السعادة تُحصِّنكم ضدّ الأمراض!

السعادة تُحصِّنكم ضدّ الأمراض!

صحتك وحياتك

الأحد، ٢٠ أغسطس ٢٠١٧

علاقة قوية تربط بين الصحّة وراحة البال. فعندما نضحك تضحك لنا الصحّة، وعندما نحزن يستفحل فينا المرض. هذه النظرية حول الصحّة ومزاج الإنسان ليست وليدة البارحة، بل كانت موضوعَ جدال وبحث من قديم الأزمان حين تكلّم عنها الفلاسفةُ منطلقين من فكرة أنّ الإنسان يحدّد مصيرَه ومصيرَ صحّته من خلال تصرّفاته وقبوله للحياة. حالياً يتبنّى الطبُّ النفسيّ المُعاصر هذه النظرية التي غالباً ما نردّدها في حياتنا اليومية عندما ننصح بعضَنا بعضاً بالمقولة التالية: "كن سعيداً، تتعافى من الأمراض". فهل تؤثّر السعادة في الصحّة؟ وهل الابتسامة العريضة والضحك المتكرّر يقودان الإنسان إلى الشفاء؟
 يعترف الطبّ بوجود علاقة وطيدة ما بين الحالة النفسية وظهور "مختلف" الأمراض عند الإنسان. فالتوتّر والقلق والإكتئاب والشعور بالذنب، والحزن لمدة طويلة وغيرها من الاضطرابات النفسية تؤثّر بشكل مباشر وسريع في الصحة. وبالتالي، الروح الإيجابية والضحك والإنفتاح على الآخر صفات تؤثّر أيضاً في جسم الإنسان وتجعله محصَّناً ضدّ الأمراض، حتّى الخطيرة منها مثل السرطان.


تأثير العقل على صحّة الإنسان


إعتبارُ أنّ الصحة تتأثر بمزاج الإنسان، فكرةٌ غيرُ جديدة، وتؤكد بأنّ العقل الإنساني يسيطر ويؤثّر على جسده. فالعديد من الفلاسفة الإغريق إعتبروا بأنّ حالة المرضى تتحسّن عندما يثقون بالطبيب المعالج ويشعرون بالراحة النفسية. كما شدّد إبن سينا على أنّ حالة الإنسان النفسية تؤثّر بشكل مباشر في صحتة.


حالياً، يؤكد "علم النفس العصبي" بأنّ المشاعر الجيّدة والنظرة الإيجابية للحياة تفيد الجهاز المناعي. والعكس صحيح، عندما تنخر ذهنَ الإنسان الأفكارُ السيّئة والسلبية، تؤذي بشكل مباشر صحته الجسدية.


ويلفت علماء الصحة إلى وجود روابط متينة ما بين الجسم والعاطفة، مثلاً: الإكتئاب لفترة طويلة، ممكن أن يؤدي إلى آفات صحية، ومنها: إلتهابات في الجسم، ومختلف أمراض المناعة الذاتية (autoimmune) والإلتهاب الرئوي...


كيف يقاوم الجسم الأمراض؟


أنشطة العمل المناعي الدفاعي عند الإنسان، تعمل بتوازن للحفاظ على الصحة وتفادي الأمراض. ولكن عندما يحزن الإنسان أو يعاني من الإكتئاب أو من إرهاقٍ ما، تتوقف جميع أنشطة العمل الدفاعي، وينخفض عمل جهازه المناعي فيتعرّض لكثير من الأمراض.


فالدماغ يطلق عند الإحساس بالإنفعال الشديد (الغضب، القلق، الخوف، الكآبة...) إشارات موجّهة إلى عدد من الغدد التي تفرز هورمونات يمكن أن تكبت وظيفة الجهاز المناعي ما قد يوقع الإنسان في فخّ المرض. ويُذكر أنّ قدرة الإنسان على الصمود بوجه تقلّبات الحياة، وتكوينه النفسي، وكيفية إستخدامه آلياته الدفاعية بطريقة لاواعية... عوامل تؤدّي دوراً بارزاً في مواجهة الأمراض.


السعادة والصحّة


يختلف مفهوم السعادة عند كل إنسان. بالنسبة لبعض الأشخاص السعادة هي راحة البال والتوازن النفسي والإستقامة في التصرّفات والإحساس بالأمان. في المقابل، يجد بعض الأشخاص أنّ السعادة في المنافع المادية مثل الحصول على مال كثير أو النجاح في العمل أو حتّى اقتناء بيت فخم أو سيارة باهظة الثمن... ومهما اختلف تعريف السعادة، يعتبر علم النفس بأنّ الإنسان لا يخضع للسعادة بل العكس صحيح، السعادة هي الخاضعة لإرادة الإنسان.


لمَ يجب أن نكون دائماً سعداء؟


كم من المرات، شعرنا بوعكة صحية وبالتالي سكننا الحزن... ولكنّ زيارة صديق محبّ ومضحك أو مشاهدة فيلم كوميدي أو حتّى الخروج من البيت... تشعرنا بأنّ المرض قد اختفى بسحر ساحر. ذلك يمكن أن يُفسَّر من خلال التفاعل العاطفي– الجسدي بين الجهاز المناعي والجهار العصبي.


ويُذكر أنّ السعادة التي يجب أن يتحلّى بها كلّ شخص لها المفاعيل الإيجابية التالية:


• تجعل الجهاز المناعي قوياً ومفعماً بالدفاع والنشاط.


• يتحوّل الإنسان السعيد إلى كتلة من النشاط والحيوية والتفاؤل.


• على الصعيد الصحي، تمنع السعادة الإصابة بالأمراض كافة.


• لا يعاني الشخص السعيد من اضطرابات أمراض القلب والجلطات الدماغية كما تقوّي السعادة عضلة القلب وتمنع خطورة الإصابة بالأزمات القلبية.


• يساعد الإحساس بالفرح على نقاء البشرة لتصبح خالية من البثور والبقع الداكنة.


• تقلّل السعادة من إصابة الشخص بداء السكري.


• ينعكس المزاج الحسن على تصرفات الإنسان الذي يصبح أكثرَ إسترخاءً وراحة.


• تقضي السعادة على الأرق.


• تعمل السعادة على تقوية الجهاز الهضمي وتسهيل عملية هضم الطعام.