“مسك غزالة وقمر” مجموعة قصصية لأيمن الحسن

“مسك غزالة وقمر” مجموعة قصصية لأيمن الحسن

ثقافة

الأحد، ٢٥ يونيو ٢٠١٧

جاءت المجموعة القصصية “مسك غزالة وقمر” الصادرة حديثا للأديب أيمن الحسن متنوعة في بناء السرد الحكائي الذي جمع بين الواقع والخيال معتمدا أحيانا على أسس القص الأصيل مع حداثة جمعت بين الأصالة والمعاصرة.

ويعتمد الكاتب الحسن في مجموعته على تنويع الأشكال المعنوية التي جاءت مليئة بالدلالات والنفحات الأصيلة مطرزة بالقدرة على خلط الموروث الأصيل مع ما هو موجود في عالم الحداثة وهذا ما ورد في أغلب القصص.

كما يلجأ الحسن أحياناً للبيئة في تحديد معالم نصوصه القصصية فتبدو جميلة بهية وأحيانا يتخطى البيئة بغية تجاوز الزمان والمكان ليوحد بين هذه الأسس وبين شخصيات قصصه كما جاء في قصة “كان صباح” و”أستار لعتمة الحرير” و”سلاماً صباح الوطن”.

على حين يأتي الوطن في بعض النصوص نتيجة الدلالات التي زخر بها النص والحركة العاطفية من شخوص القصص إلى الحدث كما في أغلب عبارات نص لازورد “نشيد الحكايات الناهضة” التي نافست بقية القصص في تحولاتها العاطفية.

كما يظهر عند الحسن نزوع للتشبث بالوطن وظهور الهوية والاهتمام بالعلاقات الإنسانية الإيجابية وهي أمور تجلت في قصة “وظل في علبة الكرتون” التي صور فيها جماليات المدينة ورصد عواطف الحب واهتم بالحوارات لتغدو أهم بنى الحدث في النصوص.

ولا تتسم قصص المجموعة بالتقليد وأحيانا تظهر فيها عواطف الكاتب الشخصية وتختلف الرؤى من قصة إلى أخرى لكنها في معظمها تتحدث عن العدالة الاجتماعية كما جاء في قصة “يا ظلها المتعب” وقصة “وعاد خليل”.

ويحارب الحسن في قصصه الغدر والغش والمكر والخيانة وهذا بدا في أغلب القصص وفي كثير من الجمل والتعابير التي كان يستخدمها بشكل مقصود في مفاصل الأحداث كقوله “إلا الخيانة فليست مقبولة على الإطلاق”.

وفي أغلب القصص تنتصر الأخلاق وتبدو واضحة كأساس بنيوي لتكون هي ذروة الحبكة في الأسلوبين اللذين جنح إليهما الحسن من المعاصر للأصيل فكانت هذه القيم الإيجابية هي جل ما أراد الكاتب إظهاره في شعاب قصصه وصولا إلى هدفه المنشود.

ومجموعة مسك غزالة وقمر من منشورات اتحاد الكتاب العرب تقع في 203 صفحات من القطع المتوسط.

يشار إلى أن أيمن الحسن حاصل على إجازة جامعية في الهندسة المدنية وهو أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وصدرت له سبع مجموعات قصصية منها “محاولة في رصد ما حدث” و”العودة ظافراً” التي نال عليها جائزة الشارقة للإبداع العربي 1997 و”عصا موسى” ورواية واحدة هي “أبعد من نهار دفاتر الزفتية”.

محمد خالد الخضر