تدخين النساء.. مشكلة متفاقمة تنتظر حلاً

تدخين النساء.. مشكلة متفاقمة تنتظر حلاً

صحتك وحياتك

السبت، ٣ نوفمبر ٢٠١٨

لا يكاد اثنان يختلفان على الأذى الذي يلحقه التدخين بصحة المدمن. ومع ذلك تدل دراسات حديثة أن مشكلة التدخين عند النساء إلى تفاقم مستمر على الرغم من الضرر الذي يتسبب به لهن ولاسيما أنه يزيد من تعرضهن لأمراض كانت تصيب الرجال بمعدلات أعلى من النساء.
وتقدر نسبة النساء بين المدخنين حول العالم بـ 20% ، أي أن هناك عشرات الملايين ممن أدمنّ على هذه العادة التي قد تتسبب بموتهن البطيء. فهو يضاعف فرص إصابتهم بأمراض عدة كانت حصة الرجال منها أعلى بكثير، مثل سرطان الرئة والفم والبلعوم والمثانة والكلية وعنق الرحم. كما أن التدخين يعتبر سبباً أساسياً في الإكثار من إصابة النساء بأمراض الشرايين التاجية. ويُشار إلى أن الأزمات القلبية عند المدخنات هي ضعف ما تواجهه منها غير المدخنات. وأظهرت اختبارات أن عظام المدخنات أقل كثافة، ما يجعلهن أكثر عرضة لأمراض هشاشة العظام وكسور الحوض. على الرغم من هذه المخاطر، وغيرها، تقبل الكثيرات من الفتيات والسيدات على التدخين، لاعتقادهن بأنه قد يساعد في التغلب على التوتر والاكتئاب، أو الحفاظ على الرشاقة والقد الممشوق، او أنه عنوان التحرر، وغير ذلك من المفاهيم الخاطئة.
والمقلق أن مسحاً عالمياً قامت به منظمة الصحة العالمية أظهر أن استهلاك الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عاماً، إلى ازدياد، خصوصاً في منطقة شرق المتوسط التي تبلغ فيها نسبة المدخنات من هذه الفئة العمرية 38%. ويعتبر معدل تدخين المرأة في شرق المتوسط الأعلى في العالم. واللافت أن نساء هذه المنطقة، كغيرها، لايداومن على تدخين السجائر والشيشة فحسب، بل تتعرض الكثيرات منهن إلى التدخين السلبي الأشبه بالسيف المسلط على رؤوس غير المدخنات اللواتي يعشن مع شريك مدخن ويعرضهن للإصابة بأمراض المدخنين مثل سرطان الرئة وأمراض الشرايين. وللأطفال حظهم من أذى التدخين السلبي أيضاً، فهو يتهدد بزيادة مخاطر انخفاض الوزن عند الولادة والموت المفاجئ وهبوط وتيرة النمو الطبيعي عندهم كما قد يتسبب بإصابتهم بسرطان الأطفال وأمراض الجهاز التنفسي كالربو. جدير بالذكر أن التدخين السلبي يقتل سنوياً ما يزيد عن 600 الف إنسان في العالم. لكن مادام العالم عاجز عن حل مشكلة التدخين، فإن معالجة ظاهرة التدخين السلبي سيطول انتظارها.