كيف تتحدثين مع ابنك المراهق دون جدال؟

كيف تتحدثين مع ابنك المراهق دون جدال؟

صحتك وحياتك

الثلاثاء، ٧ فبراير ٢٠١٧

غالباً ما يصاحب مرحلة المراهقة تغيرات نفسية ملحوظة على سلوك الأطفال تدفع بالآباء إلى الإحساس بأن أطفالهم يتعرضون لتغيير جذري لدرجةٍ يصعب معها التعامل بحكمة ورزانة.

وتتسم هذه المرحلة بإحساس المراهق بضرورة فرض نفسه وإثبات وجوده، وذلك عبر رفضه المتكرر للأوامر والقرارات التي تصدر من غيره، ومن أبويه على وجه الخصوص، ويلجأ إلى إبداء تصرفات ثورية نوعًا ما، وقد يذهب به الأمر إلى لوم أبويه وعتابهما على ما يأمرانه به.

ونظراً لأهمية هذه المرحلة، وضرورة التصرف بحكمة وعقلانية حتى لا تحيد تصرفات ابنك عن الصواب، إليك بعض النصائح التي ينبغي عليك أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع المراهق:

لا تهولي من مرحلة المراهقة وتعاملي معها بصورة عادية

عندما يشعر الطفل بمجموعة من التغيرات الجسمانية التي تعلن بلوغه فإن ذهنه غالباً ما ينشغل بمجموعة من التساؤلات في محاولة منه لفهم نفسه بطريقة أعمق وأكثر وضوحاً، فهو لم يعد اليوم ذلك الطفل المدلل الذي يعتمد في كل صغيرة وكبيرة على غيره، بل إنه وضع القدم الأولى في أرض البالغين الذين يجب عليهم أن يهتموا بكل أغراضهم بأنفسهم.

تفهمي تصور المراهق لشخصيته

هناك بعض الحالات التي سجلت مروراً سلساً فى مرحلة المراهقة، وذلك بفضل فهم الوالدين العميق للصورة والانطباع الذي يتصوره المراهق عن نفسه، ويظل المفتاح الأساسي للعبور الآمن، هو توفير جميع الظروف والوسائل التي من شأنها أن تجعل المراهق يرضى عن شخصيته ويتحلى بثقة عالية بالنفس.

تقبلي النقد بصدر رحب

تقبلي نقد طفلك غير الجارح بصدر رحب فهي طريقته لدخول عالم الكبار، ولا تعتبري هذا التصرف انتقاصاً منك، بقدر ما هو طريقته للتعبير عن تجاوزه لمرحلة الطفولة وإيذاناً منه بدخول عالم الراشدين، وقد تكون هذه طريقته لإبراز وجوده.

لكن علمي طفلك أن نقده مقبولٌ طالما هو في نطاق الاحترام، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، ولا تسمحي له بإهانتك.

التفاهم والتعاقد والاتفاق

عند بلوغ الطفل مرحلة المراهقة فإنه لا يستسيغ المراقبة اللصيقة والاهتمام الزائد الذي يوليه أبواه اتجاهه، إذ يعد هذا السلوك لائقاً بمرحلة الطفولة التي تجاوزها، وفي هذه الفترة يحتاج المراهق إلى القيام بنزهات مع أصحابه، وفى بعض الأحيان بأسفار مع أصدقائه قد تدوم بضعة أيام، بل قد يريد المبيت عند أحد أصدقائه ولو كان يتواجد في نفس المدينة.

لا تضيقي عليه، امنحيه بعض الحرية ودعيه يفعل ما يشاء، واعقدي معه اتفاقاً يقضي بسماحك له بالتصرف بكل حرية شريطة أن يعلمك بمكان ذهابه وأن تحصلي إن اقتضى الأمر على أرقام هواتف أصدقائه أو عائلاتهم.

ارسمى الخطوط الحمراء بكل وضوح

 

مهما كان الأمر، فإن تصرفات المراهق ينبغى أن تحترم سقفاً معيناً لا تتجاوزه، وكوني واضحة معه منذ البداية وأظهري له جميع الخطوط الحمراء التي لا ينبغي له تجاوزها، وأفهميه أن الأمر لا يتعلق بتقييد حريته بقدر ما يفيد استمرار الحياة دون مشاكل ومخاطر.

إذا عاند المراهق وصمم على التمادي وتجاوز حدود الاحترام والمعقول، قومي بمعاقبته وفكري جيداً في نوعية عقاب لا يمس بكرامته أو شخصيته ولا يشعره بنقص أو حرمان لأن مثل هذه العقوبات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، ويمكنك مثلا إلزامه بمساعدة أشقائه في مراجعة دروسهم أو القيام بتنظيف غرفته بنفسه.