ألف نون تفتتح أولى معارضها “جدل ثلاثي” عن الحرب الظالمة على سورية-

ألف نون تفتتح أولى معارضها “جدل ثلاثي” عن الحرب الظالمة على سورية-

ثقافة

الاثنين، ٢٨ مارس ٢٠١٦

فن يبني الإنسان والوطن.. عبارة ذيلت بروشور المعرض الأول لصالة “ألف نون” التي افتتحت أمس أولى فعالياتها التشكيلية بمعرض “جدل ثلاثي” لكل من الفنانين بديع جحجاح وسراب الصفدي وفؤاد أبو عساف حيث كان مفاجئاً للجمهور القادم لحضور هذه التظاهرة التشكيلية قدرة كل من الفنانين الثلاثة على تقديم رؤيا مختلفة عن الحرب الظالمة على سورية.

المعرض الذي ضم قرابة ثلاثين عملاً فنياً تنوعت بين التصوير والنحت جاهرت برفضها لثقافة الموت التي يأتي “جدل ثلاثي” بمثابة احتجاج عليها وتأكيد على ثقافة الحياة من خلال مقترحات تعيد للمحترف السوري ألقه وتشجع على تجارب مشابهة بعد إغلاق العديد من صالات العرض في المدن السورية لتأتي هذه الفعالية كطليعة لفنانين رفضوا الامتثال لشروط السوق الدولية والتمسك بفكرة الفن الملتزم بقضايا الإنسان وهواجسه وتطلعاته.

الفنان بديع جحجاح قال..”صالة ألف نون ستكون خفقة جناح طائر في اللون نحو من يتطلع لبناء الإنسان والوطن في علاقة عشق أزلية ما بين الحرف النوراني واللون فالحرف ليس رمزاً جمالياً فحسب إنما هو كائن حي وجسر للتواصل في رحلة عبور أزلية تؤكد على جوهر ألف نون كمكان وكفكرة جمالية تتطلع كفضاء ثقافي نحو صناعة الجمال المتدثر بدفء الروحانيات المتحررة من كل ما يثقلها لتنعكس في مرآة إنسانية رحبة عنوانها التعدد والاختلاف والعناق الروحي”.

وأضاف صاحب دوران مشروع تفكير “.. ألف نون بمعنى آخر هي الألف بوصفها علاقة خاصة بين الله ومخلوقاته العارفة كما أنها علاقة عمودية سرية بين الله والكائن البشري في سلوكياته فيما تأتي النون تعبير عن رحم حواء الأولى “الأرض المقدسة” التي تحتضن البذرة بانتظار الماء وانبثاق صرخة الألف المنحنية في ثلاث حركات فهي القلب والعقل والفكر لتكمل طريقها إلى الحكمة في علاقة أفقية تنطوي على مفردات تدعو إلى المحبة والرحمة والتسامح كما لو أننا حيال مناجاة للخالق فهي “ألف الله” و”ألف آدم” و”ألف نون” إنجيل و”ألف نون” قرآن كريم وسنجد حرف “سين” وترمز إلى “إنسان”..”.

المبتغى النهائي كما يكشف جحجاح لسانا الثقافية هو الإنسان في تطلعه نحو المستقبل ونحو سورية التي ترتقي إلى مستوى المعجزة الأرضية أمس واليوم وغداً ففي انطلاقتنا الأولى هنا نحن على موعد مع جدل ثلاثي يجمع تجارب تسعى إلى تأصيل فن سوري خارج من قلب المحنة نحو فضاءات مفتوحة على الحلم.

ويأتي معرض “جدل ثلاثي” كحوارية فنية لافتة بين رسامة ورسام ونحات كتشارك في الأفكار ودعوة لبناء مدينة فنية قادرة على صياغة خطابها التشكيلي الجديد حيث تحضر “شجيراتي” في لوحات الفنان بديع جحجاح بوصفها استراحة للدرويش الذي عمل عليه هذا الفنان السوري لتكون بذرة حرف “نون” التي يولد منها حرف “الألف” كشجرة مقدسة باتجاه نص عرفاني يتلاقى مع النص الصوفي لإعادة تصوير هذه النصوص من وجهة نظر عالية المستوى كلغة لونية تعبر عن فترة الحرب وما بعدها.

كما تأتي تماثيل فؤاد أبو عساف المنفذة على مجر البازلت كرسائل عن عميق البعد الحضاري في شخصية الإنسان السوري عبر العمل على تكوينات تجسيدية تعكس قدرة أبو عساف على محاكاة الحرب من زاوية فنية تتجلى عبرها المنحوتة بألغازها وطواطمها وشيفرتها التي تطل على مفردات الحضارة السورية ولاسيما من ناحية استلهام روائع النحت التدمري والتنويع على جسد المنحوتة لتكون ذات أبعاد جديدة وخلاقة في علاقتها مع الفضاء نحو معادلة تنشد باستمرار أعلى درجات التوق للجميل والفريد والمشاكس.

الفنانة سراب الصفدي بدورها قدمت مونولوجها التشكيلي في معرض “جدل ثلاثي” جنبا إلى جنب مع الفنانين جحجاح وأبو عساف متناولة المرأة كموضوع لافت في ظل الحرب وما تعرضت له من تمزقات وصراعات نفسية تجلت في قدرة الصفدي على خلق علاقات لونية جديدة تجلت في استلهام مفردات العرس و الزوجة والعذراء و الابنة و الأم حث لعبت ابنة مدينة السويداء على هذه الأدوار رغبة منها في تحقيق ما يشبه بانوراما تشكيلية تكون المرأة فيها في دور البطولة وفي مناجاة فنية ضد الحرب ومفاعيلها المدمرة.

يذكر أن معرض جدل ثلاثي مستمر حتى العاشر من نيسان القادم في صالة ألف نون بدمشق.