ناجي العلي رفض تسويات الموساد وأمريكا فقتله الموساد وعملاؤه من العرب

ناجي العلي رفض تسويات الموساد وأمريكا فقتله الموساد وعملاؤه من العرب

ثقافة

الاثنين، ١٩ أكتوبر ٢٠١٥

نبوغ أسعد
إن قضية فلسطين هي قضية أمة بأكملها لكنها أثرت في أبنائها جل تأثير ما جعلهم يتميزون بإبداعاتهم على اختلاف أنواعها.
ناجي العلي هو أحد أبنائها، حيث تميز بفن الكاريكاتير الذي يصور فيه حالات نقدية لاذعة كان لها الأثر العميق على كل من كانت تخصه هذه الرسومات ونحن نذكر ما قدمه ناجي العلي الكثير عن اللوحات المتميزة التي تخص الوطن العربي وفلسطين هذا النقد جعله محط أنظار الغربيين الذين امتلأت صدورهم بنار الحقد عليه والعمل بشكل جدي على الخلاص منه واغتياله.
ولد ناجي العلي في عام 1937 ولكن لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد إلا أن هذا الرقم هو الأقرب وفي قرية الشجرة الواقعة بين طبرية والناصرة بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هاجر ناجي مع أسرته إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة ثم ترك المخيم وبدأت حياته بالترحال من مكان إلى آخر اعتقلته القوات الإسرائيلية في عين الحلوة بسبب نشاطه المعادي للاحتلال فكانت حياته أغلبها في المعتقلات لذلك كانت ريشته اللاذعة ترسم ما تصور مخيلته على جدران السجون وفي كل مكان يتاح، له اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة وبعد خروجه من السجن سافر إلى طرابلس وحصل على شهادة ميكانيك سيارات.. سافر إلى الكويت عام 1963 ليعمل محرراً ورساماً في الطليعة الكويتية وصحفياً في صحيفة الكويتية والسفير اللبنانية والقبس الكويتية والقبس الدولية.
نشرت له أول لوحة في مجلة الحرية عام 1961 عندما قام غسان كنفاني بزيارة إلى مخيم عين الحلوة فشاهد أعماله وأعجب بها.
اعتمد ناجي العلي برسوماته على شخصيات معينة كانت ترافقه في كثير من لوحاته منها (حنظلة) الذي ابتكرها وهي تمثل صبياً في العاشرة من عمره والذي سيبقى في العاشرة حتى تحرير فلسطين، ففي هذه السن غادر ناجي العلي فلسطين وقال عن هذه الشخصية لن تكبر إلا برجوع فلسطين لأن قوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما فقدان الوطن استثناء وأما عن حالة تكتيف يدي حنظلة فهي منذ حرب تشرين عام 1973 عندما كانت تشهد المنطقة عملية تطويع وتطبيع شاملة فتكتيف يديه هو دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة ولأنه ثائر وليس مطبعاً وعندما سئل مرة عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب سوف يظهر وجهه عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته، كما أن هناك شخصيات رئيسية متكررة كشخصية المرأة الفلسطينية والتي رمز إليها باسم فاطمة وهي شخصية قوية لا تهادن وإن رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على عكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحياناً في العديد من الرسومات فيقول (سامحني يا رب بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي) فترد عليه فاطمة بغضب وسخط (الله لا يسامحك على هل العملة) أيضاً شخصية الرجل البدين ذي المؤخرة العارية التي ليس لها أقدام والتي يرمز بها إلى القيادات الفلسطينية والعربية والخونة والانتهازيين إضافة إلى شخصية الجندي الإسرائيلي ذي الأنف الطويل والذي يبدو عليه الخوف والرهبة من حجارة الأطفال وشريراً خبيثاً أمام هذه القيادات الانهزامية والصهيو أمريكية هذه الرسومات الفاضحة للمؤامرات الدولية العربية جعلتهم يفكرون باغتياله، وقد تم ذلك من قبل جهات مسؤولة الأولى هي الموساد الإسرائيلي والثانية منظمة التحرير الفلسطينية لكونه رسم رسومات تخص القيادات آنذاك وتفضح تآمرهم على وطنهم كما أن للسعودية يداً خفية في قضية الاغتيال بسبب انتقاده اللاذع لمخططاتهم الدنيئة فأطلق شاب مجهول النار عليه، وهذا ما أشارت إليه التحقيقات البريطانية يدعى الشاب بشار سمارة وهو ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسباً لمنظمة التحرير الفلسطينية وموظفاً لدى جهاز الموساد الإسرائيلي وهكذا اغتيل ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 تموز1987
  وبقي في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب 1987 دفن في لندن رغم أنه طلب أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب قبر أبيه وكان هذا الأمر في غاية الصعوبة قامت المخابرات البريطانية التي حققت في الجريمة باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن حيث إنها وجدت أسلحة في شقته في حين اعترف حسن بأن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية اغتياله فرفض الموساد الإسرائيلي نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية ما أثار غضبها فقامت مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء آنذاك بإغلاق مكتب الموساد في لندن وبحسب تقرير البي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي التقى بناجي قبل بضعة أسابيع وأكد له أي ناجي بأنه التقى بمسؤول رفيع في منظمة التحرير وحاول إقناعه بتغيير أسلوبه وتهديده بشكل غير مباشر فرد عليه ناجي بنشر كاريكاتير ينتقد فيه ياسر عرفات ومساعديه، وقد أكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر كتاباً عام 1999 بعنوان ( آكلة الذئب) كما يدعي في كتابه أن محمود درويش كان قد هدد ناجي في محادثة هاتفية بينهما وقد روى ملخصها ناجي في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية العدد 170 صفحة 14 عام 1986 دفن ناجي العلي في مقبرة بروك وود في لندن وقبره ومن أهم مقولاته عن فلسطين إن الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا القريبة إنها بمسافة الثورة – متهم بالانحياز.. تهمة لا أنفيها أنا منحاز لمن هم تحت.