع الثمن

فادي أبي تامر للأزمنة : خلافات مدراء تلفزيون لبنان جعلتني أدفع الثمن

فن ومشاهير

الثلاثاء، ١٧ أبريل ٢٠١٨

حقق فادي أبي تامر حضوراً ملفتاً عبر الشاشة .. حينما كان يقدم نشرات الأخبار عبر شاشة تلفزيون لبنان الرسمي ( TL ) حيث امتلك أداوته الإعلامية ليدفع ثمن الخلاقات التي وقعت مابين المدير العام لتلفزيون لبنان طلال مقدسي ومدير الأخبار في التلفزيون صائب دياب ... موقع مجلة الأزمنة التقى الإعلامي أبي تامر فكان لنا معه الحوار الآتي  :

مرحباً بك فادي عبر موقع مجلة الأزمنة؟

أهلاً بكم وشكراً على الحوار 

كيف تقييم واقع تلفزيون لبنان؟

نأسف... على واقع تلفزيون لبنان ونشعر بحسرة كبيرة حيال وضع مؤسسة كان لها مجدها في الماضي ولعبت دوراً ريادياً على مستوى المنطقة العربية ككل وليس لبنان فقط منذ نهاية الخمسينيات، لكن للأسف الواقع مرّ وأليم اليوم ويبدو أن جميع الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد إعادة افتتاحه لم تولِه العناية والرعاية المطلوبة حتى وصل الى ما هو عليه اليوم.

لاحظ المتابعون لنشرات أخبار التلفزيون الرسمي اللبناني ابتعادك عن تقديم النشرة ماهي الأسباب التي تقف وراء ذلك؟

مرّ أكثر من ثلاث سنوات على تركي العمل في تلفزيون لبنان، أبرز الأسباب التي أدّت لذلك طرح تعديلات على عقد العمل الذي سبق وأبرمته مع الإدارة وهذا الأمر لم يناسبني طبعاً فأنا كنت أعمل وما أزال في إذاعة صوت لبنان 93.3 ولم يكن لدي الوقت الكافي للتفرّغ للتلفزيون فقط، إضافة الى مشاكل عديدة وتضارب صلاحيات وقتها ما بين المدير العام السابق للتلفزيون طلال المقدسي ومدير الأخبار صائب دياب ما جعلني أدفع في مكانٍ ما ثمن الصراع بينهما.

برأيك متى سيعود تلفزيون لبنان الرسمي ليحظى بمكانته الإعلامية مقارنة بالأقنية التلفزيونية الأخرى؟

لا يبدو أنَّ النهوض بالتلفزيون الرسمي أولوية لدى أصحاب القرار أقله في الوقت الراهن وسيستمر تلفزيون لبنان بتخبطه ومعاناته الى أجل غير معروف، في وقت نرى التطور لدى المحطات التلفزيونية الخاصة التي تواكب كل تطور تكنولوجي على صعيد تقنيات البث والأجهزة ما يجعل الفروقات شاسعة بينها وبين تلفزيون لبنان ولا مجال للمقارنة.

اليوم تقدم الأخبار والبرامج في إذاعة صوت لبنان 93.3 برأيك هل ما تزال الإذاعة تمتلك جمهوراً في ظل وجود الفضائيات والانترنت؟

أعمل في إذاعة صوت لبنان 93.3 منذ سبع سنوات كمذيع أخبار ومقدّم برامج. أقدّم برنامجين حالياً الأول "شكاوى الناس" وهو من أقدم البرامج تعاقب على تقديمه العديد من الاعلاميين يعنى بشؤون وهموم المواطن اللبناني ويومياته من كهرباء وماء وطرقات ونحاول حل المشاكل اليومية مع الوزارات والجهات المعنية وأقدّم برنامجاً آخر بعنوان "اعرف نفسك"، يتناول النواحي النفسية للإنسان مع متخصصين.

من خلال تجربتي في البرنامجين ومن خلال تواصل المواطنين والمستمعين معنا أستطيع القول إن الإذاعة مازالت تتمتع بموقع مميّز لدى الجمهور، كما أنّ تطور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لعب دوراً إيجابياً بالنسبة للإذاعة فنحن اليوم تُنقل نشراتنا الإخبارية وبرامجنا الإذاعية بالصوت والصورة عبر صفحات الإذاعة على مواقع التواصل الاجتماعي ما جعلنا أقرب للناس والمتابعين.

يلاحظ أن اللغة العربية مغيبة في الإذاعات برأيك كيف لنا أن نحييها ونعيدها؟

لا نستطيع التعميم في هذه النقطة، فالإذاعات الإخبارية مازالت تحافظ أقلّه على الحد الأدنى من مستوى اللغة العربية وهذا شيء جيّد ينبغي الحفاظ عليه وتعزيزه، أما بالنسبة للإذاعات الفنية فهي طبعاً معذورة لكن المشكلة الأكبر في رأيي على صعيد اللغة العربية هي في نشرات أخبار بعض التلفزيونات وهيمنة الشكل على حساب المضمون.

ما هي مقومات نجاح المذيع الإذاعي أمام كل تلك التغيرات السريعة من تلفزيون وأنترنت ومعلوماتية؟

المذيع الناجح أينما كان يجب عليه أن يجتهد على نفسه ويكون محبّاً للمعارف واكتسابها لتكوين ثقافة عامة في كل شيء، تخوّله التحدّث في أي موضوع قد يطرأ عليه فجأة وطبعاً مع التطور التقني والإعلامي من المفيد أن يجيد استعمال كل الوسائل الجديدة على هذا الصعيد ليسوّق لعمله ولنفسه من خلالها.

هل توافقني الرأي بأن البرامج السياسية تصنع نجماً مقارنة بالبرامج الفنية؟

البرامج السياسية عامة من حيث العدد هي أقل من البرامج الفنية أو برامج التسلية والمنوعات كما أنَّ متابعي البرامج السياسية هم أقل أيضاً من متابعي البرامج الأخرى وبالتالي عدد نجوم البرامج السياسية هو طبعاً أقل، لكن يبقى لكل مقدّم برامج أسلوبه الذي يجعله يعلق في أذهان الناس أو يجعلهم ينفرون منه.

برأيك هل تعيش وسائل الإعلام اللبنانية حالة من الانقسامات السياسية؟

الانقسامات السياسية حالة لبنانية موجودة في كل بيت وليس في الإعلام فقط وكل مؤسسة إعلامية تعمل وفق برنامج أو توجه سياسي معيّن فهناك ما هو النافر والمستفز وهناك ما هو أقل حدّة، على أمل أن نصل يوماً ما الى قواسم مشتركة أكبر تريح المجتمع اللبناني عامة.

كيف يستطيع الاعلامي أن يحافظ على مهنيته ولا يتحول الى أداة لسياسة المحطة؟

اذا كان الإعلامي مذيعاً للأخبار فقط فعندها لا ناقة له ولا جمل، عليه أن يقرأ ما يتم تحضيره في غرفة الأخبار كما هو، وهنا دور رئيس التحرير ومدير الأخبار في رسم توجه النشرات الإخبارية للمؤسسات الإعلامية مع ما يتناسب ورغبات وتوجهات أصحاب هذه المؤسسات أو مموليها. أمّا اذا كان الإعلامي مقدماً لبرنامج حواري سياسي مثلاً فعليه الإضاءة دائماً على وجهات النظر المختلفة اذا كان يريد المحافظة على موضوعيتهومهنيته وأن لا يكون طرفاً واذا رفضت مؤسسته أسلوبه فيعود إليه الرضوخ لطلباتها أو الاستقالة من العمل.

كلمة أخيرة تقولها عبر موقع مجلة الأزمنة؟

شكراً لمجلة الأزمنة على هذا الحوار ولك أيضاً محمد وأتمنى لكم التوفيق الدائم والإزدهار.

 

دمشق_ الأزمنة _ محمد أنور المصري