الفنان التشكيلي علي العلاف..حضور رمزي بصيغ تعبيرية

الفنان التشكيلي علي العلاف..حضور رمزي بصيغ تعبيرية

ثقافة

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

ريم الحمش
منذ أن اكتشف الفنان التشكيلي علي العلاف حبه للرسم, وتعلقه به, وهو يبذل قصارى جهده بالإبحار في أعماق هذا الفن واكتساب ثقافته الواسعة، وعلى الرغم من أن طريقه في صقل موهبته لم يكن مفروشاً بالورود، إلا أنه تمكن وبجدارة من أن يتحدى جميع العقبات التي واجهته في مسيرته الفنية وأن يقف على أرض صلبة.
الحديث عن تجربة الفنان التشكيلي علي العلاف هو الحديث عن الصراع الدائم بين الخير والشر..عن الطبيعة. آلام الإنسان, ومعاناته, مشاعر محترقة بمرارة القهر والطغيان، وعدم المساواة الاجتماعية.
هذا الفنان الذي يجد أن التجربة الجمالية الفعلية هي تلك التي تعبر بإخلاص عن الكره العميق في نفسه لكل ما هو غير إنساني في عالمه القلق كاتجاه هذا العالم
إلى العنف، والحروب، ويجد مشاعره محاطة بعالم مادي يوتره ويقلقه ويدفعه إلى الانعزال والغربة.
لا يرسم هذا الفنان بطبيعة الحال لوحات تحمل معاني التوازن والصفاء والسكينة ويرفض النظرية الفلسفية المتفائلة متجهاً إلى نظرية تعكس رؤيته للواقع من منطلق الخيال لخلق عالم آخر للإبداع يصور من خلاله عالماً من الحيرة والقلق والتضليل تأتي بمثابة تعبير عن الإرادة الحرة الخلاقة في نفسه ليصدم بها المشاهد ويثير نفوره وليوقظ بذلك حاسة الضمير لديه وإدراك مدى بشاعة الأهداف والغرائز اللا إنسانية.
تحلق أعمال الفنان العلاف المنفذة بطريقة الحفر/ الغرافيك/ ضمن مساحات بصرية متفاوتة في فضاءات البيئة السورية وتلتحم مع أجواء الحياة الشعبية وتجلياتها الإنسانية والجمالية العديدة, فالمساحة لديه هادئة رغم امتلائها بالتفاصيل الكثيرة، وهي مفعمة باللون الأسود وتتابع درجاته الباردة والساخنة إلى جوار بعضها بعضاً في نفس المساحة من دون أي اعتبار للحدود الفاصلة بين العناصر المرسومة في أغلب الأحيان، ولأن كانت لوحاته ومشاهده المنتقاه جليةً لا لبس فيها، فإن الفنان يزيد على ذلك بإضافة عناوين توضيحية لأعماله ومنها: عصاة أبو وهاب...خيال مآتي.., وغيرها العديد من الأعمال المشحونة بحنين الفنان إلى تقديم لغة بصرية لا تحنط الماضي ولا تجعل منه تحفة ميتة فيولي العلاف اهتماماً خاصة لملكة الخيال لديه في زمن السرعة الآلية برؤيته الفلسفية من خلال أسلوب تعبيري رمزي متحرر من قيود الأشكال التقليدية، فعناصره ومفرداته التشكيلية تتصف بالغرابة في جملة الحلول التشكيلية حيث ينطلق الخيال والواقع معاً إلى آفاق جديدة يتجاوزها حدود العقل والحقيقة إلى عالم مبتكر فوق مساحة العمل, هو عالم خيالي ووجداني يحمل الكثير من الدلالات خالقاً بذلك دهشة بصرية لدى المتلقي, وامتزجت في لوحاته الخطوط بالألوان في نسق رمزي تعبيري أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، وقد أضفى هذا التوظيف المتناغم على أعمال العلاف نوعاً من الغموض الجميل الذي يستفز الفضول ويغري بالقراءة في عوالمه المعبرة عن صدق مشاعره وأحاسيسه قل نظيرها تتسامى مع روح ووجدان المتلقي سواء عبر أشكال عفوية أو عبر اللعب بالعلامات والتحولات الأسلوبية للسطح التصويري, والذي حمل مدلولها التعبيري والوجداني مع كل لون وإشارة وهي تتسع للكثير من الدلالات التي تثير شهوة الرؤية البصرية المتكررة لها باعتبار مكوناتها الاستقرائية تمثل امتداداً لفضاءات الذات المستلبة وإيجاد مثل هكذا صورة بنزعة تعبيرية صادقة, فالغاية من تكويناته أن يخلق خطاباً جماليا ًوفكرياً يتستند على قوة التكوين وخلق صورة تنسجم مع معالجاته والآلية المراد توظيفها وهذه السمة في العلاقة السرية بين الغاية وفعل الرسم تسبح في فضاء تعبيري يوصف بأنه تشكيل منهجي ذات حساسية تحضر مع التلاعب اللوني للأجواء الرمادية الغالبة على لوحاته المرسومة هي في الحقيقة برزخ بين الحياة والموت، كأنه يشير إلى الطريق الذي يسلكه ضحايا الإنسان لأخيه الإنسان, وكشف الستار عن بشاعة البشر في ممالك الخوف والرعب المنتشرة بالعالم كله لكنه ينتظر الضوء القادم بالأمل.
الفنان التشكيلي علي العلاف من مواليد السلمية 1981, خريج كلية الفنون الجميلة 2004, حاصل على دبلوم دراسات عليا في قسم الحفر والطباعة عام 2006, حاصل على المرتبة الأولى في معرض الشباب, حاصل على دبلوم علمية من جامعة (لارس مونث) الدانماركية, مشارك في المعارض الرسمية والخاصة, مدرس في كلية الفنون الجميلة -قسم الحفر (غرافيك ), مخرج صحفي بالدائرة الفنية في صحيفة الثورة, محرر لزاوية (حكاية لوحة) الأسبوعية, حاصل على دبلوم تأهيل تربوي من كلية التربية من جامعة دمشق, مصمم طوابع بريدية, عضو اتحاد الفنون الجميلة, حاصل على جائزة تقديرية بمعرض الشباب السابع 2013, حاصل على جائزة الغرافيك بمعرض الربيع السنوي 2015, أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية.
عالمي...
الطبيعة تنبض في أخشاب النحات العالمي “جيمس دوران
يتخذ البعض من فن النحت تقليدية ونمطية، إلا أن البعض الآخر مثل النحات العالمي جيمس دوران ويب، استطاع أن يكسر تابوهات النحت التقليدية ويخلق زاويته الإبداعية الخاصة.
جمعت لوحات جيمس بين الحرية والطاقة والمرح ومعها دقة التفاصيل الصغيرة جداً في تشكيل مجسمات بنفس أحجامها في الطبيعة بحرفية شديدة استغرق بعضها منه قرابة 1000 لـ3000 ساعة، للوصول للحجم المطابق من النسخ الطبيعية ولتعقيد التكوين متناهي الصغر, وأوضح جيمس في تصريحات سابقة لموقع بورد باندا أن منحوتاته تتم من خلال الأخشاب الطافية وهي دقيقة جداً في التعامل، حيث تحتاج للتأكد من أن كل قطعة تصلح للنحت العام.