عبير بركسية.. تشكيلية تصنع من الواقع لوحاتها

عبير بركسية.. تشكيلية تصنع من الواقع لوحاتها

ثقافة

الأربعاء، ١٠ يونيو ٢٠١٥

تصمم الفنانة التشكيلية عبير بركسية على الأسلوب الواقعي فترسم لوحاتها بدقة ولا سيما أنها تستخدم الألوان بتقنية عالية حيث رسمت مواضيع مختلفة اجتماعية وإنسانية رصدت أهم الأحداث التي عاشتها سورية وتعرضت إليها بسبب الأزمة.
وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قالت بركسية “الفن التشكيلي هو تلك الحالة التي تؤثر بالفنان فيستوحيها من مكنوناته العميقة ليترجم احساسه تجاه مشهد معين أو واقع أو موقف ينقله بصورة فنية ويعبر من خلالها عما يدور في داخله وفي المحيط الذي يعيشه لذلك لا يمكن لأمة أن تستغني عن الفن لأنه يرصد حضارة الشعوب وثقافتها وتطورها الفكري فالفنان يعكس ألمه وفرحه ومشاعره في عمله الفني الذي يمثل بيئته ومجتمعه”.
وأضافت الفنانة بركسية: بدأت بممارسة الفن في سن مبكرة وشاركت بما كان لدي في معارض طلابية ونشاطات تنظمها صالات فنية بعد ذلك وجدت نفسي أحترف الفن التشكيلي وبما قدمته حققت كثيرا من النجاح والثناء والتقدير داخل سورية وخارجها.
وتابعت الفنانة الشابة: جسدت آلام سورية وما تواجهه من تحديات وخاصة وهي تواجه الحرب الناتجة عن المؤامرة التي حيكت ضدها من بعض دول العالم الحليفة للكيان الصهيوني كما عبرت عن مكنونات المجتمع السوري وتضحياته ورغبته بالتعايش الآمن ومحبة الآخر وانتمائه لحضارته.
ورأت أن الفنان هو سفير لبلاده وثقافاتها يقدم التراث ويأتي بالعصور ليصوغها فنا إلى مجتمعه ومن أهم واجباته أن يكون أمينا ونزيها في التعامل مع البيئة والمحيط الاجتماعي والوطني وهذه الأشياء لا يمكن أن يؤديها بشكل رفيع إلا الفن الواقعي الأقدر على تجسيد الحضارة.
وقالت بركسية إن “الفن التجريدي هو تصوير يأخذ الرائي إلى عالم الغموض ثم يحرضه للبحث عن الجوهر والصورة التجريدية تجبر الناظرين على التأمل وتدفعهم للبحث عن مكنوناتها وأسرارها فهي أحيانا قد تقدم فنا راقيا ويستحق التقدير وأحيانا تنفلت إلى الضعف مختبئة وراء الرمز”.
وأوضحت أن الفن التجريدي أصبح فنا يتضمن أساليب لا حصر لها وهي في مجملها تؤمن أن للألوان والأشكال كثيرا من المعاني المستقلة التي يقوم بتكوينها الفنان عبر صياغته فعندما يكون الفن التجريدي متجها لهدف يخدم الإنسان والحضارة البشرية ويقوم على منظور علمي فهذا يعني أن التجريد ارتقى إلى مستوى الفن وأتى بما يسمى الإبداع.
لكنها أشارت إلى ضعف بعض اللوحات التجريدية التي لا ترتكز على قواعد ولا على أفكار ولا على أسس وتقتصر على محاولات هزيلة يقوم بها بعض أدعياء الفن دون امتلاكهم أي موهبة أو ثقافة بصرية لذلك تفضل المدرسة الواقعية وتجدها أكثر تمثيلا للإنسان وحياته وهذا ما قربها أكثر للتصوير الفوتوغرافي حيث قدمت أعمالا في هذا المجال كانت مقتصرة على انعكاس الواقع.
وعن رأيها بالفن على الساحة الثقافية قالت بركسية إن “الفن موجود في كل المراحل وفي كل الأزمنة فهو يعكس الواقع الإنساني الذي يعيشه الإنسان ولا يمكن أن يختفي الفن بأي حال من الأحوال فالساحة الثقافية في سورية تشهد حضور عدد من الفنانين الذين عكسوا مواضيع الأزمة وآثارها بأساليب فنية مختلفة.
يذكر أن بركسية فنانة تشكيلية تعبر عن خلجاتها الفنية بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة مستخدمة الألوان الزيتية في أكثر حالاتها ولوحاتها لتصر على الفن الواقعي الذي تقدمه بكثير من الحساسية والسمو.
كما شاركت في عدة معارض في دمشق ودير عطية والنبك وفي لبنان ودبي فضلا عن معارض كرم فيها مبدعون وفنانون كما ترجمت بعض قصائد نزار قباني إلى لوحات وعرضتها في ثقافي أبو رمانة عام 2010 وهي تنشر رسومها في مجلة الطليعي.

 محمد الخضر