ما خفايا سوق البيض والفروج؟!! بعد أن وصل سعر

ما خفايا سوق البيض والفروج؟!! بعد أن وصل سعر "البيضة " إلى 40 ل.س!!؟ تنسيق بين "الزراعة" و"الاقتصاد" هل ينفع؟!

الأزمنة

الأربعاء، ١٧ فبراير ٢٠١٦

الأزمنة| بسام المصطفى
ارتفاعات كبيرة طالت مادتي البيض والفروج في أسواقنا المحلية، فاقت قدرة المواطن على تحملها، فضلاً عن تناولها، والأسباب باتت واضحة، والمبررات التي تضعها الجهات المعنية لم يعد يستسيغها المستهلك، ويبدو تراجع السعار لمادتي البيض والفروج بات ضرباً من المستحيل، خاصة مع تواصل صعود الدولار المتهم الرئيس بارتفاع أسعار المواد الغذائية عامة، والفروج والبيض بصفة خاصة.
صحن البيض حالياً كسر حاجز الـ 1000 ل.س في بعض المناطق، ومنتجات الدواجن ليست أفضل حالاً، كذلك الفروج المشوي والبروستد بحدود 2400!! وهي أسعار غير مسبوقة في أسواقنا!!.فما فاعلية الجهات المعنية.. وهل من توقعات بانخفاض الأسعار.. وهل من خفايا في سوق مادتي البيض والفروج؟!!.
تنسيق لحل المشكلة
بحسب ما أوضحه المهندس سراج الخضر مدير المؤسسة العامة للدواجن فإن وزارتي الزراعة والإصلاح الزراعي والاقتصاد والتجارة الخارجية تنسقان حالياً فيما بينهما لإيجاد الحلول لمشكلة ارتفاع مستلزمات الإنتاج من خلال التوجه إلى المنتج المحلي من المواد العلفية ودعمها، لافتاً إلى أن إنتاج المؤسسة العامة للدواجن العام الماضي بلغ 175 مليون بيضة المائدة و500 طن من الفروج و5ر3 ملايين صوص تربية “فروج وبياض”. كما أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار مادتي البيض والفروج يعود إلى “زيادة أسعار المواد العلفية التي تشكل حوالي 75 بالمئة من تكلفة المنتج ما أدى إلى خروج الكثير من المربين من العملية الإنتاجية.
حديث الخسائر
رئيس لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين بدوره أوضح أن صندوق البيض يخسر حالياً بحدود 2000 ليرة، فإذا أنتجت المدجنة 50 صندوقاً كما هو معروف، فسوف تصل خسائرها إلى 100 ألف ليرة يومياً. مبيناً أنه لم تكن هنالك استفادة تذكر من السماح بالتصدير لأنه يتركز بنسبة 90% للعراق ونتيجة لوضع الحدود، فقد توقف هذا التصدير. موضحاً أنه في حال استمر الوضع على حاله كما هو متوقع، وخاصةً أن الطلب ينخفض في رمضان، فسوف تكون خسائر القطاع كبيرة. كما ارتفع سعر الصوص بنحو 40% منذ بداية الشهر الحالي من 90 ليرة إلى 135 ليرة اليوم وارتفع سعر صندوق البيض من 5000 ليرة إلى 7000 ليرة وحافظت أسعار الأعلاف على استقرارها في الفترة نفسها، حيث سجل سعر كيلو الذرة 65 ليرة وكيلو الصويا 145 ليرة وأسعار الخلطة العلفية تراوحت بين 110 إلى 125ليرة. وفيما يخص أسعار المستهلك فقد بلغ سعر كيلو الفروج النيء 600 ليرة والدبوس 625 ليرة بينما وصل سعر كيلو فخاد وردة من دون عظمة 700 ليرة وكيلو سودة فروج إلى 800 ليرة وكيلو شرحات الفروج إلى 1050 ليرة على حين وصل سعر صحن البيض، 1800 غ إلى 550 ليرة.
الأعلاف.. وسعر صرف الدولار
ويعزو العديد من المعنيين في تربية الفروج ارتفاع أسعار منتجات الدواجن إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي تشكل 80% من كلفة الفروج، فأسعار الأعلاف عالمياً ارتفعت بشكل كبير وقابلها ارتفاع نتيجة لسعر الصرف.
حيث إن سعر سيارة الذرة سعة 50 طناً يصل إلى 4 ملايين ليرة، وسعر سيارة الصويا لنحو 9 ملايين ليرة، وهذه المبالغ يصعب توافرها لدى المربين. وهنالك مشكلة رئيسية وهي قلة السيولة المالية لدى المربين، الذين يطالبون اليوم بمنح قروض تشغيلية قصيرة الأجل من دون فوائد ولكن يبدو أن هذا الأمر غير وارد حالياً.
عمليات تصدير البيض
أما على صعيد تصدير البيض والذي قد يكون السبب الآخر الذي يقف وراء ارتفاع أسعار البيض فقد بيّن المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية السورية إنه تم تصدير مليون وثمانين ألف بيضة إلى الأسواق العراقية خلال الأسبوع الجاري و”ستنطلق خلال اليومين القادمين شاحنات أخرى محملة بنحو مليون وأربعمئة وأربعين ألف بيضة من إنتاج القطاع الخاص”. لافتاً في تصريح صحفي إلى “أن عمليات تصدير بيض الدجاج لن تؤثر على توافر المادة في السوق المحلية ولا على أسعارها” وأن العملية التصديرية تستهدف الفائض من الإنتاج. وأشار قرنفلة إلى أن السماح بالتصدير جاء نتيجة “النجاحات التي حققتها الوحدات الإنتاجية في إنتاج بيض المائدة ودعم الحكومة” وكونه يسهم في تصريف فائض الإنتاج ويحافظ على التوازن السعري للمادة مؤكداً أن “استمرار التعاون بين الحكومة والمنتجين يساعد في رفع وتائر الإنتاج وزيادة الصادرات”. ونوه قرنفلة بأن “ضوابط دقيقة تم تطبيقها على المصدرين” تضمن منع استغلال المنتجين وتصدير بيض ذي نوعية ممتازة تحافظ على استمرار تدفق بيض المائدة السوري إلى الأسواق الخارجية. موضحاً أنه بعد أن يتقدم المنتج الراغب في التصدير بطلب إلى لجنة الدواجن يتم التأكد من أنه يملك مدجنة مرخصة أصولاً وتنتج فعلاً بعدها يتم الكشف على البيض المقرر تصديره قبل تحميله بالشاحنات المبردة من قبل لجنة فنية للتأكد من صلاحيته للتصدير وبناء على ذلك يتم السماح له بتصدير الكميات المقررة عبر المنفذ الحدودي حيث يقوم المنتج المصدر بعدها بتنظيم تعهد بإعادة القطع الناجم عن التصدير لدى الأمانة العامة للجمارك. داعياً إلى إنشاء صندوق خاص لتنمية تسويق منتجات الدواجن وإحداث مختبرات معتمدة لمنح شهادات المطابقة للمواصفات القياسية لهذه المنتجات وتشميل القطاع بمظلة دعم منتجات القطاع الزراعي ودعم الصادرات ومنح المنتجين المصدرين نسبة من القطع الأجنبي لتغطية احتياجاتهم من مستلزمات الإنتاج.
 
الدواجن تشكو التهريب
 المهندس سراج خضر المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن قال: كانت حاجة السوق السورية من الفروج قبل الأزمة 250 ألف طن ولأن قطاع الفروج هو من قطاعات الإنتاج الشعبية فإن مساهمة القطاع العام كانت قليلة مقارنة مع مساهمة القطاع الخاص، حيث كانت المؤسسة تنتج سنوياً 3500 طن من الفروج. أما البيض فكان القطر ينتج ما يقارب 5 مليارات بيضة للقطاعين العام والخاص يتم تصدير ما يقارب 1.5 مليار بيضة ويتم استهلاك 3.5 مليارات بيضة في السوق المحلية، في عام 2013 تراجعت تربية الدواجن بشكل كبير، حيث خرج تقريباً 80% من المنتجين بسبب الأوضاع الأمنية وارتفاع أسعار مستلزمات التربية وكذلك تراجع إنتاج المؤسسة بشكل كبير نتيجة خروج عدد من المنشآت الكبرى مثل حلب والمعرة والرقة من الإنتاج. الآن وبعد الانتعاش عاد تقريباً إلى الإنتاج 30% من المنتجين إلى العملية الإنتاجية لتصبح نسبة المنتجين الآن في السوق 50% مما كان عليه قبل الأزمة. وعن تكاليف الإنتاج في هذه الفترة ونتيجة ارتفاع قيمة الأعلاف والأدوية والصوص تصل كلفة الكيلو غرام الواحد من الفروج الحي قبل الذبح 355 ليرة سورية، أما كلفة البيضة لدى القطاع العام 18 ليرة سورية وعن سبب ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى القطاع العام، فيعود إلى وجود تكاليف اجتماعية على الإنتاج منها وجود عمالة غير منتجة كثيرة بسبب خروج عدد من المنشآت من الإنتاج واستمرار عمالها بقبض رواتبهم وتعويضاتهم والضمان الصحي والنفقات الاجتماعية الأخرى، وهذه النفقات كلها غير موجودة لدى القطاع الخاص لأن المربي في القطاع الخاص عندما يغلق المدجنة لا تعود لديه أي نفقات. وعن الإنتاج في المرحلة الحالية تبلغ الكميات المنتجة 1.8 مليار بيضة. وفي عام 2014 أنتجت المؤسسة 170 مليون بيضة و800 طن فروج و1.7 مليون صوص فروج و2 مليون صوص بياض وفي هذا العام من المقرر إنتاج 200 مليون بيضة و1400 طن فروج و7 ملايين صوص فروج و3.5 ملايين صوص بياض.
التدخل الحقيقي
وحول دور التدخل الحقيقي في السوق قال خضر: نحن في المؤسسة نطرح الإنتاج الطازج واليومي ولا يوجد لدينا بيض مخزن لأكثر من يومين ولا فروج مجمد لأيام لأن إنتاجنا يتم تسويقه يومياً عبر منافذ المؤسسة الموزعة في مختلف المحافظات وكذلك عبر منافذ البيع الخاصة في المؤسسة العامة الاستهلاكية ومؤسسة الخزن والتسويق، وتم مؤخراً افتتاح 3 صالات جديدة في دمشق منطقة البرامكة وريف دمشق في ضاحية الأسد وفي طرطوس، وتم تعويض قسم إنتاج الصوص الذي فقدناه في الغوطة الشرقية حيث تم إنشاء قسم في صيدنايا وبدأ القسم بإنتاج الصوص وتوزيعه وكذلك تأهيل مفاقس منشأة دواجن حمص، وبهدف إعادة تنشيط الدورة الإنتاجية بنسبة 80% من خلال استيراد أمات بياض وأمات الفروج، كما يجري العمل على إعادة تأهيل منشأة طرطوس وتحويلها إلى التربية في الأقفاص بدل التربية السرحية ما سيزيد إنتاجها من 18 مليون بيضة إلى 50 مليون بيضة سنوياً. ويرى خضر أن تكاليف الإنتاج أكبر بكثير من الأسعار المطروحة نتيجة دخول كميات كبيرة من منتجات الدواجن غير المعروفة المنشأ أو السلامة الغذائية إلى سورية عبر المنافذ غير الشرعية. وهناك شبه توقف للتصدير خصوصاً بعد إغلاق معبر نصيب. الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر كبيرة للمنتجين ولا يمكن أن يستمر المنتج في تحمل مثل هذه الخسائر ويُخشى من خروج أعداد كبيرة من المنتجين من العملية الإنتاجية بسبب الخسائر المتكررة. وعلى الرغم من كل ما ذكره المدير العام لمؤسسة الدواجن، لكن مازالت أسعار البيض والفروج مرتفعة بالنسبة للمستهلك قياساً إلى دخله اليومي، وهي ليست في متناول الجميع. وما ينتظره المنتج والمستهلك أن تقدم الحكومة مستلزمات الإنتاج بأسعار معقولة وتحدد سعر المبيع الذي يرى الكثير من المستهلكين أنه يفترض ألا يتجاوز سعر كيلو الفروج 200 ليرة والبيضة عشر ليرات سورية قياساً إلى الدخل.
ومع كل هذه الآراء والتصريحات والأرقام هل نشهد حلاً يرضي الطرفين المستهلك ومربي الدواجن، وهل سيكون باستطاعة المواطن شراء مادتي البيض والفروج بسعر مقبول بعد أن اتجه للشراء "بالبيضة " التي وصل سعرها إلى 40 ل.س!!؟.