الحسكة عاصمة النقد الأدبي للعام 2016 … ينبغي أن يتسلح الناقد بالموضوعية والحرية والمعرفة

الحسكة عاصمة النقد الأدبي للعام 2016 … ينبغي أن يتسلح الناقد بالموضوعية والحرية والمعرفة

ثقافة

الخميس، ١٨ فبراير ٢٠١٦

 الحسكة- دحام السلطان

انطلقت احتفالية الحسكة عاصمة للنقد الأدبي لعام 2016 يوم أمس الإثنين عملاً بتنفيذ خطة وزارة الثقافة للون الأدبي، فكان الاختيار لمحافظة الحسكة لأن تكون عاصمة للون النقد الأدبي التي ستنفّذ برنامجه على مدار العام في مركزي الثقافة بالحسكة والقامشلي بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الثقافية المعنية كاتحاد الكتّاب العرب وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ومع المهتمين بالشأن الإبداعي الأدبي النقدي.

وأكد مدير الثقافة بالحسكة محمد الفلاّج أن أهمية هذا الاختيار الأدبي النوعي التخصصي يأتي محرّضاً ليشكّل ويشرح بيان وأهمية المادة النقدية الأدبية، وفي إصدار الأحكام الأدبية على مجمل جوانب أجناس الإبداع الأدبي، من شعر وقصة وخاطرة ومسرح ورواية….. للارتقاء بالإبداع والفن الأدبي الهادف من جهة وبذائقة المتلقّي في أن يستوعب المادة الإبداعية قيمياً وجمالياً من جهة أخرى، وأشار الفلاج إلى أن اختيار الحسكة لهذا التخصص الأدبي كان صائباً، لأنه سيسلط الضوء على النقد الأدبي وأهميته وأشكاله واتجاهاته وأدواته. علماً أن مديرية الثقافة وضعت برنامجاً سنوياً للأنشطة والفعاليات التي ستتناول هذا اللون الإبداعي الأدبي.
وتناولت الندوة التي كانت مفتاح الدخول إلى الاحتفالية التي حملت عنوان «النقد والناقد» جملة من القضايا القيمية للنقد الأدبي وفارسه الناقد، حيث تناول عضو فرع اتحاد الكتّاب العرب بالحسكة الدكتور أحمد الدريس: في المحور الأول النقد واتّجاهاته، مبيناً أن النقد كمفهوم جاء ليكوّن عملاً فكرياً ثقافياً يُبنى على خطاب سابق له هو خطاب الإبداع، وتناول تعريف النقد على مستوى اللغة الذي يقوم على تمييز العمل الفني جيده من رديئة، واعتبر هذا التعريف مقصّراً عن المعنى الاصطلاحي الذي يُعنى بدراسة الآثار الأدبية والإبداعية بمجملها وتقويمها وتحليلها وتفسيرها ومن ثم الحكم عليها، وتطرّق الدريس إلى اتجاهات النقد السائدة، التصويرية والأسلوبية والدلالية والبنيوية والسيميائية والتشريحية…. وهذه الاتجاهات برمتها قد تُفرض أحياناً على النص الإبداعي، وهذا وجه من وجوه الخلل في الدرس النقدي، إلى أن انتهى إلى المطلوب في أن يفرض النص الاتجاه النقدي وليس العكس..!
وسلّط الضوء في المحور الثاني من الندوة، عضو اتحاد الكتّاب العرب القاص محمد باقي محمد متناولاً في عرض تاريخي ظهور فن النقد الأدبي، والتطرّق إلى الناقد وأدواته المعرفية مبيّناً أن الناقد هو الحكم الذي يُقدّم التحليل والتفسير ويقوم بإصدار الأحكام تأييداً أو معارضة، تحدياً أو استسلاماً، معتبراً إياه من خلال هذا المعنى ليس سلطة لفرض الرأي على المنقود..! ثم بيّن الأدوات المعرفية التي ينبغي أن يتسلّح بها الناقد وهي العقلية (الموضوعية) والحرية والمعرفة والاستقلالية التي تُقرّبه من ممارسة العالم الحيادية في أثناء تناوله للمظاهر العلمية.