تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة ..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الاثنين، ٧ مارس ٢٠١٦

سر عبوس السوري
قد أجيز لنفسي أنني اكتشفت أخيراً لماذا أغلب الناس تتخذ من العبوس أو (التكشيرة) سلوكاً دائماً في حياتها بعيداً عن الأحداث التي تشهدها سورية حالياً، لأن هذه تجعلك تبكي دماً.. فعندما تدخل البيت تحاول إظهار ابتسامة خفيفة عندما يطلع أبوك بخلقتك ليقول لك: خير ان شالله شو عامل لحتى ابتسامتك 42.. وإذا ما ابتسمت لأحد إخوتك وأنت تدخل غرفته يبادرك بالجواب: بدون ما توزع ابتسامات ما معي مصاري.. أما والدتك فتسارع للقول: لا تاكل بعقلي حلاوة هات من الآخر..
وفي المدرسة أو الجامعة ابتسامتك تعني خروجك من الصف أو القاعة.. وفي العمل فابتسامتك لزميلتك تفسر أنها نوع من التطبيق ولزميلك أسلوب للكولكة.. وفي الطريق يعتبر ذلك نوعاً من قلة الأدب وسط ناس ونوعاً من الوش إذا كنت تسير وحدك..
الغريب في كل هذه المفارقات والتي تعتبر سبيلاً ليقطب الواحد حواجبه شبرين أن أي أحد ممن كان يلومك أو يسخر من ابتسامتك بمجرد أن يراك في مكان آخر (مكشر) يبادرك بالقول: شبو وجهك ما بيتفسر اضحاك يا زلمة ما حدا آخد معو شي.. وعندما تحاول الابتسامة يأتيك آخر ليقول: والله نيالك عم تضحك ومو فارقة معك..

الله يلعن الحاجة
نظريات الحياة كثيرة وقد استمدت أغلبها من الواقع المعاش بالنظر لأن النظرية تتطلب فرضيات وبراهين لا يمكن وضعها قيد التداول إلا بعد ثبات نجاعة أسسها وقواعدها.. ومع احترامي للكثير من الفلاسفة وعلماء النفس فيجب ألا يؤاخذني فرويد إن خالفته بطرحه أن الإنسان شرير ومفطور منذ نعومة أظفاره على العدوان والطمع.. وسأثبت هذا بالتجربة التي عايشتها.. فقد حضّر زميلي حسين طعام العشاء وكون زوجته كانت في البلد فقد استأذن مني لاستكمال شراء بعض الحاجيات من قريبو (خبز.. معلبات....) عاد من البقالية  القريبة حاملاً الأغراض لكنه على ما يبدو نسي المتة، فترك كيس (المشتريات) على مدخل البناية وقصد البقالية التي لا تبعد أمتاراً عن المدخل.. في هذه الأثناء اقتربت امرأة وطفلها من المدخل وكوني في الطابق الرابع لم ألحظ ما قامت به، لكني لاحظت أنها أخذت شيئاً، فنزلت من البناء قبل أن تختفي لأفاجأ بصديقي يحاول حمل الأغراض ويبدو أنه انتبه أن ربطة الخبز قد اختفىت من دون سواها فأشرت له إلى السيدة وابنها.... فلحقنا بهما وأمسكناهما(مسك الإيد) فلمحت دمعة حفرت وجنة السيدة رافقها توسلات بلفلفة الموضوع فلولا الحاجة لما وضعت نفسها بهذا المأزق، فسألتها لماذا لم تأخذي باقي الأغراض؟ فأجابت أنها لا تعرف هذه المواد إلا من خلال واجهات المحلات وهي لم ترد إطعام أولادها حتى لا يتعودوا عليها وبالتالي يضطرون للسرقة.. أما الخبز فطعمه مر ومغمس بالدم.. والله يلعن الحاجة..

عنا وبس
-    في سورية فقط.. عندما تلتقي بصديق وبعد المصافحة أو التبويس باعتبارها فلكلوراً يقول أو تقول له: أي شو في مافي..؟
-    في سورية فقط.. يفتح عليك أحدهم باب غرفتك أو مكتبك ويسلم عليك ثم يعود ليقول: أنت هون؟؟
-    في سورية فقط.. عندما يشعر أي شخص بوجع راس يتناول حبتين سيتامول ذلك المستحضر الذي يعشقه السوري أكثر من البذر كونه يصلح لجميع الاستعمالات بما فيها التسلية أثناء مشاهدة فيلم السهرة أو نشرة الأخبار..