"ماشامباس" أفضل تصميم معماري لعام 2017

ثقافة

الاثنين، ١ مايو ٢٠١٧

"ماشامباس" أفضل تصميم معماري لعام 2017

في إطار المسابقة السنوية التي تقيمها مجلة "إيفولو" لأفضل تصميم ناطحة سحاب كانت المنافسة محتدمة هذا العام، وبعد إعلان النتائج جاء الفوز ليكون من نصيب تصميم غريب جداً يدعى "ماشامباس"، وهوعبارة عن مزرعة عمودية كبيرة تكفي لإطعام مدينة كاملة في جنوب إفريقيا، والمميز أنه من الممكن نقل هذا المبنى بأكمله إلى منطقة أخرى في حال الحاجة إلى ذلك.

وشهدت مسابقة "سكاي سكريبر 2017" التي تقيمها مجلة "إيفولو" سنوياً، تنافساً كبيراً بين المهندسين المعماريين الذين قدموا رسومات أعطت تخيلاً وبعداً آخر لناطحات السحاب في المستقبل، فشملت التصاميم الهندسية التي قدمها المصممون في المسابقة، رسومات تخيلية لناطحات سحاب يمكن تصميمها في كافة أنحاء العالم لأهداف وبأشكال مختلفة.

وفاز بالمسابقة تصميم من بولندا لناطحة سحاب تم تسميتها "ماشامباس" وتم اختيار التصميم من بين 400 تصميم آخر محترف، ويعتبر هذا التصميم الأكثر غرابة وفرادة من نوعه بالنسبة للتصماميم الأخرى، بحيث يمكن أن يكون بمثابة مركز تعليمي وسوق للمجتمعات الزراعية الجديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في آن معاً.

صممت ناطحة السحاب هذه على شكل مبنى كبير بحيث يمكن نقله بأكمله إلى مناطق أخرى بحسب الحاجة، وذلك من قبل مهندسين معماريين مختصين من بولندا، ومن ابرزهم المهندس باول ليبينسكي والمهندس ماتيوس فرانكوسكي.

ومن حيث الشكل ناطحة السحاب هذه عبارة عن برج كبير يتم زراعة طوابقه العليا، أما الطوابق الأخرى فخصصت لدراسة أمور علمية خاصة بالأطفال ومكاتب للأطباء، ومرفأ خاص للطائرات بدون طيار لإيصال الغذاء والحاجات لمناطق يصعب الوصول إليها، أما الطابق السفلي فيشمل سوقاً كبيراً للمزارعين لبيع الأغذية والمحاصيل المنتجة من المبنى.

ولأن المبنى قابل للحركة أو تغيير مكانه فإنه سيتم صنع كل جزء من المبنى بقطع قابلة للتفكيك والنقل من مكان لآخر وبطريقة آمنة ومختصة.

وأوضح المصممان عن هدفهما من تصميم هذا المبنى في بيان لهما بأن "الهدف الرئيسي من المشروع هو تحقيق ثورة خضراء من أجل الشعوب الفقيرة، وزيادة الرقعة الزراعية، وإعطاء فرصة لصغار المزارعين لإنتاج أكبر قدر من المحاصيل في كل فدان تماما، كما المزارع الحديثة الضخمة".

والجدير بالذكر أن معدل الفقر في إفريقيا تراجع من 56% إلى 43% في الفترة ما بين عامي 1990 و2012، ومن المعروف أن الكثير من سكان دول إفريقيا يعانون أزمة حادة من الفقر والمجاعة والأمراض ونقص في الأغذية خاصة مع نمو السكان السريع ونقص الخدمات.

وللحد من هذا الأمر أكد مصمموا هذا المبنى بأن "الجوع والفقر اليوم قد يكونا مسألة أفريقية فقط، ولكن من المرجح أن يصل عدد سكان العالم إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لذلك يحذر العلماء من نقص حاد في الغذاء ويرون أن القارة الأفريقية قادرة ليس فقط على إنقاذ نفسها من المجاعة بل العالم أيضا لخصوبة تربتها الزراعية لذا فإن تصميمهم يصب في تنمية هذا المجال والمساعدة في تطويره".

ويذكر أن المصممين لم يعلنوا عن موقع إنشاء المبنى بشكل قاطع، إلا أنهما أشارا إلى أن من المرجح أن يكون في بلدة ما بجنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، كما أن التصميم لا يزال مجرد فكرة في الوقت الراهن، وليس هنا خطط واقعية لبنائه