80% من آثار تدمر بخير.. وترميمها يحتاج 5 سنوات.. والارميتاج مستعد للمساعدة

80% من آثار تدمر بخير.. وترميمها يحتاج 5 سنوات.. والارميتاج مستعد للمساعدة

ثقافة

الثلاثاء، ٢٩ مارس ٢٠١٦

أعلن المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، أن ترميم الآثار المتضررة والمدمرة في مدينة تدمر المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي «يحتاج إلى خمس سنوات»، وكشف أن «ثمانين بالمئة من آثار المدينة بخير»، على حين أعلن متحف الارميتاج الروسي استعداده للمساعدة في وضع مشروع لترميم آثار المدينة.
من جانبه، قال المؤرخ المتخصص في علم الآثار موريس سارتر بعد استعادة الجيش السوري لتدمر، «لا يمكننا إلا أن نشعر بارتياح كبير لرحيل داعش» من المدينة، وأبدى خشيته من حصول أضرار لا يمكن إصلاحها أو حصول أعمال نهب على نطاق واسع.
وغداة هزيمة الجيش العربي السوري لتنظيم داعش وطرده من مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، قال عبد الكريم وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: «إذا حصلنا على موافقة منظمة يونيسكو، نحتاج إلى خمس سنوات لإعادة ترميم الآثار التي تضررت وتعرضت للدمار على أيدي تنظيم داعش» الذي كان يسيطر على المدينة منذ أيار العام الماضي. وأضاف: «لدينا الموظفون المؤهلون والخبرة والدراسات، ومع موافقة المنظمة، نستطيع بدء أعمال الترميم خلال عام».
وحسب عبد الكريم، فإن «ثمانين بالمئة من آثار المدينة بخير»، موضحاً أن فريقاً «من زملائي المختصين وصلوا إلى تدمر وطلبت منهم تقييم (وضع) الحجر والمدينة الأثرية، وهم يقومون بتصوير الأضرار وتوثيق كل شيء ومن ثم تبدأ مرحلة الترميم».
في الإطار ذاته، أعلن المدير العام لمتحف الارميتاج الروسي المعروف عالمياً ميخائيل بيوتروفسكي، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، وتعليقاً على تصريحات رئيسة منظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا التي أعلنت فيها عن نيتها التوجه إلى الارميتاج بطلب المساعدة في قضية ترميم تدمر، أن المتحف مستعد للمساعدة على وضع مشروع لترميم آثار مدينة تدمر السورية بعد أن تم طرد داعش منها. ولفت بيوتروفسكي، إلى أنه يجب تقييم الخسائر التي لحقت بآثار تدمر، مؤكداً أن المتحف الروسي باعتباره أكبر مؤسسة علمية متخصصة في هذا المجال مستعد لمناقشة مختلف مشاريع الترميم. وأشار إلى أن الارميتاج يملك خبرة واسعة لكونه قام بترميم آثار مدينة بطرسبورغ التي دمرت نتيجة الحرب، مضيفاً: إن المتحف يملك كذلك مجموعة مهمة من آثار تدمر.
من جانبه أعلن ممثل الرئيس الروسي لشؤون التعاون الثقافي الدولي ميخائيل شفيدكوي أن ترميم تدمر السورية قد يتطلب نحو 5 أو 7 سنوات، مضيفاً إن تقييم حجم الخسائر سيسمح بتحديد الفترة المطلوبة للترميم بدقة. وأشار إلى أنه يوجد في روسيا العديد من الخبراء الذين يتخصصون في مجال حماية التراث التاريخي، وهم خبراء الارميتاج ومتحف بوشكين ومتحف الشرق، مؤكداً أن روسيا قادرة على تقديم المساعدة لسورية في مجال ترميم آثار تدمر. من جانبه، قال المؤرخ المتخصص في علم الآثار موريس سارتر بعد استعادة الجيش السوري لتدمر، وفق ما نقلت «أ ف ب»: أنه «لا يمكننا إلا أن نشعر بارتياح كبير لرحيل داعش» من المدينة، لكنه يخشى من أن يكشف التدقيق في الأضرار التي أصابت الموقع تدميراً لا يمكن إصلاحه أو حصول أعمال نهب على نطاق واسع. وأضاف سارتر: لا يمكننا إلا أن نشعر بالارتياح لرحيل مقاتلي داعش بما إننا كنا نتعامل مع مجموعة عنيفة جداً كانت تخطط للتدمير المنهجي للآثار. وحول إعادة الترميم، قال سارتر: «أولاً نحتاج إلى محصلة دقيقة عن أعمال التدمير التي حصلت». وتابع موضحاً: أعمال التدمير من نوعين: تلك المعروفة والواضحة بما أن تنظيم داعش نشر صوراً وشرائط عنها عندما فجرها مثل معبدي بل وبعل شمين وقوس النصر والأبراج السبعة، وتلك غير الواضحة كتدمير المدافن تحت الأرض وأعمال نهب الآثار». وأضاف: «علينا أن نرى ما يمكن استرجاعه وترميمه. شاهدت أشرطة الفيديو على فيسبوك نشرها صحفيون في المكان، ونرى بوضوح أن القوس الكبير الذي دمره التنظيم بوساطة جرافة، سيعاد على الأرجح ترميمه تماماً لأن كل قطعه لا تزال موجودة في الموقع». وتابع: «لكن ما نجهله، هو حالة الحجارة المتبقية من المعبدين. إذا كانت حصى أو غباراً وهو الأكثر ترجيحاً، لا يمكننا القيام بأي شيء، لكن حيث نجد قطعا كبيرة يمكن إعادة ترميمها وجمعها. والعملية ستكون مكلفة لكن يمكن القيام بها».