كيف تتخطين عقبة الحديث إلى طفلك حول المواضيع الجنسية..؟

كيف تتخطين عقبة الحديث إلى طفلك حول المواضيع الجنسية..؟

صحتك وحياتك

الأحد، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦

أكدت دراسات عدة أننا لازلنا نفتقد إلى الكثير من الجرأة وحتى الثقافة الكافية، التي تؤهلنا للحديث إلى أطفالنا حول المواضيع الجنسية والعلاقة الجسدية التي تجمع الرجل بالمرأة، وأننا ما نزال نشعر بالارتباك والخجل، عندما يسأل الطفل عن الأعضاء الحميمية للرجل والمرأة وعن كيفية خروجه من بطن أمه.

وأشارت إلى أن العديد من مثل هذه التساؤلات يفضل الأباء تأجيل الحديث عنها، بحجة أنها مواضيع تخدش الحياء وفيها شيء من “قلة الأدب” أو “العيب”.
وكشفت الدراسات أن السبب في عدم الحديث عن الجنس مع أطفالنا ليس لضعف الثقافة الجنسية لدينا، وإنما يعود كون ذلك لأننا بدورنا لم يتم تثقيفنا بأن الجنس هو غريزة إنسانية راقية خلقت معنا بالفطرة. ونادت بها الآية الكريمة: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا”، أي للتكاثر وزيادة النسل. ونبهت إلى أن الكثير منا وفي مجتمعاتنا العربية بالخصوص، يعانون من عقدة السكسوفوبيا أو مرض الخوف من الجنس، لدرجة أن الآباء يجدون صعوبة في إيصال معنى الوظيفة التواصلية للجنس لفلذات أكبادهم، ويعدونه نوعًا من الإباحية ويبررون عدم الحديث عنه بانه حماية لأطفالهم، لكنهم لا يدركون أنهم بذلك يساهمون لاشعوريا في إنتاج جيل جديد من الكبت الجنسي والأمراض النفسية المستعصية.
وأضافت الدراسات أن الحديث إلى الأطفال عن الجنس لا يقصد به إعطاء دروس تفصيلية لطفل بعمرالثالثة حول الممارسة الجنسية بحذافيرها، بقدر ما هو نصح الأباء مبدئيًا بتخطي حاجز الخوف من إظهار مشاعرهم لبعضهم البعض أمام أبنائهم منذ نعومة أظافرهم، وتعويدهم على أن اللمس الجسدي وتشابك اليدين بين الأم والأب هو دليل المحبة والمشاعر الجميلة التي تجمع الأسرة.

ولفتت إلى أن أكبر خطأ فادح يقع فيه الآباء هو تجاهل أسئلة الطفل أو قمعه، فمن الواجب محاولة تبسيط الجواب ليستوعبه حسب سنه أفضل من أن يبحث عن الجواب بنفسه بطرق أخرى ، ومن مصادر أخرى غير سليمة.
وطالبت الأسرة بالحرص على تثقيف الطفل حول الفرق في التركيبة الجسمانية للذكر والأنثى ووظيفة كل منهما، وأن العلاقة التي تجمع الرجل بالمرأة هي مشاعر حب إلى جانب العلاقة الجسدية، حتى تكون ثمرتها مخلوقات جميلة مثل الأطفال، فهذه الطريقة ستجعل من الطفل شخصًا متصالحًا مع جسده عندما يكبر، ولا ينظر باحتقار إلى العلاقات الجنسية على أنها ممارسة حيوانية بحتة بعيدة عن المشاعرالإنسانية.

وأضافت: “من واجب الأم ألا تنتظر حتى تأتيها ابنتها في حالة من الذعر لأنها وجدت نفسها تنزف في ملابسها الداخلية، بل ينبغي أن تجهزها نفسيًا وبطريقة مطمئنة بأن العادة الشهرية هي أمر طبيعي يحدث للفتاة عندما تبدأ تركيبتها الجسمانية بالتغير عند سن البلوغ، وأن ما يحدث هو شيء صحي، ودليل على أنها ستصبح امرأة ناضجة لتكون جاهزة لاستقبال مولود في يوم ما”.