حسن م. يوسف: فشلتُ بعدد الأعمال التي أنجزتها

حسن م. يوسف: فشلتُ بعدد الأعمال التي أنجزتها

فن ومشاهير

الأحد، ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨

أكد الكاتب والأديب حسن م. يوسف أنه فشل بعدد الأعمال التي أنجزها، معتبرا أن الشخص الذي يجد في النجاح وصفة دائمة، إنما هو شخص مريض، وأضاف أن كل حرف يُكتب، يجب أن يُدفع ثمنه من التفكير والمعاناة.

وخلال حواره في برنامج #مع_الكبار، والذي يعده ويقدمه #يامن_ديب على إذاعة #صوت_الشباب، تحدث يوسف عن مسلسل "في حضرة الغياب"، الذي يحكي سيرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وهو من تأليفه، وإخراج نجدت اسماعيل أنزور، بالقول إن كل حرف من نص هذا العمل موثّق، معتبرا أن العمل الذي لا يدافع عن نفسه ليس جديراً بالدفاع عنه.

وعن سبب فشل هذا المسلسل، أكد السيناريست السوري أن الفنان فراس إبراهيم وقّع شراكة مع تلفزيون مصر العربية على أساس أن يتحمّل 50% من الميزانية، لكن وقبل بدء التصوير وصل محمد مرسي إلى السلطة في مصر، فألغى الشراكة، فوجد الفنان فراس إبراهيم نفسه في ورطة كبيرة، وقرر إكمال العمل لوحده وتلك كنت مجازفة كبيرة.

وحول انتقاد النص، باعتباره يهمّش جوانب من شخصية محمود درويش، ردّ يوسف بالقول إن السلطة الفلسطينية أرسلت شخصاً إلى دمشق كي يقرأ النص فقال إن وقته لا يسمح له سوى بقراءة الحلقة الأولى والسادسة عشرة والثامنة والعشرين، ثم قدم معلومة واحدة وهي أن (محمود درويش قابل جمال عبد الناصر وسلّم عليه وكتب عنه قصيدة)، لكن ثبت فيما بعد أن هذه المعلومة خاطئة، لأنه عندما توفي عبد الناصر كان محمود درويش في فندق بموسكو.

أما عن كلام الشاعر طاهر رياض الصديق المقرب من محمود درويش والذي قال إن حسن م. يوسف طرح عليه فكرة العمل، رد يوسف بالقول: إن رياض تفاوض مع المنتج على تعويضات لم يتم التوافق عليها، مضيفا أن هناك أناس يريدون أن يركبوا قضية ما، بالإساءة لقضية أو أشخاص آخرين، وهذا ما ينتج الحروب والمآسي.

وعن فيلم "رجل الثورة" الناطق باللغتين العربية والإنجليزية، قال يوسف إنه من بين الأمور التي كانت تنقص هذا العمل كي يصبح عالمياً، هو شاشة عالمية تتبناه ويُعرض عليها. 

وعن مسلسله "نهاية رجل شجاع" المأخوذ عن رواية للكاتب الراحل حنّا مينا، قال يوسف إن السيناريو هو كيان مختلف عن العمل الأدبي، مضيفا أنه غيّر في نص الرواية بما فيه النهاية، حيث إن سر نجاح المسلسل، وبحسب يوسف، هو نجدت اسماعيل أنزور، فالمخرج الرديء يمكن أن يُدمر أي نص مهما كان مستواه، دون أن ننسى فريق العمل بأكمله والذي عمل بشغف.

وخلال الحوار، وصف يوسف نفسه بالهاوي في الكتابة، مضيفا أن التزامه بعمله لم يحوله إلى لاهث وراء الكلمة، فهو لا يكتب القصة عندما تخطر له، إنما يتركها تخضع لاختبار الزمن، فإذا نسيها تكون غير جديرة بالكتابة، وإذا بقيت تُلح وتأخذ تفاصيلها من الواقع، عندها تتحول لتصبح كالجنين في رحم الأم، فعندما يصل إلى نقطة النضج ولا يخرج، يقتل أمه.

وصرح الروائي الكبير في حواره أنه يخاف من مفاجآت الأصدقاء، لأن الأعداء لم يهزموه، لكن أصدقاءه عذّبوه، معتبرا أن الزمن سيجعلهم يدركون حجم الخسارة والفقدان، وأضاف يوسف أنه كتب "إلى صديقٍ سابق" كان يريد الحرية والكرامة لسورية وشعبها، لكن بحسب رأي يوسف، إذا كان ذلك على حساب وحدة سورية، فهو مستعد لأن يلقي بكرامته ونفسه إلى الجحيم.

وحول كتم قيده، أوضح ضيف #مع_الكبار أنه بقي مكتوم القيد حتى أصبح عمره عشر سنوات، عندما طلب منه المدرس إخراج قيد، فاكتشف والده أن عليه تسجيل زواجه لدى الجهات المعنية كي يتمكن من تسجيل أولاده الخمسة، وبالتالي إصدار إخراج قيد لأبنائه.

وحول طريقة التعامل مع الأطفال، انتقد يوسف تهميش المعلم في مدارسنا، وأضاف أن الوعظ والإرشاد سلاح الفاشلين، وطرائق المؤسسات التربوية في بلدنا فاشلة، وأننا نربي جيلاً منفصماً، عمله أن يبصم وينال الرضا من المعلمين.

وعن معاركه الشخصية، قال يوسف إنه بات ينظر إليها نظرة مختلفة، فقد توقف عن الرد على الإساءات والمهاترات الشخصية التي كان يتعرض لها، معتبرا أن الفيس بوك تحوّل إلى مناحة، لكنه يستخدمه كمنبر مهم لعدد من متابعيه والذي لا يقل عن عدد متابعي الجريدة الورقية.

أما عن تكريم وزارة الثقافة له بمنحه جائزة الدولة التقديرية في عام 2017 بمجال الأدب، شعر يوسف بالسعادة وقال إن أهمية الجائزة أنها من داخل سورية، وأنها ساعدته كي يكون أحسن، واضاف أن هناك الكثير من السوريين يستحقون هذه الجائزة أكثر منه.

وتحدث السيناريست السوري عن آخر أعماله وهو مسلسل عن حياة المطران "هيلاريون كابوجي" والذي (توفي عام 2017، مطران كنيسة الكاثوليك في القدس عام 1965)، حيث إن العمل سيكون من إخراج باسل الخطيب، بالإضافة لفيلم "حارس الأعجوبة" عن حياة عالم الآثار السوري الشهيد خالد الأسعد، والذي سيكون من إخراج: نجدت اسماعيل أنزور.

وختم حسن م. يوسف بالقول: إن هناك تقصير مع الكبار، فعلى سبيل المثال الشهيد يوسف العظمة حتى الآن لا يوجد فيلم عنه أو مسلسل، وبالنسبة للجان التحكيم، قال أحياناً هناك علاقات تجعل من لديه تجربة متواضعة يصبح عضواً فيها، فهناك علاقات تجعل الديك ديناصور، مضيفا أنه خلال مسيرة حياته لم يطلب من أحد أن يدعوه لمهرجان، فالزمن بالنسبة له أكبر ناقد للإنسان.