طاهر مامللي: الدراما السورية هبطت إلى الحضيض بسبب الاستسهال.. و "روتانا" نجحت بتصدير نتاجها الهابط

طاهر مامللي: الدراما السورية هبطت إلى الحضيض بسبب الاستسهال.. و "روتانا" نجحت بتصدير نتاجها الهابط

فن ومشاهير

السبت، ٩ مارس ٢٠١٩

عزا المايسترو طاهر مامللي سبب اقتصار ألحانه على الجنريك وشارات المسلسلات، بعدم وجود غناء في سورية، وعدم وجود أي شركة للإنتاج الغنائي والموسيقي ف القطاعين العام والخاص، وأضاف: لدينا مرسوم جمهوري بحقوق الملكية والفكرية ولو يطبق، لكان المنتجون تبنوا أصواتا وأنتجوا لها.. فلدينا مؤسسة تنتج دراما، لكن لا توجد شركات تنتج أغاني أو موسيقا.. وشركات الإنتاج تريد تحقيق الأرباح، وهذا لا يتحقق بغياب الحقوق الملكية والفكرية.

وفي حوار له مع برنامج #مع_الكبار الذي يعده ويقدمه #يامن_ديب عبر إذاعة #صوت_الشباب.. أكد مامللي أن كل النجوم السوريين الذين تصدروا للوطن العربي تصدروا من خارج سورية.. فالمغني السوري الذي يريد أن يظهر وينتشر يسافر إلى لبنان أو مصر ثم يعود إلى سورية بعد أن يكون أصدر ألبوماً في الخارج، في حين أن الفنانين الحقيقيين الموجودين في سورية ينتظرون دورهم للدخول لدار الأوبرا، فيتواصلوا مع فئة محدودة، أو ينحتوا في الصخر، أو منهم من يعملون عملا آخر وتركوا الغناء، وعلى سبيل المثال الفنانة ميادة الحناوي جاءتنا من مصر، ولم تأتنا من حلب، وأضاف: لا ألوم المنتجين لأنهم تجار بالنهاية يريدون تحقيق الأرباح، لذلك نحن نلوم القطاع العام في ظل فقر الإنتاج الغنائي.

وحول اتهامه بالشللية مع الأشخاص الذين يتعامل معهم، قال مامللي أن لديه فريق يعمل معه، معتبراً ذلك حالة صحية، متمنياً أن يكون كل الموسيقيين والمسؤولين لديهم فريق عمل، وأضاف: تصبح الشللية إيجابية عندما يكون هناك "هارموني" ولغة مشتركة مع فريق العمل، وتكون الشللية سلبية عندما تكون على حساب الإنتاج.

وعن سبب تهاوي الأغنية العربية ووجود مؤامرة حقيقية وغياب قامات كبيرة وانتشار ما أسماه "أنفلونزا الأغنية الهابطة"، قال الفنان طاهر مامللي إن السبب في انتشار هذه الأغاني هو تقصير من الفن المحترم في فرض نفسه، فإذا لم نستطع الحصول على رعاية يجب أن ندافع عن أنفسنا.

وحول انطلاقة معظم النجوم العرب من سورية، قال مامللي إن هؤلاء دُعموا لأنهم غرباء لكن عندما يكونوا فنانين سوريين بينتظروا على الدور، فالفنان صفوان عابد وهو قامة من قامات حلب، لا أحد يدعمه وهو ينحت في الصخر كي يستمر، وقامات كهذه على الدولة أن تهتم بهم لأنهم ثروتنا الباقية لنراهن عليهم في المستقبل، وكذلك الحال بالنسبة لأسماء كميادة بسيليس وليندا بيطار وشهد برمدا وعبود برمدا.

وحول محاولة بعض الفرق الشبابية إعادة الأغاني التراثية السورية، أشار مامللي إلى أنه يجب تشجيع هذه التجارب لأنها تجدد في التراث بمكان ما وتحافظ عليه، وأضاف: إذا استطعنا توثيق تراثنا من خلال التسجيل فهذا شيء جيد، ولكن هذا غير متوفر لدينا حتى الآن وهنا تكمن الخطورة حيث يستطيع أي أحد انتهاك ثقافتنا وهويتنا بكل بساطة وبكل سهولة، لذلك يجب أن يكون أصحاب القرار حريصين على ممتلكات البلد، فهناك معالم أثرية تهدمت، وأشياء سرقت، أما في البناء الروحي فلم يسرق بعد، والتراث اللامادي يحتاج لتوثيق لأنه هوية البلد، وهنا الخطورة في التجديد، لأن الماضي قد يُطمس بتجارب جديدة تنجح وتفشل.

وعن سبب عدم رواج مسلسل "الواق واق" الذي لحن شارته، قال مامللي إن هناك الكثير من المسلسلات التي لم تلقَ رواجاً لأن هذا منوط بنجاح العمل الدرامي، وهو يعرض على قناة لازالت لديها مشكلة في الصوت لم تُحل حتى الآن (ويقصد هنا قناة #لنا)، موضحاً أنه حتى البرامج الغنائية التي تؤديها لا ترتقي إلى مستوى جيد.

وحول أغنية "ضيعة ضايعة" قال الفنان طاهر مامللي أنه هو من اختار المطرب علي الديك ليؤدي الأغنية وأن الأخير فُرض عليه في عمل آخر فلم يوافق عليه، مبيناً أنه تورط بشارة مسلسل "أشواك ناعمة" قبل أن تنجح شارته، معتبرا أن شارة مسلسل "عصي الدمع" من أجمل الشارات، قال: أعدتُ توزيع الأغنية وما فعلته لم يكن ريمكس، وهي مختلفة جداً عما قدمه رياض السنباطي وهنا يكمن التحدي، رافضاً أن يكون وزعها كتجربة زياد الرحباني في التوزيع. 

وعن مسلسل "باب الحارة"، قال مامللي: إذا المنتج الجديد دعاني للعمل معه أنا أرفض، وإذا دعاني المنتج القديم أنصحه أن يبقى مع سعد الحسيني لأنه ألف موسيقى أهم من العمل بحد ذاته، وذكر مامللي مثالا أنه إذا تغيرت شارة "بقعة ضوء" فهذه إساءة للمسلسل، معتبراً أحد عناصر القوة في مسلسل "باب الحارة" موسيقاه، لأنها من جنس العمل.

وحول دعوته لتأسيس جمعية لمؤلفي الموسيقى التصويرية للحفاظ على حقوقهم والدفاع عنها، أكد مامللي أنه لم تتم الاستجابة لهذا المطلب، وأن العلة بمؤلفي الموسيقى التصويرية، معتبرا أن "وزارة الثقافة ليس لديها أموال سوى كم مليار"، وأضاف: عملت مؤلفات موسيقية لجمعية بسمة، ولشركة سيرياتل ولأسر الشهداء وجمعية تموز أما للمؤسسات الحكومية فلا.

وبين مامللي أنه يقرأ كل نصوص المسلسلات التي يريد تأليف موسيقاها التصويرية، وحتى لو لم يعجبه المسلسل يؤلف له موسيقى تصويرية طالما سيأخذ حقه ماليا، موضحا أن أحد كوارث الدراما السورية هي نتيجة الاستسهال حيث نزلت لمستوى الحضيض وليست بخير، وقال: أنا لن أستسهل وأني أحترم نفسي وأحترم المتلقي.

ومن الأصوات التي تجذب الفنان طاهر مامللي، صوت الفنانة سارة فرح حيث غنت له شارة مسلسل "قناديل العشاق"، وأضاف أتمنى العمل مع الفنانة شيرين عبد الوهاب لأنها تمتلك إحساس عالي، وعن الألقاب قال مامللي أنها كارثية بحيث أن كل العالم "عباقرة"، مضيفاً أن لقبه المفضل هو "أبو جميل"، وعزا سبب اختصار بعض القنوات لشارات المسلسلات إلى أن المحطات العربية همها الإعلان وليس الشارة، حتى أنهم يبيعون المسلسل بدون حساب الشارة، والسبب هو رأس المال.  

وعن إنتاجات الدراما السورية حول الأزمة السورية، قال مامللي إننا في الغناء والموسيقا لم نقارب الأزمة السورية، وهده مسؤولية الجميع، وأنه بالدراما لم نقارب أيضا.. فإذا أخذنا معيار الناس لا يوجد مسلسل أفرغ الشوارع من الناس.

وحول نقابة الفنانين أكد مامللي حرصه وحرص الفنانين الآخرين على أن يكون المنتسبين الجدد للنقابة بمستوى الفنانين الموجودين فيها، ولكن السؤال هل هناك دور للفن، فعلى مستوى الموسيقيين النقابة غير قادرة على تأمين فرص لكل الموسيقيين وربما تؤمن لجزء منهم حسب إمكانياتها، أما حول قدرة النقابة على إنتاج مسلسل فهذا يتوقف على قدراتها المالية، وإذا كانت تمتلك تلك القدرة فعليها إنتاج مسلسل يشغل الفنانين الأعضاء بالنقابة الذين لا يعملون، وأضاف أنه لا يطالب بحقوقه لأن هناك فنانين بحاجة أكثر منه للمساعدة وهو ما تقدمه النقابة للأعضاء.

واعتبر مامللي أن شركة "روتانا" نجحت في تصدير نتاجها "الهابط" البعيد عن القيم الموسيقية العالية وأصبح الموسيقيون مضطرون لتأليف الموسيقى لـ هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا واصفاً إنتاجات هؤلاء الفنانات بالهابطة، قال: حاولت شركة "روتانا" أن توقع معي عقد احتكار لكني رفضت، لأني لم أكن راضياً عن هذا العمل وأنا ضد الاحتكار.

وكشف الفنان طاهر مامللي عن عمل مع الفنانة نسرين طافش في مسلسل "محي الدين بن عربي"، معتبرا صوتها جيد كممثلة بهذا العمل وسيكون لها مجموعة من الأغاني، منوهاً عن توقف عمل "رابعة العدوية"، كما كشف أنه يحضر الموسيقى التصويرية لمسلسل "عندما تشيخ الذئاب" للفنانين عابد فهد وسلوم حداد، ومسلسل "تونتاك" و"ورد أسود".

وانتقد مامللي عمل المؤسسة العامة للسينما معتبرا أنها لا تنتج إلا للنخبة لأنها "نخبة"، وأضاف أن المؤسسة حاولت التعامل معه فنياً لكنه رفض لأن شروطها من ناحية التعرفة والعقد لا تناسبه وهي تبخس حق المُنتَج نفسه.

وحول خشبة معرض دمشق الدولي ودار الأوبرا أكد مامللي أنها فقدت هيبتها منذ زمن، وأضاف: لا يليق بالمعرض الهبوط بالمستوى، وأنه لا يوجد أغنية سورية لأننا نحتاج لمؤسسة ترعى الغناء والموسيقا وهي غير موجودة لا بالقطاع العام ولا بالخاص.

وأضاف: لقد تمت الاستجابة لمطالبنا وتمكنا من تسجيل ملف القدود الحلبية لسورية في اليونيسكو، موضحاً أن سورية تحوي تلون موسيقي كبير، فالرخاء الاقتصادي الذي عاشته حلب أفرز نوعاً من المهتمين بالفن والفنون، وقال: الفن ليس حالة "بطر" بل هو حالة دفاع وهوية.

وعن الأغنية الوطنية.. أكد مامللي أنه يتم إنتاجها لأجل المناسبات، إما بسبب سباق لتسجيل الأغاني، أو بناء على طلب من جهة معينة، موضحا أنه يفخر بأنه من قام بتأليف موسيقى لمناسبة أداء القسم للسيد الرئيس بشار الأسد.

وعن توثيق أعماله في اسطوانة أو عبر قناة يوتيوب أكد المايسترو بوجود شركة تبنت الموضوع لكن الشركة قصّرت وهو قصّر، واعتبر التكريم الذي تلقاه داخل سورية بمثابة رسالة بأن الناس تسمعه، أما التكريم الذي تلقاه من خارج سورية يعني كسر للحصار الفني.

وأضاف مامللي: كل بيت في حلب لم يخلُ من الاهتمام بالموسيقا والفن والقدود، لكن حالياً يهتم بالغاز والمازوت مثل كل بيت سوري، مشيرا إلى أنه من عائلة موسيقية حيث كان والداه وشقيقته الوحيدة يعزفون الموسيقا، وهذا جعله ينشأ في جو موسيقي ونظيف من حيث السمع، وهذا ما نفتقده اليوم في مدارسنا وليس فقط في بيوتنا، وعن سبب وصف العالم له بأنه "الرجل الحزين" أكد أنه بسبب تأثره بالموسيقا الوجدانية الصادقة والقوية.

وتذكر مامللي أنه كان يحلم بالتطوع في الجيش العربي السوري، على الرغم من أنه كان وحيد لعائلته، وكان اصغر من عمر الانتساب للجيش لذلك فكر أن يلجأ للمحكمة كي يزيد سنوات عمره.. وأضاف: للدفاع عن عائلتي وأولادي خلال الحرب كنت مستعداً لحمل السلاح.  

كما تذكر مامللي أنه لم يتمكن من دراسة الإخراج في العاصمة البريطانية لندن لأنها كانت مكلفة جداً، فسافر على حسابه الشخصي وليس بعثة من الدولة، وبعدها.. تعرف على الفنان الراحل صلحي الوادي الذي يعتبره مامللي عرّاب مرحلة كبيرة من حياته، وتم التعارف خلال زيارة من لندن إلى دمشق.

ووجه مامللي رسالة للموسيقيين المهاجرين للخارج للدراسة قائلاً: لا تستطيعون التميز في الخارج إلا بهويتكم وخصوصيتكم المحلية، مضيفا أنه فشل كثيراً خلال حياته، لأنه لا يمكن القول أنك نجحت كثيراً من دون أن تكون فشلت، وهذا طبيعي فالفشل يحفز لإعادة المحاولة والنجاح. مستغرباً أنه لم يتم الاستفادة من الفن كأحد الأسلحة لمواجهة الحرب التي نتعرض لها، ولم يتم استخدامه حتى للدفاع، وقال: قبل أن يطلقوا عليك الرصاص حاربوك بالفكرة، فمن الخطأ أن نواجههم بأسلوب واحد.  

وأشار مامللي أن من الأصدقاء المقربين له الفنان بسام كوسا، والليث حجو، والمثنى صبح، وفادي صبيح، مضيفاً أن القائمة تطول ولديه أصدقاء حقيقيين في الوسط الفني.

وعن علاقته بالسوشال ميديا قال الفنان طاهر مامللي إن الفيس بوك كان متنفس له، لأن كان يستطيع أن يعرف ما يحدث داخل سورية وخارجها، وكان يوقف حسابه على الفيس بوك كل فترة كي يبقى متوازنا، مؤكداً أن السوشال ميديا لم تفده في مجاله كموسيقي.

وختم الفنان طاهر مامللي اللقاء بالإعراب عن مخاوفه من المستقبل، حيث لا توجد ضمانة لنهاية المسيرة الفنية لأي فنان، فمثلاً الفنان أديب قدورة كانت تمشي كل سورية خلفه والآن يمشي وحيداً من دون أي رعاية، مستغرباً أن يكون فنان مثل فؤاد غازي في آخر حياته يعيش حياة بائسة، وأضاف: الإعلام شريك للفنان، يستطيع أن يساعد الفنان والموسيقي والمواطن وهو توأمة للثقافة، وعن عائلته قال مامللي إنه منفصل عن زوجته وله منها 3 أبناء، كاشفاً أنه سيتزوج للمرة الثانية قريباً.