الأخت الوحيدة بين إخوانها الذكور… أمراض معقدة إذا تدلّلت كثيرًا!

الأخت الوحيدة بين إخوانها الذكور… أمراض معقدة إذا تدلّلت كثيرًا!

صحتك وحياتك

الأحد، ٢١ مايو ٢٠١٧

للبنت الوحيدة وسط إخوانها الذكور عدة ميزات ووجوه، أولها بالحصول على التفرد بالاهتمام من والدها تحديداً دون غيرها، بحيث لها حصة الأسد من الدلال المبالغ فيه، كلمتها بين أهلها لا تتكرر، وتُلبى طلباتها فوراً..

وعلى الرغم من أنوثتها إلا أنها تتميز بالحساسية المفرطة لكل كلمة عدا عن أنانيتها، وامتلاكها لحرية التصرف بشكل كبير، ما يؤدي إلى انحرافها بقصد أو بدون قصد.

ما هي صفات البنت الوحيدة بين إخوانها الذكور؟

يؤكد المرشد التربوي والنفسي عمر عبد الهادي لـ “فوشيا” أنه وبحسب التربية، فإن الطفلة قد تصبح مريضة نفسياً إذا ما لبى لها والداها كل ما تريد، وهذا حتماً يؤثر عليها عندما تكبر، بحيث تصبح اتكالية، ولا يمكنها خدمة نفسها بنفسها، كما يؤثر عليها باختيار أصدقائها.

وأضاف عبد الهادي، أن الخصوصية التي تُعامل بها تلك البنت، وما يولّده عندها من شخصية يصعب النقاش معها تحت أي ظرف، لن تظهر سلبيته إلا عندما يُنكرون عليها فعلا أو قولا، أو توجيه أي انتقاد لها، ومحاسبتها على أي عمل خاطئ اقترفته.

منوّهاً إلى احتمالية إصابة تلك الفتاة بإحباط نفسي قد يستدعي عرضها على استشارة طبيب نفسي، إن لم يكن كذلك، فمن غير المستغرب وصولها درجة الانتحار نظراً لحساسيتها المفرطة، واختلاقها للمشاكل من أبسط الأشياء، بحكم رفضها لأي انتقاد وإن كان بنّاءً، لأنها لم تترب على الضوابط السليمة، ولاعتقادها أنها وحدها صاحبة السلوك الصحيح، مؤكداً أن تلك النتائج لم تحصل إلا جراء الدلال الكبير الذي تتمتع به وعدم تربيتها بالشكل السليم.

علاوة على ذلك، تصبح البنت سريعة الحكم على الناس، وصاحبة رد فعل أسرع، فحبيبها اليوم قد يتحوّل لعدوّها يوم غدٍ، بسبب عدم تحقيق طلباتها من هذا الشخص.

وفي ما إذا كانت تتصرف كالأولاد، أشار عبد الهادي أن البنت بين إخوانها تكتسب منهم كل أفعال وتصرفات إخوانها الذكور، كالعنف واللباس والألفاظ والخشونة، فذوقها كله ذكوري حتى في نوعية ألعابها، لدرجة تنسى فيها أنها أنثى.

مضيفاً أن هذه البنت قد تلعب مع الأولاد كرة القدم في الشارع، أو تقص شعرها كقصات الأولاد، ولو تزوجت هذه البنت في ما بعد، قد تكون عنيفة جداً مع أولادها تربوياً.

وفي بعض الأحيان، يدفع بها الأمر إلى رفض الزواج عندما تكبر، نظراً لخشونة عواطفها قبل كل شيء، وإذا تزوجت، قد تطلب الطلاق من زوجها من المشكلة الأولى، رغم بساطتها، ما قد يولّد عندها مرضا نفسيا حقيقيا وليس اضطراباً سلوكياً فقط.

أما في أسرتها، أوضح عبد الهادي أن من أهم الأمور التي يعاني منها والداها، أنها دائمة “التمارض” وبشكل يومي، ما يستدعي عرضها على الطبيب كلما اشتكت من المرض، وفي بعض الأحيان، إذا زاد الوضع عن حده، واستدرك والداها أنها تدّعي المرض وأهملاها، قد تلجأ لأمور خارجة عن المألوف، كالشكوى لمن يكبرها في العمر ويستعد لسماعها، ما قد يُغرَّر بها بسهولة.

كيفية التعامل مع البنت الوحيدة بين إخوانها؟

بيّن عبد الهادي، أن التعامل مع البنت الوحيدة بين إخوانها الذكور يجب أن تكون معاملة عادية، على أن تُعامل بخصوصية على أنها أنثى لها أدواتها وغرفتها وألعابها الخاصة بها، ومهامّها المطلوبة منها بعيداً عن كل ما يتعلق بإخوانها، على أن تُحاسب ويُوجه لها الانتقاد مثلها مثل إخوانها، بحيث تعرف حدودها جيداً، وتعيش في حياة ذات بيئة سليمة.

ونصح بضرورة توجيهها على أن غرفتها مستقلة عن غرفة إخوانها، ألعابها مختلفة عن ألعابهم، ألوان ملابسها مختلفة عن ألوان ملابسهم، الأعمال التي تقوم بها تختلف عن أعمالهم، ولا تُعامل معاملة الذكر في أي عقاب على أن تُميّز بقليل من الدلال والاهتمام دون الزيادة عن الحد المقبول، بالإضافة إلى ضرورة عدم تدخل أحد من إخوانها في تربيتها بوجود والديْها.