الآلهة عشتار...رسالة تشكيلية في معرض فني بدمشق القديمة

الآلهة عشتار...رسالة تشكيلية في معرض فني بدمشق القديمة

ثقافة

السبت، ٢٢ أغسطس ٢٠١٥

ريم الحمش
بمشاركة /22/ فناناً تشكيلياً وبحضور كثيف من الفنانين والمثقفين والإعلاميين خاصة تم افتتاح معرض فني مشترك بعنوان : عشتار بإشراف وتنظيم الفنانة التشكيلية هناء العقلة في فندق بيت زمان بمنطقة دمشق القديمة والفنانون هم: إيهاب حذيفة, حميدة عرفة, سامي الرفاعي, ميسون شبيب, أفراح حسن, ديمة حمشو، عمر الجبين, نرجس ابو زيتون, أحلام زراع, رشا حمدان, فراس كالوسية, نيفين قطمة, اميل عفلق, رجاء ميقري, لينا نبهاني, هناء العقلة, آلاء كيلاني, سلام الأحمد
 ملدا العجلاني, يارا عيسى,حمادة سميسم, ومعتز العمري. والمعرض هذا يكشف عن تقنيات عمل جديدة ومدرسيات منهجية في اللوحة التشكيلية والأعمال النحتية مؤكدين في مشوارهم الفني رفد الحركة التشكيلية بكل ما هو جميل ومميز ويخدم الحركة الثقافية والفنية بسورية.
تضمن المعرض العديد من الوجوه الأنثوية /البورتريهات/وتكرارات لظلال أجساد نساء تمثل الآلهة عشتار بتقنيات وتكوينات مختلفة من فنان لآخر عكست مشاعر نساء اللوحة عبر ألوان مشرقة وزاهية مستفيدين من تقنية الضوء والظل حيث رصدوا من خلالها هذا الكم من الأحزان الذي وقع على المرأة السورية منذ بداية الأزمة، وحتى الآن.
الفنانة التشكيلية ومنظمة المعرض هناء العقلة, من مواليد دمشق، خريجة فنون جميلة قسم الاتصالات البصرية، عملت في مجال التصميم الإعلاني ورسوم الأطفال وعملت في تدريس مادة الرسم بطريقة تفاعلية، وتعمل حالياً في شركة تصميم إلكتروني،شاركت في عدة معارض مشتركة منها: الربيع السنوي، ولادة من الموت، زوايا، حنين،عين على سورية، أمنيات، يلا نقرأ فعالية حقي أتعلم أمل في الألم.
ترى أن الفن وليد اللحظة التي يعيشها الإنسان، ومحاولة لرسم ما هو جميل بعيداً عن بشاعة الحياة في هذا الزمن عن سبب تسمية المعرض عشتار تقول:
عشتار اخترته من بين العديد من الأسماء لما له من دلالة ثقافية حول موروث
حضارتنا السومرية والأشورية والبابلية ولكون عشتار آلهة تحمل
معنى للبشرية والمثقفون في جميع أنحاء المعمورة يدركون أهميتها
وأنا لم أستدع عشتار لأقدمها كما قدمتها الأسطورة كامرأة كانت تنزل من
السماء كآلهة لتجد خصوبة الأرض أو قبلة عشتار الجميلة التي منحت الوجود خصباً وهيبة, ولكن رأيت المرأة السورية الآن هي عشتار.. نموذج هزمت من خلالها الظلم والقهر..آلهة تعاني في سورية لتحافظ على ما تبقى من منزلها ومن أبنائها فتتحول عبر اللوحات إلى العديد من الأشكال مرة تحمل السماء على جدائل شعرها ومرة تحمل بيوت سورية المنهارة ومرة تدخل في نسيج جبال سورية وصخورها لتخبر الجميع أن المرأة السورية جزء لا يتجزأ من بلدها وهي أيضاً سيدة العطاء والجمال, ودائماً ورغم الأحزان هناك شعاع أمل للانطلاق بحالة جديدة بعيدة عن الحرب والدمار.
الفنان التشكيلي الفلسطيني معتز العمري من مواليد مدينة دمشق عام 1974، موطنه الأصلي مدينة حيفا الفلسطينية, حاصل على دبلومات في الرسم المعماري من مركز تدريب دمشق التابع للأنروا عام 1994 وتقنيات الرسم على الكمبيوتر من المعهد العالي لتعليم الكبار بدمشق عام 1996، وخضع لدورات متنوعة في مجالات الفنون التشكيلية والتطبيقية والحفر والطباعة اليدوية من خلال ورشات عمل خاصة بمراكز الفنون التشكيلية في سورية ولبنان, وهو عضو نشط في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية، ومُشارك دائم في معارضه منذ عام 2003 .قدم ضمن هذا المعرض عملين بورتريه بأسلوب فني تعبيري فهو فنان هادئ يدخل بتؤدة على مساحة اللوحة البيضاء ويتعامل مع الفراغ بالتكامل والتوازن على المساحة البيضاء مع مفردات الموضوع في اللوحة المتناسقة بهندسة متناغمة مع ألوانه وحركة فرشاته المنسابة بوقع موسيقي ذي بعد هارموني متناغم برقة وشفافية تنم عن روح بلورية مرهفة، وخطوطه مدروسة بعناية فائقة وألوانه تنبع من واقعية تتمتع بعقلانية مدركة، فلا مجال لإضافة لون أو إسقاط لون آخر, هذه الصفات تشعر بها كلما تمعنت في أي لوحة من إنتاجه فهو من بين الكثير من الفنانين يتفرد العمري بإتقان وتقيد صارم بقواعد الرسم ألأكاديمي فلا مجال هنا إلى التراخي أو الانسياق وراء العفوية الساذجة التي توهن الطرح الفني.
عالمي...
الفنان عبد الرحيم سالم يــحتفي بالمرأة بألوان غير محايدة
من جديد يذهب الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم لعوالم المرأة من خلال الجسد الذي يصوره عبر لوحاته بتشكيلات مختلفة ليبرز حالات نسائية في مجتمع لم يمنح المرأة كامل حقوقها كما الرجل، فيبدو كما لو أنه يحتفي بها من خلال اللون القوي يحاول سالم من خلال معرضه الذي افتتح أخيراً في غاليري «فن آبورتيه» في كمبينسكي بدبي، أن يبرز حياة المرأة في العالم العربي من خلال قصة «مهيرة» التي رافقته في مجموعة من أعماله، والتي كانت الملهمة الأولى له للدفاع عن قضايا المرأة.
يجرد سالم المرأة في معرضه الذي يضم أكثر من 15 عملاً من الملامح فيبدو شديد العناية بإبراز جسدها بأسلوب تجريدي يسلك طريقه عبر الألوان الواضحة والقوية، فلا يميل إلى الألوان المحايدة أو الضعيفة يضع المرأة في الكثير من التشكيلات التي تبرز ألمها وحزنها من جهة وكذلك شغفها بالحياة من جهة ثانية، يصور الأنثى في أعماله كحالات نسائية متعددة من واقع يفرض على المرأة الكثير من القيود تنطق اللوحات وكأنها صرخة تجاه من يحاول إضعاف المرأة، لذا يجد المتلقي الفنان حريصاً على تجسيدها في أدوار متعددة في الحياة ويسلط الضوء على علاقتها مع محيطها ومع الرجل تحديداً.ً
ولد عبد الرحيم سالم في دبي عام 1955 ودرس الفنون الجميلة في القاهرة تخصص في فن النحت وهو عضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية حصل سالم على مجموعة من الجوائز، قدم سالم مجموعة من المعارض الشخصية في العديد من المدن وشارك في معارض فنية متعددة.
يحرص الفنان الإماراتي على الجمع بين قوة اللون والحركة والتعبير في العمل فغالباً ما يميل إلى استخدام الألوان القوية والحادة في العمل كالأزرق أو الأحمر الخالص في مقابل لوحات يختارها بالأسود والأبيض فقط هذا الأسلوب اللوني الذي ينطلق من قوة اللون إلى سكون الأسود والأبيض تجعل المتلقي يدرك الواقع الذي يفيض بالألم تارة والفرح أخرى، فهو يبنيه بدهشة تجعل من المتلقي جزءاً من اللوحة، ويذهب إلى حد البحث عن نفسه داخل كل لوحة.