من الألف إلى الآن.. تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

من الألف إلى الآن.. تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٧ فبراير ٢٠١٦

(الهبش وأخواتها)
يجب أن أعترف اليوم أنني كنت ضعيفاً في مادة الرياضيات وخاصة في العمليات الأساسية وبالأخص الجمع، ولذلك فقد اخترت فرعاً جامعياً لا علاقة له بذلك العلم البغيض حتى لا أظل عدواً لما أجهله.. حاولت دائماً أن أمسك بالورقة والقلم لأطور مهاراتي والتواصل مع الشاطرين بالجمع، خاصة الذين جمعوا بإطار عملهم المحدود ذي السقف الوظيفي أموالاً طائلة، وسؤالي لهم كيف تحولوا لنوابغ في الرياضيات وجمعوا كل تلك الثروة؟.. فكان الجواب أنهم ببساطة ابتكروا قوانين رياضية في اختراق القانون ضمنوها في قانون "حلال عالشاطر" ذلك القانون الذي فاق بالتطبيق ونتائجه كل قوانين الرياضيات والفيزياء كونه لا يعتمد مبدأ الجمع والضرب بل يعتمد مبدأ (الهبش) وأخواتها وأقربائها وأنسبائها.

قانون للكل
بنظرة متأنية ومراجعة لكلمة قانون ذلك المصطلح الذي يعتبر أبناء الشعب كلهم سواسية كأسنان المشط ولا يسمح لأحد من الوجهة العامة التطاول على مقامه الكريم نجد أن ذلك القانون المعمول به لإقامة العدالة هو من جعل الغني يزداد غناه والفقير يزداد تعتيراً، وهو من جعل الظالم يتجبر في ظلمه والمظلوم يئن تحت وطأة ظلامه.. فهناك من يعزف على أوتار القانون فيما الآخرون يمشون عليه ع الدقة ونص.. ورقصني يا جدع..

مجتمع مكولك
حالة الازدواجية التي يعيشها مجتمعنا تجعل الواحد منا في حالة من الدهشة والعجز عن التفسير، فهو من جهة يحاول الاحتماء خلف قواعد وأعراف المثالية والاستقامة ليستخدمها كعصا غليظة في وجه المتمردين من أبنائه الذين يصفهم بالزعران ويحتاجون لتأديب، في حين أن المأدّبين من أبنائه فيما لو انتهج سلوكاً قويماً خلال تبوئه مركزاً مهماً ولم يتوسط لشيء أو يرتشي أو يحابي ويدعم المقربين منه وأنهى مسيرة حياته المهنية على راتب التقاعد بعكس المأمول منه فإنهم يطلقون عليه "غشيم"، وإذا ما هبش وانكشف أمره تظهر الشماتة من مجتمعه وأبسط كلمة قال "خرجه الله لا يقيمه"..

طق براغي
الوعكة الصحية التي أصابت الموظف الحكومي دفعته لأخذ إجازة مرضية دبرها بمعرفته وخلال وجوده في البيت عثر على إحدى قصص تشيخوف حول موظف مثالي في أداء عمله جعلته يعيش داخل تفاصيلها لتقاطعها مع ظروف حياته فبدأ يخاطب نفسه.. ما أنا إلا برغي في هذه الحكومة وبالتالي فإن لي عملاً مهماً في البناء، فعملنا داخل حكومتنا من رئيسها حتى أصغر موظف يشبه عمل المحرك الذي يدفع عجلة التطوير للأمام، ومع اشتداد حبكة القصة قطع إجازته وقرر ذلك البرغي أن يكرس عمله لدعم تلك العجلة وحسن سيرها، فأصبح يحضر للوظيفة في الموعد المحدد ويتعامل مع المراجعين بكل إيجابية وينتقد المقصرين، ولا يسمح لجيبه أن يدخله قرش غير راتبه وكثرت شكاواه على زملائه المتقاعسين، وكانت النتيجة أنهم طقوا له برغي نقل إلى مكان بعيد بدعوى نشر أفكار هدامة تعيق العمل الوظيفي بين زملائه.