قلّة "سرافيس" وازدحام على باصات النقل الداخلي وزيادة تعرفة مؤشرات..فهل تعود أزمة مازوت الشتاء هذا العام؟!

قلّة "سرافيس" وازدحام على باصات النقل الداخلي وزيادة تعرفة مؤشرات..فهل تعود أزمة مازوت الشتاء هذا العام؟!

الأزمنة

الثلاثاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٤

الأزمنة| ريم عز الدين
مع اقتراب موسم الشتاء، تشير تصريحات غالبية المسؤولين إلى صعوبة إمكانية حصول المواطن على الكميات المخصصة من المازوت "عدم وجود كميات كافية من المشتقات النفطية"؛ فعلياً إنّ التصريحات السابقة تختلف عن الأرقام الرسمية المعلنة، بل وتتناقض أيضاً. إذ أوضحت بيانات صادرة عن شركة محروقات حول النصف الأول من العام 2014 بأنّ "إنتاج المشتقات في المصافي السورية يعادل إنتاج الأعوام السابقة للأزمة". لكن حسب تصريحات سابقة لمسؤولين أيضاً بأنّ هناك تراجعاً في إنتاج النفط الخام بمقدار 95%، فما الذي يفسّر ما سبق؟!. وبمعنى آخر لماذا يتم استيراد نفط خام لإنتاجه بهذه الكميات رغم تراجع استهلاك المشتقات النفطية الرئيسية بنسب تزيد عن 60% ؟!. ولماذا يتم استيراد وإنتاج كميات كبيرة لا تستهلك، وبالتالي من يستهلكها؟!.
في كل أزمة خانقة يشهدها المواطن السوري فيما يخصّ موضوع المحروقات، يكون لمراكز التوزيع الخاصة دور أساسي من خلال احتكار المادة مع السوق السوداء لتباع المواد النفطية بأضعاف أضعاف سعرها، وفي ذلك يكون لمصدر التوزيع الرئيسي دور في المشكلة، إن صحّ التعبير، كما هو الحال في كل أزمة محروقات تمرّ والتي كان أكثرها سوءاً أزمة البنزين والمازوت التي حدثت في شباط من العام الماضي. فحسب بيانات رسمية صدرت حينها بأنّ أزمة المازوت كانت بسبب التهريب وخلل التوزيع والسوق السوداء، وليس السبب نقص الكميات على الإطلاق، وأوضحت البيانات وقتها بأنّ ستة أيام من عمر تلك الأزمة الخانقة التي حدثت العام الماضي (12 – 17 كانون الثاني 2013) حققت ربحاً مقداره تسعين مليون ليرة سورية على أقل تقدير لسوق التهريب والطريقة حسب البيانات الرسمية (نقل الصهاريج الرسمية للمحروقات إلى كازيات متوقفة، وإلى مناطق حدودية ذات كثافة سكانية منخفضة. فحوالي سبع وعشرين محطة متوقفة في ريف دمشق، وصلها خلال الأيام الستة المذكورة حوالي 2 مليون ليتر مازوت، فبلدة قارة الحدودية تضم خمس وعشرين ألف نسمة وفيها اثنتا عشرة محطة وقود. وبلدة جديدة عرطوز تضم مئة وثلاثين ألف نسمة في حينه، ولديها محطة وقود واحدة. بينما كل من يلدا وحرستا وكلتاهما كانتا مناطق متوترة في ذلك الحين فقد وصلت الكميات بانتظام إليهما وبمقدار ثمانمئة وستين ألف ليتر مازوت خلال الأيام الستة المذكورة.
وفي السياق أعلنت مديرية محروقات دمشق مؤخراً عن فتح باب التسجيل على مادة المازوت مع اقتراب فصل الشتاء للمواطنين منذ السابع من أيلول الحالي، في حين كان من المقرر أن يتم البدء به شهر آب الماضي، بعد أن وصلت شكاوى من الكثير من المواطنين تتعلق بآليات التوزيع المعتمدة والتأخير في الحصول على المادة!!. مدير محروقات دمشق سيباي عزيز يقول في تصريحات صحفية "بدأ التسجيل على المازوت اعتباراً من السابع من أيلول الجاري في ثلاثة مراكز، هي برزة ودمر والميدان، وسيتم افتتاح مراكز أخرى لتخفيف الضغط بعد أسبوع في كفرسوسة وباب توما والمزة".. وأضاف "لدينا أولويات في التعاطي مع تأمين مادة المازوت فهناك جهات مهمة لا نستطيع قطع المادة عنها مثل المشافي والمخابز وباصات النقل، وهذا ما سبب التأخير، على أن تتم عملية التوزيع بعد حوالي 15 يوماً)، داعياً المواطنين لتقديم شكاوى جراء عدم استلامهم مخصصاتهم من المازوت الشتاء الفائت". والجدير ذكره أنّ محروقات دمشق كانت قد ألقت بوعودها على كاهل المواطنين العام الماضي وأنّه سيتمّ افتتاح مراكز جديدة للتسجيل على المازوت تفادياً للضغط على المراكز، فهل ستكون وعود العام الحالي مثل وعود سابقه!!. وتؤكد محروقات دمشق على المواطنين ضرورة تقديم شكوى على كل خلل حاصل "عملية التسجيل مفتوحة وأي شكوى تصل نقوم بمتابعتها كوننا لا نستطيع مكافحة الفساد دون شكاوى". إضافة إلى وجود عدة أسباب من جهة المواطنين أدت لعدم استلام مخصصاتهم من المازوت "إنّ بعض المواطنين امتنعوا عن استلام المازوت لانعدام قدرتهم على دفع ثمن الكمية المحددة بـ400 ليتر أو لعدم تواجدهم في منازلهم يوم التوزيع، أيضاً لعدم امتلاك البعض مساحات تخزينية كافية لتلك المخصصات". كل ذلك بدأ في سياق ملامح أزمة محروقات قادمة تشير إليها قلة السرافيس والضغط الحاصل على باصات النقل الداخلي واشتراط أصحاب السرافيس تعرفة تزيد عن التعرفة المحدّدة بسبب معاناتهم في الحصول على المازوت!. ويبقى المواطن رهين الشائعات اليومية المتزايدة حول الشتاء القادم!. وبالفعل وبناء على تصريحات سابقة لمديرية محروقات دمشق فإنّ كميات المازوت المخصصة لكل محطة محروقات قليلة نسبياً "600 ألف ليتر يتم تخصيصها لدمشق يومياً، توزع على قطاعات الدولة حسب الأولوية، ومن ضمن هذه الكميات مخصصات المواطنين ومحطات الوقود". وكان أن تداولت وسائل إعلام محلية مؤخراً تأمين مازوت للمواطنين "20 ليتراً لكل فرد" إلا أنّ مديرية محروقات دمشق أوضحت "هناك لغط في فهو الآلية، والصحيح بأن محافظة دمشق ستسيّر مئة صهريج ضمن دمشق ليوزع على المواطنين بمقدار 20 ليتراً يومياً". وأضاف توضيح المديرية "هذا القرار مخصص لبعض الأحياء التي لا يمكن دخول آليات التوزيع إليها، ليتم التوزيع بإشراف لجنة الحي والمختار وفرقة الحي عن طريق «البيدونات» ولخدمة المواطنين غير القادرين على شراء الكمية المخصصة لهم لفصل الشتاء والمحددة بـ200 ليتر كدفعة أولى، على أن يتم البدء بهذه الآلية اعتباراً من شهر تشرين الثاني القادم". ولحدّ الآن تمّ تنظيم سبعين ضبط مخالفات في محطة وقود دمر ونهر عيشة خلال الشهر الماضي، كما تشير تصريحات المديرية. وفي ذات السياق أوضح عضو اللجنة الاقتصادية بمحافظة دمشق معتز السواح في تصريح صحفي بأنّ محافظة دمشق بدأت بإعداد جداول مبدئية لتوزيع مادة المازوت ضمن "بيدونات"، بحيث تغطي كل مناطق وأحياء محافظة دمشق "وتوزيع مادة المازوت بشكل مباشر عن طريق الصهاريج وبإشراف أعضاء مجلس محافظة دمشق ولجان الأحياء، وذلك تنفيذاً لقرار المحافظة بمنع بيع مادة المازوت بالعبوات البلاستيكية الصادر أواخر الشهر الماضي". كما سيتمّ إرسال حوالي 5 إلى 6 سيارات يومياً لكل حيّ ابتداء من الأسبوع القادم وبسعر 60 ليرة لليتر "علماً أنّ ليتر المازوت يُباع بمحطات الوقود الخاصة بـ 140 ليرة وخاصة أنّ هذه المحطات تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين لتأمين احتياجاتهم في هذه الفترة من السنة، تجنباً لنقص المادة في بيوتهم".