أطياف روحانية في لوحات التشكيلية هلا قصقص

أطياف روحانية في لوحات التشكيلية هلا قصقص

ثقافة

الأحد، ١٦ أغسطس ٢٠١٥

ريم الحمش
تحت عنوان عشق... أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين, و بمشاركة من جمعية فتح المعرض الأول للفنانة التشكيلية هلا قصقص في المركز الثقافي العربي في منطقة أبو رمانة.
ضم المعرض نحو /25/ لوحة مختلفة القياس مشغولة بألوان الإكرليك والباستيل الزيتي تناولت الفنانة فيها موضوع الميلوية وحركاتها أثناء الإنشاد الصوفي المناجي للباري عز وجل كذلك عمدت الفنانة إلى إرفاق عبارات لكبار الشخصيات الصوفية كجلال الدين الرومي وابن عربي وغيرهما إلى جانب كل لوحة بغية إيجاد تواصل بصري بين العبارة المرافقة واللوحة المرسومة، ومحاولة تجسيد معانٍ مستندة إلى أسس دينية وتاريخية بلمسات تعبيرية معبرة عن أجواء روحية سامية.
استطاعت التشكيلية هلا وبمهارة فنية وفكرية وتقنية أن تدخل إلى عالم المولوية الداخلي من خلال حركاتهم وأساليبهم المتبعة، كما استطاعت أن تعبّر بكل وضوح عن كل أنواع الطقوس الدينية في حفلاتهم وزواياهم ومسيراتهم, ومن الممكن رؤية أطياف من الأرواح في لوحاتها في إطار الذكر في مشهد يتداخل فيه المولوي مع تلك الأطياف الروحانية وقدمتهم بشحنة عاطفية جميلة.
هلا قصقص فنانة تشكيلية خريجة كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية, تسعى جاهدةً إلى تطوير نفسها من خلال التعلم والاطلاع على كل ما له علاقة باللون والريشة, وهنا، بدأت رحلة الاحتراف رغم أنها لا تحبّذ هذه الكلمة ولا تعتقد
أنها تنطبق عليها فهي تعتبر أن الفنان متى بقي هاوياً، فإن عطاءه يكون أعمق وأصدق.
 التشكيلية هلا لها طريقة خاصة في التعبير من خلال الريشة والألوان عن أفكارها الجريئة إلى حد ما من أجل خدمة فكرتها وإيصال رسالتها إلى المتلقي فأتت أعمالها تجسيداً للحركة الإنسانية، ولكن في قوالب موسيقية تصويرية راقصة
مميزة ومتفردة.
عن ذلك تقول التشكيلية هلا: حاولت أن أعمل بصورة تدريجية ابتداءً من المدرسة الواقعية ومن ثم انتقلت إلى المدرسة الانطباعية ومن ثم خرجت للطبيعة وعملت عليها بصورة مباشرة بالإضافة إلى أن لدي العديد من التجارب على المدرسة السريالية, كانت رغبتي تزداد في التعمّق أكثر في هذا الفن الجميل ألا وهو الرسم, ولكنني أفكر دائماً بضرورة أن تحتوي اللوحة على موضوع ولا أفكر في اللاشيء ولا أبحث فيه، فلقد تركت هذا البحث للآخرين غير المتمكنين من أدائهم, وأخيراً تم اختيار موضوع هذا المعرض المولوية والشخصيات المرسومة والعبارات وأبيات الشعر التي تضمنتها اللوحات, معتمدة على ما تحتويه المكتبات والمتاحف من مراجع مختلفة، وترى هلا أن رقصة المولوية ليست حديثة بل معروفة منذ مئات السنين ولكنها ظهرت بشكل كبير مؤخرًا وانتشرت في الدول العربية نتيجة ترحيب بلدان الشام والمغرب بها, وبذلك أصبحت تستقطب كل المراحل العمرية وتعبر عن الطقوس الشرقية الأصيلة تتسم بالجو الروحاني وتتضمن ابتهالات وآيات من الذكر الحكيم بالإضافة إلى النغم الموسيقي بالعزف على الناي، الذي يعتبر أكثر الآلات الموسيقية ارتباطاً بعازفه، ويشبَّه أنينه بأنين الإنسان حنيناً للرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل, وتعتمد بشكل كبير على إيماءات الجسد, حيث اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي، فيتخلصون من المشاعر النفسية، ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي، ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون.
الفنانة هلا قصقص حاصلة على درجة الماجستير في قسم العمارة الداخلية من كلية الفنون الجميلة بدمشق ولها كتب وأبحاث منها الحدائق الإسلامية ودراسة في مفهوم الحديقة الإسلامية والعناصر المكونة لها والماء في الحديقة العربية الإسلامية بين المادية والرمزية وغيرها.
عالمي...
منمنمات لبنانية... معرض تشكيلي لفريال الصايغ
منمنمات لبنانية هو عنوان معرض فريال الصايغ التشكيلي الأول، الذي افتتحته برعاية الروائية اللبنانية إميلي نصر الله وحضورها، وذلك التعاون مع منتدى الثقافة والفن والأدب في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة، والذي يستمر لغاية 15 آب.
يضمّ المعرض 37 لوحة من الأكريليك على قماش من قياسات مختلفة، تعكس
صوَراً لمشاهد طبيعية من القرى اللبنانية قروية أما منمنمات فنظر إلى تفاصيل صغيرة ركّزت عليها لأهميتها... لوحات تضمّ جلسات قروية وصبحيات أولاد يلعبون ورجال يمارسون أعمالهم اليومية, والمهن اليدوية البسيطة استغرق تحضير هذا المعرض سنة تقريباً، والهدف منه العودة إلى الجذور والتراث وبساطة العيش، والألفة بين الأهل، والحبّ بين الناس، والتمسّك بما بقي من عادات وتقاليد في قرانا اللبنانية.
فريال الصايغ حائزة جوائز فنيّة عدّة في مسابقات الرسم عندما كانت على مقاعد الدراسة، كما كانت لها نشاطات فرديّة متفرّقة، وصولاً إلى مشاركات كثيرة في معارض لبنانية ودولية.