وتر شرقي.. للفنان التشكيلي أحمد رمضان

وتر شرقي.. للفنان التشكيلي أحمد رمضان

ثقافة

الاثنين، ٧ مارس ٢٠١٦

ريم الحمش
برعاية مديرية ثقافة دمشق أقام المركز الثقافي العربي في صالة المعارض معرضاً للفن التشكيلي بعنوان وتر شرقي للفنان التشكيلي أحمد رمضان.
بألوان هادئة ولمسات خفيفة تأنس لها الروح إلى حد الشفافية يقدم التشكيلي أحمد رمضان بمعرضه الفردي الثالث المتضمن أكثر من عشرين لوحة زيتية تنتمي إلى المدرسة التكعيبية متمازجاً بالتعبيرية في أغلبية لوحاته من منظوره الفني المتفرد وبكينونة جمالية ذات جوهر تكويني ومزايا إبداعية تقود المتلقي إلى التأمل والتحليل في المشاهد الحركية النابعة من مفارقات اللون والخط والتجريد المبني على الهندسة الكلية في التكوين الجمالي ومساراته الطبيعية والتكنيكية معاً مؤمناً بأن الفن مرآة الإبداع التي تعكس حضارة الشعوب ورقيها وتناغم أفرادها، معتبراً الرسم كالماء والهواء لا يستطيع الاستغناء عنهما.
يقدم التشكيلي رمضان أعماله الفنية معتمداً على الوجوه / البورتريه/ وبحضور قوي للإنسان المرأة والرجل على حد سواء بمشاعرهم الوجدانية والعاطفية المختلفة من قلق، حزن، فرح بروح شرقية لها مفرداتها تمكنها من الحضور والتفرد بهويتها الخاصة.
حيث إن اللوحات التي يقدمها المعرض للمتلقي تتخلص من سيطرة الموضوع الفني كمحور أساسي نحو سيطرة مادة التشكيل البصري فالوجه الإنساني هو بوابة الروح، والمعبر والجسر والوسيلة الأنجع للوصول إلى دواخل الناس، والوقوف على ما تموج فيها من أحاسيس متباينة, وباختزال فتجد معاني الشغف والشكوى الرقيقة تدفعنا لكشف سر أو وجه أو قناع تدفعنا للتفاؤل وانتظار القادم الأجمل منها.. لوحات هي بالأساس انعكاس لرغبته الدائمة نحو التجريب والتنويع في أدواته الإبداعية، لخلق حوار فكري عصري يتحرر من النمطي والسائد على الساحة الفنية وصولاً نحو الحداثة والدعوة للاكتشاف وجعل في كل لوحة رسالة فحواها أننا باقون على الأرض رغم العنف والأسى، وأن الحب هو الذي يحمل السلام إلى البشرية.
عن فكرة المعرض يقول: الفن التشكيلي تعبير عن الكيان والذات من داخل الأعماق وخلجات النفس، وقد يعبر الفنان بريشته ما يعجز عنه بلسانه, والتعبير يكمن في الروح والإحساس، وأن الروح هي الحياة ولا قيمة للحياة من دون فن ينشر الجمال والحب والخير والسلام في ربوعها, والفنّان التشكيلي هو مرآة الواقع, والإنسان الشرقي تحاصره الهموم والأحلام من جميع الجوانب، الرّموز والطقوس الشرقيّة التي تتكرّر من حولنا تتكرر تفاصيلها في لوحاتي, ومهما تكررت تحتفظ بروحها التي تأخذنا إلى عالم من الصفاء والتأمل.
عن سبب اختياره للمدرسة التكعيبية يقول: بعد سنوات من التجربة الفنية، والرسم بجميع المدارس وأولها الواقعية التي تقيد روح الفنان اخترت التكعيبية لأنها الأقرب لقلبي, ومع ذلك فإن مواضيع اللوحات هي التي تفرض علينا الأسلوب الفني المطلوب.
الفنان رمضان ولد في العراق 1986، واستقر في سورية مع عائلته مذ كان في الثانية عشرة من عمره، واختار مساره بعد المرحلة الإعدادية بالالتحاق بمركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في دمشق، ليصقل موهبته لاحقاً في كلية الفنون الجميلة، ثم عمل مدرباً للرسم في المركز الاستشاري
للهلال الأحمر العربي السوري في بلدة صحنايا، ومراكز عدّة لمنظمة الأونروا في دمشق وريفها، ومدرباً في ورشة يوم اللاجئ العالمي كما شارك في عدة معارض نذكر منها: معرض فردي «عبق الشام» في البيت العراقي بدمشق عام 2010، ومعرض مزدوج «مسارات» عام 2014، ومعرض مشترك «عين على سورية» في 2014.
عالمي....
نبتة الصبار تحكي قصة الفلسطينيين
يبدو أن الحالة الفنية تشبه المخاض الذي لا ينتظر، فالفنان حين تختمر عنده الفكرة تجبره على أن يعبر عنها بأي شكل من الأشكال، ذلك ما حصل مع الفنان التشكيلي الفلسطيني أحمد ياسين؛ فنان اختار الصبار بدل الخشب والقماش ليرسم عليه قصة صمود الفلسطينيين وحلم عودتهم.. لوحات تحكي الانتهاكات اليومية التي تمارسها إسرائيل بحق المواطنين العزل.
ياسين، يدرس الفن والرسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية (غير حكومية)، بمدينة نابلس، يقول: الفكرة جاءت من الحاجة إلى التغيير والخروج عن المألوف، دوماً نرسم على اللوح المحمول، لكني بحثت عن شيء جديد، لأجد في الطبيعة ضالتي، إنها نبتة الصبار التي تشتهر بها العديد من القرى الفلسطينية, ويضيف: نبتة الصبار موجودة في فناء منزلي، شعرت أن بداخلها شيئاً يريد أن يخرج، بريشتي وألواني أخرجت ما بداخل هذه النبتة التي ترمز إلى الوجود الفلسطيني.
ويقول ياسين متحدثاً عن إحدى لوحاته: رسمت سيدة فلسطينية تصرخ، ملامح وجهها تعبر عن الصراخ والصمود، تمد يدها حاملة ثمار الصبار في إشارة إلى أننا صابرون، وباليد الأخرى مفتاح العودة، فنحن لن ننسى قرانا التي هجرنا منها، هي لوحة من الواقع لكل فلسطيني مستطرداً:
تشير اللوحة إلى أننا نتقن فن الصبر والصمود رغم الألم والتشريد ويقول الفنان الشاب يعد هذا النوع من الفن، المزج بين الحداثة والغرافيك.
ياسين، المتفوق في دراسته، والحاصل على الدرجة الأولى في كلية الفنون، وعلى معدل 94 بالمئة في الثانوية العامة، ما يؤهله لدراسة تخصصات أخرى من تلك التي تتطلب معدلات عالية، فضّل دراسة الفنون، منذ صغره يطمح للوصول إلى العالمية، والمشاركة بمعارض عربية ودولية، انتقالاً من مشاركات محدودة بمعارض فلسطينية، استوحى فكرته من فنانين جسدوا نبات الصبار في عدد من اللوحات الفنية، لكن لا أحد منهم رسم على نبتة الصبار نفسها.