تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٢٩ مارس ٢٠١٥

أرقام غنية
على مرِّ تاريخ دراستي من الابتدائي إلى الجامعة كنت ساخطاً على أكثر المناهج الدراسية لكونها أصبحت قديمة وتراثية.. ولعل هذا هو السبب في حبي لمنهج التاريخ والجغرافيا لبلدنا، حيث تحفل كل الصفحات والفصول بالحديث عن أننا بلد غني بالثروات الطبيعية، أما الزراعة فنحن بلد زراعي حيث الخضار والفواكه والحبوب والبقول مثل الكشك أو هيك بيقولوا.. أما المياه فأنهار بلادي عذبة تحيط بها الغابات وتطير على مجراها العصافير والفراشات والمياه رقراقة وقد ألهبت مخيلة الشعراء فصاغوا المعلقات وتمردوا على الصور الشعرية ببراعة الوصف وكل هذا نحن مقتنعون به ونبصم عليه بالعشرة.. إلا أن الذي لا نفهمه وبمعزل عن الأزمة وتبعاتها خلال السنوات الأربع الماضية: لطالما كل هذا الغنى لماذا الفقراء أصبح عددهم أكثر من أرقام حساباتهم وأرصدتهم في بنوك سويسرا.

فن ميتافيزيقي
بالرغم من أن الفنان التشكيلي في بلدنا دائم الشكوى والنق من سوء حظه وعدم تقدير الناس له، إضافة لانعدام الذوّاقة إلا أن ذلك المفهوم ينقلب رأساً على عقب عندما تستضيفه إحدى المذيعات على شاشتنا المحلية، عندها يشعر بأنه فيلسوف الفن كونه يتحدث بطلاقة ويحلق بحديثه في عالم الفن ومصطلحاته ومدارسه وثراء الألوان في لوحته السيريالزمية بينما المذيعة تصل ابتسامتها إلى أذنيها إعجاباً ودهشة واصطهاجاً ولا تكف عن الإيماء برأسها كغماز ضو السيارة بالموافقة على كلامه الذي قد لا يفهم معناه هو ذاته.. لا لشيء.. فقط حتى لا يقال إنها غير مثقفة بالفن وميتافيزيقيا الفنان الضيف.

دير بالك
عزيزي القارئ عليك بعدم التفكير وأنت تقرأ هذه السطور بل عليك بعدم التفكير نهائياً لأن هناك من يفكر عنك دائماً ماذا تأكل؟ ماذا تشرب؟ ماذا تلبس؟ كيف تقضي أوقاتك ومع مين؟ حتى عندما تريد رسم مستقبلك وتريد التسجيل بالجامعة بعد كابوس البكالوريا هناك من يفكر لك بمفاضلة من كعب الدست.. وما قد يخطر لك... فقط التفكير متى يقصف الله عمرك.. ولكن اطمئن فهناك من فكر لك بذلك مسبقاً؟!

مو ظابطة
رغم أني لست متخصصاً في النقد الأدبي والشعر إلا أنني سوف أسجل عتبي على الشاعر العربي القديم الذي قال "من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور" لكونه خالف الواقع وناقض قاعدة أن الشعب هو ابن بيئته لأن من يرى المخبرين يستطيع أن يرى بأم عينه موفور الصحة التي يتمتعون بها، وتورد لون الوجنتين واحمرارهما كوجوه العذارى، إضافة لزيادة أوزانهم وتحسن أحوالهم وحدة بصرهم وزيادة متوسط أعمارهم كلما زادوا في رقابتهم..