جسيمات نانوية قد تنقذ الأرواح بإيقاف النزوف الداخلية

جسيمات نانوية قد تنقذ الأرواح بإيقاف النزوف الداخلية

صحتك وحياتك

السبت، ٢٤ مارس ٢٠١٨

يحمل النزيف الداخلي خطراً كبيراً قد يؤدّي إلى الوفاة. إلَّا أنَّ دواءً جديداً يعتمد على جسيمات نانوية ممغنطة قد يساعد على إيقاف النزيف وتقليل فقد الدم.
 
يموت سنويّاً آلاف البشر بسبب النزيف الداخلي. وتظهر البيانات التي تُسَجَّل منذ عام 1997 وفاة واحد من كلّ 13 شخصاً يعاني من نزيف داخلي ويرتفع المعدَّل إلى واحد من كل 5 لدى الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين ومضادَّات الالتهاب غير الستيروئيدية. ويتسبَّب النزيف الهضمي بوفاة نحو 20 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً للإحصائيَّات الحديثة. ترفع هذه الحالة القاسية وصعبة العلاج خطر الوفاة بنسب عالية جداً.
 
يأمل علماء من جامعة آي تي إم أو الروسية تحسين حالة مرضى النزيف الداخلي باستخدام الجسيمات النانوية. ويقترح الفريق أنَّ استخدام جسيمات نانوية مسيَّرة مغناطيسيًّا تحمل عامل التجلُّط الثرومبين قد يوقف النزيف الداخلي بكفاءة.
 
ويصف هذا البحث المنشور في مجلَّة ساينتفيك ريبورت كيف يمكن حقن هذا الدواء المُصنَّع باستخدام جسيمات نانوية داخل الأوردة مباشرة ليتّجه إلى مكان الإصابة. وعند حقنه في نموذج محاكاة لوعاء دموي، سرَّع الدواء عمليَّة التجلُّط بمعدَّل 6.5 مرات وقلَّل فقد الدم بمعدَّل 15 مرَّة وهذه معدلات رائعة جداً.
 
تحمل هذه الجسيمات المذهلة نواة عامل الثرومبين وهو إنزيم يفعِّل عمليَّة تشكُّل الجلطات. غلَّف الباحثون الإنزيم بقالب مغناطيسي مساميّ. ويتيح ذلك للجسيمات النانوية التحرُّك بدقَّة عند التحكُّم بها باستخدام مجال مغناطيسي خارجي. أي أنَّ الطبيب يستطيع تحريك الجسيمات ليوصلها إلى مكان الإصابة باستخدام مغناطيس.
 
لا ريب أنَّ هذه الجسيمات مهمَّة لتقليل وفيَّات النزوف الداخليَّة لكنَّها صعبة التصنيع.
 
وقال فلاديمير فينوجرادوف مدير المخبر في بيان صحافي إنَّ تصنيع هذه الجسيمات النانوية ليس سهلاً. يجب إبقاء أحجامها في حدود لا تزيد عن 200 نانومتر كي تبقى ملائمة للحقن. إضافة إلى ذلك يتطلَّب تصنيعها ظروفاً مناسبة كي لا تتحطَّم جزيئات الثرومبين وتفقد فعاليَّتها. ولا نستطيع استخدام مكوّنات متوافقة حيوياً.
 
ولأنَّ هذا الدواء متوافق حيوياً لم يحدِّد الباحثون طريقة إزالته من الجسم بل قالوا أنَّ إبقاءه في الجسم لفترة طويلة آمن تماماً والواقع أن الدواء يحتاج إلى مزيد من الاختبارات والتحرّي ولا نعلم كم يحتاج من الوقت كي يصبح متاحاً لعلاج المرضى.