الدراما السوريّة تدخل رمضان بمن لم يعتذر

الدراما السوريّة تدخل رمضان بمن لم يعتذر

ثقافة

الخميس، ٤ يونيو ٢٠١٥

اعتذار الممثلين عن عدم المشاركة في بعض المسلسلات، أمر مألوف قبل انطلاق التحضير للسباق الرمضاني. ولكنّ الموسم الحالي شهد ولادة ظاهرة جديدة، يمكن تسميتها «الاعتذار في منتصف الطريق». ومن دون مبالغة، بإمكان شارات بعض المسلسلات أن تتضمّن خانة خاصّة بعنوان «بدلاً عن»، تحتوي على أسماء للممثلين الذين حازوا أدوار بطولة، بعد اعتذار آخرين.
مسلسل «العرّاب» للمثنّى صبح شهد «هجرات جماعيّة»، إذ اعتذر عابد فهد عن عدم تصوير دوره فيه، بالرغم من اعتماد الشركة المنتجة على اسمه للترويج للعمل لأسابيع. كذلك اعتذر باسم ياخور عن نفس المسلسل ليشارك في «العرّاب ــ نادي الشرق» لحاتم علي، وتكرّر الموقف مع قصي خولي الذي انسحب لأنّ اتفاقه مع المنتجين كان يقضي بعرض العمل خارج الموسم الرمضاني، وذلك ما لم يحصل. من جهته، يطلّ غسان مسعود في عمل واحد خلال رمضان 2015، هو «بانتظار الياسمين» للمخرج سمير حسين، بعدما اعتذر عن عدم المشاركة في عدّة أعمال منها «العرّاب» أيضاً. ومن المؤكد أنّ انسحاب نجم مثل غسان مسعود من أيّ عمل، يترك فراغاً يصعب ملأه.
الأمر ذاته تكرّر في مسلسل «حرائر» إذ استعاض المخرج باسل الخطيب عن نجلاء خمري وجيانا عيد بعد اعتذارهما عن عدم استكمال التصوير، بالممثلتين حلا رجب ولمى الحكيم. كذلك مرّ فريق عمل مسلسل «فارس وخمس عوانس» للمخرج فادي سليم بتجربة غريبة، إذ اختفت الممثلة لينا دياب فجأة، وكانت تؤدّي دور إحدى الشخصيّات الرئيسيّة، فتوقف التصوير لمدة خمسة عشر يوماً، ما أدّى لاحقاً إلى تغيير في السيناريو، وافتعال موت شخصيّة فرح التي تؤدّيها دياب.
ومع كثافة تخلّي الممثلين عن أدوارهم، تتقلّص فرصة صانعي العمل في اتخاذ خيارات مناسبة، فيضطرون إلى تقديم بعض التنازلات، مع قصر المسافة الزمنيّة الفاصلة عن بدء شهر الصوم. لكنّ مبرّرات شركات الإنتاج لعدم التمسّك بالنجوم، تطرح أسئلة عدّة حول المسار غير المنهجي في صناعة بعض المسلسلات. فبعض الممثلين يعتذرون لارتباطهم المسبق بأعمال أخرى، وذلك ما يجب أن يكون أمراً معروفاً قبل الاتفاق على الدخول في مشاريع أخرى. كما أنّ بدء تصوير الكثير من الأعمال في التوقيت ذاته تقريباً، يشكِّل عائقاً أمام النجم الراغب بأداء دور البطولة في عملين أو أكثر.
الأكيد أنّ الاعتذارات الجماعيّة التي شهدها التحضير للموسم الحالي، أدّت إلى الاستعانة بممثّلين ليسوا على القدر المطلوب من الاحترافيّة، أو «التجريب» بنجوم جدد لا علاقة لهم بالتمثيل، لا من قريب ولا من بعيد. كما أنّها تسبّبت بخسائر ماديّة إثر وقف التصوير لحين إيجاد البديل.
المفارقة أنّ بعض شركات الإنتاج استمرّت بالترويج لمشاركة بعض الممثلين في مسلسلاتها، بالرغم من انسحابهم، واعتمدت سياسة عدم الوضوح والتكتّم. ذلك ما يجعل المشهد، وقبل أيّام قليلة من بدء ماراتون العرض الأكبر للدراما العربيّة، أشبه بلوحة تجريديّة لفنان بائس... فحتّى القنوات نفسها لم تعد تعرف من بقي في الأعمال التي تستعدّ لعرضها، ومن رحل.