ملامح الأمل والألم في معرض الخريف السنوي

ملامح الأمل والألم في معرض الخريف السنوي

ثقافة

الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥

ريم الحمش
بحضور كثيف من مبدعي الفن التشكيلي السوري ومحبيه والعديد من الوسائل الإعلامية، افتتح في خان أسعد باشا الأثري بدمشق معرض الخريف السنوي 2015 الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين.
ضم المعرض/130/عملاً لفنانين مخضرمين والذين تجاوزت أعمارهم /40/عاماً، من كافة المحافظات السورية، من آخر إبداعاتهم، والتي تنوعت بين النحت والتصوير الزيتي والحفر بمدارس الفن المختلفة ابتداءً من الواقعية إلى السريالية.
ويدخل هذا المعرض في إطار الاهتمام الذي توليه وزارة الثقافة بالتجارب الفنية المميزة, وتوثيق الذاكرة الفنية, وتأسيس الهوية الوطنية وتطعيمها بالجديد من التجارب.
 الفنان عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة قال: أبرز المعرض هذا العام أسماء فنية مميزة في المحترف التشكيلي السوري إذ ضم كلاً من علي السرميني, عز الدين همت, علي الكفري, عهد الناصر رجوب, محمد غنوم, معد أورفلي, أسماء فيومي, هند زلفة, وفي كل عام يتم اختيار لوحة غلاف لبروشور المعرض وبطاقة الدعوة من أعمال أحد الفنانين الرواد الذين لهم بصمة في الفن التشكيلي السوري، حيث اختيرت لهذا العام لوحة من أعمال الفنان التشكيلي الراحل عمر حمدي مالفا الذي توفي الشهر الماضي عن عمر ناهز أربعة وستين عاماً، إضافة إلى بطاقة تعريفية به.
ومن بين الفنانين المشاركين في هذا المعرض الفنان ابراهيم داود شارك بلوحة بعنوان حلم مزعج مستخدماً إحساسه الداخلي مع همسات روحية تعطيه القدرة على إظهار الحقيقة دون تجسيد الحقيقة بحد ذاتها, وإحسان عنتابي الذي قدم لوحة جاءت بعنوان أغنية إلى الشهيد خالد الأسعد, تكريماً لما قدمه هذا الباحث الكبير للتراث الإنساني العالمي, بينما قدم نعيم شلش لوحة بعنوان بورتريه، معبراً عن الوجه الجولاني وكأنها وجوه من البازلت الجولاني يختزن بتضاريسه كل الهواجس والهموم والطموح والرغبات, وعلي السرميني لوحة بعنوان القدس عروس عروبتنا وهو المنحاز للمدرسة التعبيرية الألمانية, في حين قدم فايز عبد المولى لوحة بعنوان الحامل, معتبراً أن اللون هو الذي يخلق التناغم بصيغة بصرية جميلة ومحببة إلى القلب، بينما شارك كل من أحمد أبو زينة وخليل عكاري في لوحتين عن دمشق, وبطرس خازم بلوحة تحت عنوان منظر في حين قدم لبيب رسلان لوحته عن الطبيعة الصامتة, بينما قدم علي الكفري عملاً بعنوان تحت الشمس ومعد أورفلي لوحة بعنوان تكوين, فيما شارك عبد المعطي أبو زيد بلوحة عروس المقدس, وبديع جحجاح الذي كان حاضراً أيضاً بلوحة حب وقمح, وعبد الحميد الفياض بلوحة الشهيد, وسائد سلوم بلوحة عنوانها جسور إنسانية ومحمد غنوم شارك بلوحة حروفية بعنوان شام... لوحات بقدر ما تحمله وتعكسه من جمال بقدر ما تحمل إشارات عميقة للوجدان الإنساني بما يسكنه من أحزان وآمال والاعتزاز بالشخصية انطلاقاً من الفضاءات والمفردات المحيطة بالشخصيات التي تتوسط اللوحة والتي لا تخلو من جمالية الإيقاع والاتزان في تركيباتها المتشابهة كثيراً، تركيبات نافذة منعشة للمشاعر تجعلك تستحضر حضارة عريقة وشعباً أصيلاً يستحق الحياة والكرامة.
كما كان للمعدن حضور قوي سواء في الأعمال التركيبية أو المباشرة فقدم النحات محمد ميرة عملاً بعنوان الفلاح والذي عمل منذ زمن على استنهاض تكوينات فراغيّة مجسمة من الحديد المتعدد الأشكال، والفنان ناصر نبعة عمل بعنوان: تحية للفنان سليم الخالد, وفي مجال الغرافيك قدم الفنان التشكيلي سهيل معتوق لوحة ثلاثية جاءت كتجربة جديدة في مجال الحفر بعنوان: تحية إلى محمود حماد, أما الفنان علي سليم الخالد أحد العاملين البارزين في حقل فن الحفر المطبوع في التشكيل السوري المعاصر، فقدم طباعة حجرية بعنوان تداعيات لونية, بينما قدم الفنان غسان العكل بعنوان: عنترة وعبلة, شاشة حريرية، كذلك قدم الفنان فادي المرابط لوحة بعنوان: آدم أم حواء, أما الفنان نذير نصر الله الذي جمع بين الخط والنوتة الموسيقية, فقدم لوحة بعنوان: بلا عنوان وهي عبارة عن طباعة شاشة حريرية.
عالمي...
مونيك فان ستين ترسم المرأة في جمــال متفرد
ركزت الفنانة الهولندية مونيك فان ستين، على وجه المرأة في معرضها بعنوان: جمال متفرد الذي افتتحه السفير الهولندي لدى الأردن بول فان دن آيسل في الثالث من نوفمبر الجاري في غاليري رؤى 32 في العاصمة الأردنية عمّان بحضور الفنانة مونيك ومديرة الغاليري سعاد العيساوي.
 وترى الفنانة، التي دخلت الفن التشكيلي بعد عملها عارضة أزياء أن وجه المرأة يتيح لها حرية تلوين الملامح والكشف عن التعبير الداخلي أكثر من وجه الرجل الذي وصفته بأنه حاد الملامح, وقالت الفنانة التي تقيم في إسبانيا إن معظم رسوماتي حول البشر سواء في الحدائق العامة أو في كليات الفنون أو حينما تقف عارضة الأزياء لرسمها لدقائق محدودة أحاول تجسيد مشاعرهم، وملامحهم وبث الروح في حركاتهم وكأنني أسعى للقبض على العلاقات الإنسانية التي تميزهم خصوصاً الأطفال، وفي معرضها الشخصي جمال متفرد الذي يستمر حتى 30 نوفمبر الجاري ركزت عن تعابير وجه المرأة من خلال الألوان والخطوط والملامح.
ولدت مونيك في هولندا وعاشت فيها قبل أن تنتقل وهي في العشرينات من عمرها إلى إسبانيا بعد تخرجها في كلية الفنون وأوضحت أنها شهدت في إسبانيا البلد الأوروبي الجنوبي تحولاً داخلياً كبيراً في مسيرتها الشخصية والفنية خلال السنوات الست الأولى من إقامتها في إسبانيا، عملت عارضة أزياء فراقبت صناعة الموضة من الداخل ما سمح لها بالتفكير في ذلك بوصفها فنانة، لا سيما خلال السنوات الأخيرة وأضافت: توصلت إلى الجانب الإيجابي من الحياة، مدركة بأن معرفتك بأنك جميلة من داخلك وليس فقط جميلة كما تبدين في المرآة، هو الأكثر أهمية من النظر وفق معيار الجمال التي تكرسه مجلات الموضة.