عيد «الهالوين».. فرصة للمزاح والإثارة والخرافات

عيد «الهالوين».. فرصة للمزاح والإثارة والخرافات

ثقافة

الثلاثاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٧

وائل العدس

في اليوم الأخير من شهر تشرين الأول في كل عام، يحتفل الناس في أنحاء العالم بعيد «الهالوين» أو عيد جميع القديسين، وهو في الواقع عيد للاحتفال بالخريف، يتنكر فيه المحتفلون بأزياء الساحرات، والأشباح، والرمز الأكثر شيوعاً لعيد الهالوين هو القرع.
وكان «الدرويديون» القدماء كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة وبريطانيا وإيرلندا، يقيمون عيداً كبيراً للاحتفال بالخريف يبدأ منتصف ليلة الحادي والثلاثين من تشرين الأول ويمتد حتى اليوم التالي.
كان هؤلاء يؤمنون أن إله الموت العظيم، ويسمى «سامان»، يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة والتي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات.
بالطبع مجرد فكرة هذا التجمع كانت كافية لإخافة الناس الساذجين في ذاك الزمان. لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
ومن هنا بدأت الفكرة بأن الساحرات والأرواح تكون هنا وهناك في الهالوين، ومازال هناك أناس في مناطق معزولة محددة من أوروبا يؤمنون بأن هذا صحيح، ‏ويعتبر هذا العيد احتفالاً عالمياً تغلق فيه الدوائر الرسمية في الدول الغربية أبوابها للاحتفال به، وتشمل الأنشطة المرافقة الخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل، وتعرض التلفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب.

مزاح وإثارة
في الأصل كان «عيد الهالوين» بسيطاً جداً ويحتفى به في الكنيسة على الأغلب، ولكن عبر أوروبا ينظر الناس إلى هذه المناسبة كفرصة للمزاح والإثارة، ولرواية قصص الأشباح ولإخافة بعضهم بعضاً، لذا عوضاً عن كونه مرسخاً للاحتفال بالخريف، أضحى مناسبة للخرافات والساحرات. ‏
هناك بعض العادات الغريبة التي نشأت بالارتباط مع الهالوين مثل أن يقام بسرقة بوابات وقطع أثاث وإشارات وهلم جراً لجعل الناس يعتقدون أنها سرقت من الأرواح الشريرة، وبالطبع لا أحد يقترب من المقبرة في الهالوين لأن الأرواح تنهض في هذه الليلة وفقاً لاعتقادهم. ‏
ولا يزال الكثير من المعتقدات التقليدية والعادات التي كانت تصاحب الاحتفال بالهالوين، إذ يقومون فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين والألعاب المرعبة ويلبسون حلياً وعقوداً مصنوعة من الثوم والبصل ويرشون بيوتهم بالملح لإبعاد الأرواح الشريرة عن المنازل.
ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكيلا تعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة: إن كل الأرواح تعود في هذه الليلة إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي من العيد. ويدور الأطفال من بيت لآخر ومعهم أكياس وسلال لملئها بالشوكولا، ويزعمون أن من لا يعطهم الشوكولا تغضب منه الأرواح الشريرة.

أرباح تجارية
بعد انتقال العيد من إيرلندا مع المهاجرين الأولين إلى الولايات المتحدة الأميركية أصبح شعاره القرع بدلاً من البطاطا الشعار القديم، وعملوا على استثمار (الهالوين) بشكل تجاري، فكان أول الرابحين منه صناعة الأفلام في هوليوود، ففي العام الواحد تنتج عشرات الأفلام عن عيد الهالوين كأفلام الرعب والكرتون للأطفال.
أما مصانع الألعاب والحلويات والملابس فتستعد لهذه المناسبة بصناعة وتسويق كميات كبيرة من المنتجات الخاصة بهذا العيد والألعاب والملابس بأشكال هياكل عظمية ونماذج اليقطين والوطاويط ومصاصي الدماء والأشباح لتحقق بذلك مكاسب وأرباحاً خيالية كل عام من جراء الاحتفال.

عادات وتقاليد
تتفق تقريباً أغلب الدول في مظاهر الاحتفال، إلا أن لكل دولة بعض الطقوس التي تميزها، ففي كندا هناك طقوس مرتبطة بالطعام، حيث يأكلون التفاح المحلى بالسكر والذرة المحمصة، البوشار وفطيرة القرع أو الخبز، هذا بخلاف التزيين والألوان والأضواء وقصص الرعب وغيرها.
تقدس المكسيك هذا اليوم كثيراً، حيث تأخذه عطلة رسمية للاحتفال، فيقومون بوضع الشموع والزهور أمام المقابر إلى جانب صور أمواتهم، وغالباً ما تتشكل حلوياتهم من جماجم السكر وأخرى مزينة بالألوان الزاهية، حتى إن الأطفال تستخدم جملتها الشهيرة في هذا اليوم «هل يمكنك أن تعطيني جمجمتي الصغيرة؟».
ولم تختف كثيراً مظاهر احتفال النمساويين عن باقي الدول، حيث يحتفلون عن طريق إحياء بعض طقوس التراث الشعبي مثل إضاءة الفوانيس في المنازل من أجل الترحيب بأرواح الموتى، وقبل النوم يتركون طبقاً من الخبز والماء فربما يحتاج أحد الزائرين من الأرواح إلى تناول وجبة خفيفة.
ومن دول أوروبا وأميركا إلى دول شرق آسيا، فهناك الصين التي يشبه احتفالها بهذا اليوم بدولة النمسا، فهم يحرصون على وضع الطعام والشراب أمام صور القتلى والأحباء من الأموات، وكذلك تضاء المشاعل والفوانيس في الطرقات لتتمكن تلك الأرواح من السير في أرض الوطن.
ويأتي احتفال اليابانيين بعيد الهالوين عن طريق ارتداء الأزياء المفضلة لديهم سواء كانت على شكل حيوان أم فاكهة أو شخصية خارقة من أبطال الأفلام الكرتونية، ثم يخرجون إلى الميادين العامة لشراء الحلوى والاستمتاع بالعطلة على طريقتهم.

حتى الكلاب
في خبر طريف، وقبل عيد الهالوين بعدة أيام، أقام أميركيون موكباً مثيراً للكلاب في ساحة «تومبكينس بارك» بولاية مانهاتن الأميركية، ضمن فعاليات الاحتفال بـ«عيد الهالوين»، فقد أظهرت هذه الفعاليات صوراً لموكب أزياء للكلاب التي اصطحبها الأميركيون، حيث احتشدوا مع كلابهم التي تزينت بأزياء تنتمي لشخصيات الخيال العلمي والفانتازيا ضمن فعاليات الاحتفال بالهالوين.