نحو 450 مصنع نسيج سورياً في مصر..الموقع: الصناعة السورية تهدف إلى منافسة المنتجات التركية في السوق المصرية والانطلاق نحو التصدير

نحو 450 مصنع نسيج سورياً في مصر..الموقع: الصناعة السورية تهدف إلى منافسة المنتجات التركية في السوق المصرية والانطلاق نحو التصدير

الأزمنة

السبت، ٢٣ يناير ٢٠١٦

أحمد سليمان
 لعل انتقال العديد من رجال الاعمال السوريين إلى مصر بسبب الظروف التي تعيشها البلاد أثمر في إقامة المئات من المصانع هناك،  حيث بدأت الصناعة السورية ترسخ أقدامها في السوق المصرية بسبب خبراتها المتميزة  ومنتجاتها التي تتميز بالجودة والمواصفات العالية والتي بدأت تحتل مكانة متميزة لدى المستهلكين المصريين، وتنافس المستوردات وبخاصة التركية منها وعلى وجه الخصوص صناعة الألبسة ومنها ألبسة الأطفال رغم أن هدف الصناعيين السوريين النهائي ليس منافسة المنتجات المصرية، بل  التصدير انطلاقاً من الأراضي المصرية باتجاه الأسواق الإفريقية وغيرها.
  ولعل هذه الإنجازات لهذه الصناعة و روادها يستحقون أن يكونوا بحق سفراء سورية الحقيقيين لأنهم  حافظوا على هذه الصناعة  وطوروها معتمدين على الأيدي العاملة السورية الخبيرة المتواجدة هناك بهدف الحفاظ على سورية هذه الصناعة بالجودة والتقنية المعهودة لها من جانب وتوفير فرص عمل لهؤلاء السوريين من العمال الذين انتقلوا إلى مصر.   
ويؤكد رئيس تجمع رجال الأعمال السوري في مصر المهندس خلدون الموقع أن هدف الصناعة السورية في مصر وبخاصة صناعة الألبسة ليس منافسة الصناعة المصرية في سوقها المحلي بل الحلول محل المنتج التركي في هذه السوق  ليؤكد أن  الصناعة السورية تملك هذه الإمكانية بل نتقدم عن منافسيها صناعة ملابس الأطفال، كون السوق يحتاج إلى الجديد والتجديد وصناعتنا هناك تمتلك هذه الميزات.
ويبين الموقع في  تصريح للأزمنة أن الصناعات النسيجية وصناعة الملابس هي درة الصناعة السورية التي أقيمت في مصر مؤخراً،  لافتاً إلى وجود  حوالي 450 مصنعاً هناك موضحاً أن  مشكلة الصناعة المصرية هي الإدارة واليد العاملة  فيما الصناعة السورية المقامة في مصر تمكنت من تجاوز هاتين المشكلتين، وقدمت نموذجاً جديداً في الإدارة ومهنية العمل  داعياً إلى تقديم التسهيلات للمصانع السورية ومنح السوريين تراخيص عمل مؤقتة ورفع نسبة العمالة السورية بالمصانع السورية، لإلغاء البطالة بين السوريين وتحسين أوضاعهم المعيشية وقوننة عملهم.
و أشار إلى أن استمرار الأزمة في سورية  أدى إلى تآكل مدخرات العائلة السورية، فشاركت المرأة السورية زوجها بدعم عائلتها مادياً، سواء بالعمل بالمصانع السورية أو من خلال إعدادها للمأكولات والحلويات السورية وبيعها للمجتمع السوري والمصريين.
 ورأى أن الفوضى القائمة في المنطقة والركود العالمي، يبعد إمكانية دوام الاستثمارات الكبيرة، ما يتطلب الالتفات نحو الاكتفاء الذاتي من خلال دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تمثلها الصناعات السورية في مصر.  وأن الاستثمارات والصناعة السورية في مصر، تشكل تنافسية القيمة المُضافة وليس تنافسية التماثل بالنسبة لشبيهاتها المصرية القائمة.

 وقال الموقع: "نلمس لدى كبار المسؤولين الرسميين الاقتصاديين المصريين الذين نجتمع معهم، اهتماماً وترحيباً بالسوريين واستثماراتهم وصناعتهم، ولكن عندما نصل للمستويات الأدنى من المسؤولين عن التنفيذ، لا نلمس لديهم هذا التوجه وتواجهنا التعقيدات والعقبات، ما يوجب معالجة ضرورية وعاجلة، إما لآلية نقل القرار أو لأي أسباب أخرى".
 ذكر أن تجمع رجال الأعمال السوري في مصر يضم شريحة مميزة من رجال الأعمال السوريين في مصر من الذين قدموا لمصر بعد الأزمة ومن المغتربين السوريين في مختلف الأنشطة الصناعية والتجارية لا يمثل جميع رجال الأعمال السوريين في مصر، ويعمل بالشأن الاقتصادي والاجتماعي، لافتا إلى أن التجمع شكل لجنة /تضامن/ التي تتسلم ما تقدمه المصانع السورية في مصر من منتجاتها، لتقوم اللجنة بتوزيعها مجاناً على العائلات السورية المحتاجة وذلك من خلال 5 مراكز تتواجد في المناطق الأكثر تجمعاً لهذه العائلات في القاهرة.
 ويوضح الموقع أن الجالية السورية في مصر هي مجتمع عامل، متكافل، وحريص على أن يترك الأثر الطيب والسمعة الجيدة لدى المجتمع والمواطن المصري، بعد عودته إلى سورية.