نجاح العطار

نجاح العطار

نجم الأسبوع

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠١٥

مقدمة

قامة أدبية وثقافية وعلمية وإنسانية، جعلت منها وزيرة للثقافة السورية وسيدتها على مدى ربع قرن، شكلت خلاله نهضة ثقافية وعملت على بناء هرم ثقافي سوري سجل حضوراً واسعاً ومميزاً في العالمين العربي والعالمي.

هي ابنة دمشق الجريئة الدكتورة نجاح العطار التي تقدمت نحو العلم بكل ثقة في وقت كان فيه تعلم المرأة أحد المحظورات، فأثبتت قدرتها، وتفوقت على نفسها، وصارعت مجتمعها بعد أن حملت شهادة الدكتوراه، حاملة معها وطنها «سورية» في وقت كانت ترزح فيه من ثقل الضغوط والمؤامرات، فبذلت قصارى جهدها لتقديم كل ما يلزم لأجل سورية وثقافتها وحاملة التاريخ السوري والكلمة السورية أينما حلت في كل أصقاع العالم.


نشأتها ودراستها


في وسط أسرة دمشقية محافظة ذات مستوى ثقافي عال واهتمامات دينية واضحة، نشأت نجاح العطار، وكانت ولادتها في مدينة دمشق عام 1933م لأب يعمل بالقضاء كان من أوائل الذين نالوا شهادة الحقوق من اسطنبول عام 1905 مع ميل لقرض الشعر. لقد كان تبادل وجهات النظر بمواضيع قيمة شغلت بال الطالبة المجتهدة نجاح العطار مع والدها المثقف دافعاً لرفع مستوى مخزوناتها الثقافية، فقد كان والدها يوافقها الرأي بمعظم الأحيان ويسر بما تعرض ابنته من أفكار شفافة ترسم ما في محيطها من مشاكل وقضايا تحتاج إلى متابعة وكفاح، وحرص على تنشئة أبنائه على حب العلم والانفتاح دون تميز بين أنثى وذكر، على الرغم من انتمائه لعائلة دمشقية مرموقة ومحافظة. وكانت زوجته المنحدرة من أصل جزائري تتعجب من تسامحه مع أبنائه في تبسطه معهم في الحديث ومجادلتهم له في آرائه، وكانت على الأخص تلقي باللائمة على البنات وتنبههن إلى الطاعة ومراعاة التهذيب في حضرة أبيهن: «كيف تتحدثن مع والدكن بهذه الطريقة، نحن لم نكن هكذا»، علماً أنها هي أيضاً سليلة عائلة علم وأدب، لها تاريخ في مقاومة الفرنسيين.


الدكتورة نجاح العطار

شاركت نجاح العطار منذ أيام الدراسة في النضال ضد الاحتلال في سورية والوطن العربي، وانتصاراً لقضية فلسطين، وساعدها في ذلك أجواء عائلتها المنفتحة، كما هيأت الأوضاع السياسية غير المستقرة في سورية حينها أن ينضج وعيها السياسي مبكراً، فمذ أن كانت طالبة في الصف الرابع الابتدائي بادرت إلى تحريض زميلاتها في مدرسة التطبيقات في حي الروضة الدمشقي على السير في تظاهرة لغاية مدرسة الفرنسيسكان مطالبة القائمين عليها بإخراج الطالبات للمشاركة في الإضراب احتجاجاً على سلطة الانتداب الفرنسي بداية الأربعينيات. كان المشهد طريفاً في غرابته حين لم يتمكن المستخدم الأرمني المسكين من ردع التلميذات الغاضبات، حتى أطلت عليهن المسؤولة وخاطبتهن من خلف برقعها الشفاف الأنيق، بأنها ستمتثل لطلبهن وتدع طالبات الفرنسيسكان يشاركن بالإضراب، ودعتهن للدخول إلى حرم المدرسة، وما إن دخلن حتى وجدن أنفسهن محتجزات في الحديقة، وسرعان ما حضر رجال الدرك برفقة ضباط فرنسيين، وانصب اهتمامهم على معرفة من وراء تحريض التلميذات الصغيرات على الشغب، وكانت الأنظار تتجه آلياً نحو الفتاة الصغيرة نجاح رأس الحربة التي ما فتئت تحرض وتخطب بحماسة مشجعة زميلاتها على الصمود والكف عن البكاء. بالطبع، كانت الفرصة مواتية تماماً لتمارس نجاح موهبتها الخطابية التي تدربت عليها طويلاً أمام المرآة في البيت.

أصعب ما كان في التحقيق عدم إجادة التلميذات التحدث باللغة الفرنسية، سوى واحدة تصدت لمهمة الترجمة، ثم تبين أنها لا تعرف من اللغة سوى كلمتي نعم ولا، فلم يتمكن الضباط من تفهيم الأسئلة ولا فهم الأجوبة، وبالتالي لم يفلحوا بمعرفة من يقف وراء هذا التمرد الطفولي، إلى أن تدخل قائد الشرطة، وكان حينها أحمد اللحام الذي أضحكه المشهد كثيراً، خصوصاً حين أعطت نجاح زعيمتهن لنفسها ورفيقاتها أسماء مستعارة، وأصرت على موقفهن الاحتجاجي. وبعد أن تفاهم قائد الشرطة مع الضباط الفرنسيين، التفت إلى البنات وقال لهن، سنخرجكن من هنا لكن قلن «التوبة لن نعيدها ثانية»، وأطلق سراحهن بعد ساعات من التوقيف امتدت من الصباح ولغاية السادسة مساءً.

إلاّ أن التلميذة الثائرة أعادت الكرّة مرات كثيرة استمرت إلى ما بعد نيل الاستقلال وقيام الحكم الوطني، وكانت عنصراً مميزاً وفاعلاً في التظاهرات الطلابية، ولم تكن قد تجاوزت سن الخامسة عشرة بعد، حين فوجئت بمعلمها في المدرسة، يدفعها نحو درج بناء السرايا في ساحة المرجة، كي تلقي خطاباً حماسياً في الجماهير الغفيرة التي تظاهرت العام 1948 عقب النكبة، رغم علمه بعدم استعدادها. ثقة المعلم بوطنية وفصاحة نجاح العطار، لم تأتِ من فراغ، فقد لفتت أنظار أساتذتها بثقافتها ونضوج وعيها السياسي المبكر.

ثابر الأب على تشجيع نشاط ابنته واحترم خياراتها، لتكون من أوائل فتيات دمشق اللواتي كشفن عن وجوههن مكتفيات بمنديل لتغطية الشعر، كما لم يمانع في متابعة دراستها ومخالطتها للرجال في الجامعة التي دخلتها العام 1950 لتتخرج العام 1954 من كلية الآداب، والتقت في العام ذاته بالشاب الطبيب ماجد العظمة صديق شقيقها، ليتزوجا بعد أسبوع واحد من هذا اللقاء الذي حدث خلاله إعجاب وتوافق في الآراء والأفكار والمواقف من الحياة، ليشكل زوجها الدكتور العظمة امتداداً لدعم والدها، ورافقته إلى بريطانيا، وهناك أتمت دراستها العليا ونالت درجة الدكتوراه بعد ثلاث سنوات بمرتبة شرف من جامعة أدنبرة، علماً أنها حصلت قبلها على دبلوم في التربية العامة 1955 من جامعة دمشق، كما حصلت على عدد من الشهادات بعد ذلك في العلاقات الدولية وفي النقد الأدبي والنقد الفني.

عادت من بريطانيا بشكلٍ مختلف، كانت قد خلعت الحجاب نتيجة لقناعاتها الفكرية والثقافية والدينية، التي جمعت بين السلوك والأخلاق المحافظة وبين الفكر التنويري التحرري، بعد أن هضمت ثقافات عديدة بدءاً بالكتب التراثية والأمثولات الأخلاقية التي تلقتها على يد والدها في الطفولة.


الدكتورة العطار تلقي كلمة

تابعت بعدئذ اهتمامها بالأدب ولها محاولات في نظم الشعر، تخلت عنها لاحقاً مع احتفاظها بشعرية اللغة التي وسمت غالبية كتاباتها وأعطت لأسلوبها طابعاً بلاغياً مميزاً. لقد كانت محط إعجاب أساتذتها في الجامعة كالدكتور عبد الله عبد الدايم والمؤرخ شاكر مصطفى، وكما تبحرت في الثقافة العربية، وأقبلت بنهم على الأدب الروسي وقرأته باللغة الفرنسية، مثلما قرأت الأدب الغربي بالإنكليزية.

كما أنها كانت عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، وعضو جمعية النقد الأدبي.


عملها.. بين قبول المجتمع ورفضه


على الرغم مما مثلته الدكتورة العطار العائدة من بريطانيا، وما تمثله من مكانة اجتماعية مرموقة وقيمة نضالية محترمة، لم يتقبل آنذاك رئيس جامعة دمشق دخولها ميدان التدريس الجامعي لأنها امرأة، ولعل هذا المصير هو ما جعلها لدى حصولها على البكالوريا تعدل عن رغبتها بدارسة الحقوق ظناً منها ألا مستقبل للمرأة الحقوقية في مجتمع لم يعترف بعد بضرورة تمكين المرأة، فالطريق أمامها ما زال ببدايته.

ولكن هذا الرفض الذي قوبلت به للتدريس في الجامعة لم يسبب لها أي أزمة، وبما أنها تحمل رسالة المرأة ورسالة تنويرية تتابع بها رسالة النساء اللواتي سبقنها من أمثال سامية المدرس وعادلة بيهم الجزائري وغيرهما، فقد قررت أن تكافح من أجل المرأة والعمل، وأن تثبت أن الغاية في العمل بحدِّ ذاته، وليست الغاية من مكان العمل أو نوعيته ما دام مندرجاً في إطار التحصيل العلمي.


مديرية التأليف والترجمة


لقد ساعدها طموحها المتوقد وطبيعتها المتفائلة على استمرارها في المحاولة، فلم تتوانَ عن ممارسة التدريس في التعليم الثانوي وهي التي تحمل شهادة الدكتوراه، في وقت كان من يحملون شهادة الدكتوراه في سورية قلائل، وكانت الجامعات تستعين بالمدرسين الذين لم يحصلوا عليها للتدريس بسبب نقص الكوادر! فدرَّست في التعليم ثلاث سنوات أثبتت فيها المقدرة العلمية والتعليمية إلى أن انتقلت إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي عام 1962، لتعمل إلى جانب نخبة من المثقفين السوريين، كأنطون مقدسي وأنطون حمصي وحنا مينة وآخرين، في مديرية التأليف والترجمة التي ستتولى إدارتها لاحقاً.

لقد شكل انتقالها للعمل في مديرية التأليف والترجمة في وزارة الثقافة قفزة نوعية، لأنه أخرجها من التدريس المحدود، ليضعها في المكان الصحيح، وهو ميدان الثقافة والتأليف والترجمة، وهو الميدان الذي يناسب تحصيلها وطريقة تفكيرها، ورسالتها التي تؤمن بها، كما أنه قدّم للمديرية شخصية علمية متنورة، قادرة على أن تقدم رؤية جديدة لم تكن موجودة فيها.

إن روح التميز لدى الدكتورة العطار جعلتها غير عادية، فلم تقضِ حياتها مجرد موظفة تقدم واجباتها فقط، بل إن تجويدها في عملها جعلها أول امرأة تتولى إدارة التأليف والترجمة في الوزارة، وفي هذه الفترة أسهمت في إغناء الجوانب المتعددة للترجمة والتأليف، وأولت عملية النشر أهمية خاصة. لا بد أن يذكر المتابعون للحركة الثقافية كيف استطاعت الدكتورة العطار أن تنعش نشر الكتاب وترجمته خلال إدارتها لهذه المديرية.


مع الرئيس الراحل حافظ الأسد


في بداية السبعينيات، استرعت مقالاتها المنشورة في جريدة البعث الانتباه، وكثيراً ما توقف عند بعضها الرئيس حافظ الأسد الواصل إلى السلطة حديثاً، واستشهد بها مع محدثيه، فقد كان يعرف في حينها زوجها الدكتور ماجد العظمة الذي عمل لسنوات طويلة في إدارة الصحة العسكرية، وكانت له أيادٍ بيضاء في هذا المجال.

وتوضح اهتمام الرئيس الراحل حافظ الأسد بنجاح العطار عندما رفض استقبال وفد من الكتاب إن لم تكن هي بينهم.

إلا أن الحدث المفصلي كان لدى كتابتها مقالاً جريئاً بعد حرب تشرين بعنوان «إلى سيد يضيق بالسياسة» ركزت فيه على ضرورة وضع الشعب في صورة ما يحدث، ومع أنها لم تكن تقصد في مقالتها شخص الرئيس إلا أنه أرسل في طلبها، وكان اللقاء الشخصي الأول الذي عقد فيه الأسد النية على أن تكون العطار أول امرأة تشغل منصب وزيرة، دون البوح بذلك، فقد كانت صريحة وصادقة معه في النقاش والسؤال، معبرةً عن شعورها الوطني الأصيل، وكان من ضمن هواجسها سؤال هو: «هل يأتي يوم ونراك فيه تساوم على القضية الفلسطينية؟» فكان جوابه القاطع: «لا».

ومن المؤثر، بعد مرور أكثر من سبعة وعشرين عاماً على هذا السؤال، أن يقول الأسد وهو على فراش المرض في أيامه الأخيرة، حين التقت به قبل رحيله بنحو عشرين يوماً: «هل ترين يا دكتورة، لقد وصلت إلى هذه المرحلة، ولم أتخلَ عن القضية الفلسطينية».

محضت الدكتورة العطار الرئيس الأسد احترامها وتقديرها وحبها، وأعلنت على الدوام، أنها تدين له ولدعمه ورعايته لعملها ولدورها الثقافي في بناء علاقة قوية مع المثقفين السوريين والعرب، كانت على قناعة بأنهم روح ودماء الحياة الثقافية، ولا ينبغي على الدولة أن تبخل عليهم بتقديم جميع الوسائل للنهوض بالثقافة الوطنية.

في العام 1975 وعد الرئيس حافظ الأسد في خطاب له بمناسبة عام المرأة، بالقيام بخطوات مهمة لدفع مسيرة المرأة في سورية، كان يوماً مشهوداً حمل حدثاً مفاجئاً، لكن ينتظر التنفيذ، ولم تتأخر بوادره، مع إطلالة شهر آب من العام 1976 عين نجاح العطار وزيرة للثقافة، لتمكث في هذا المنصب حتى العام 2000.


الدكتورة العطار أثناء حفل تكريم الدكتور سلطان محيسن في السفارة اليابانية - بدمشق

أول وزيرة سورية


هذا الجهد المتواصل والعمل الدؤوب من الدكتورة العطار لم يذهب سدى، فقد استطاعت أن تبرهن على قدرة المرأة السورية، من خلال النموذج الراقي للمرأة الذي قدمته فكراً وممارسة، لذلك كان من الطبيعي أن يقع عليها الاختيار لتكون أول سيدة عربية وسورية في منصب كهذا، حيث تولت مقاليد وزارة الثقافة والإرشاد القومي في سورية في حكومة عبدالرحمن الخليفاوي في 8 آب 1976، وهي قالت: «إن الرئيس الراحل تقصد تعييني وزيرة للثقافة وليس وزيرة لشؤون المرأة بما يحمل هذا من أبعاد».

وبدأت بعدها مرحلة جديدة من حياتها الثقافية والعلمية والإدارية، لتثبت من خلالها قدرة المرأة على الإدارة والمتابعة، وتبدأ بتنفيذ رسالتها الفكرية ورؤاها التي حملتها، ومن أجلها بذلت الوقت والجهد في الدراسة والتأليف والكتابة. خلال توليها الوزارة، استطاعت الدكتورة نجاح العطار أن تنعش الحياة الثقافية في سورية، وانفتحت بقوة على المثقفين باعتبارهم أعمدة الوزارة بصرف النظر عن انتمائهم السياسي. وأوضحت: «أردت أن أجعل من الثقافة أولوية في حياتنا وأن نحقق نهضة ثقافية في سورية».


انجازات كثيرة


استمرت العطار في وزارة الثقافة لأربع وعشرين عاماً (1976-2000) أنجزت خلالها مع مثقفي سورية الكبار أمثال أنطون مقدسي، حنا مينه، محمد كامل الخطيب، نزيه أبو عفش، سعد الله ونوس، أسعد فضة، فواز الساجر، صالح علماني، أنطون حمصي، رفعت عطفة... وآخرون، أنجزت أهم سلاسل الكتب في التأليف والترجمة والتحقيق وأهم العروض المسرحية والدوريات الثقافية (الحياة السينمائية والحياة المسرحية)، وبعض أهم الأفلام السينمائية «نجوم النهار، أحلام المدينة، الكومبارس..».

لم تكن العطار وزيرة بقدر ما كانت مثقفة ضليعة، صديقة لأجيال من الأستاذة والمفكرين، وراعية ومشجعة لأجيال لاحقة من الشباب الموهوبين؛ كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، تجلى ذلك على سبيل المثال مع الفنانين التشكيلين عندما حرصت على أسلوب خلاّق لتكريمهم عملياً، فكرست تقليد اقتناء الوزارة لأعمالهم، ولم تبخس الجودة الفنية قيمتها في تقديرها سعر لوحاتهم. وأيضاً العناية بإقامة معارض دورية يختار منها أبرزها لتشارك في معارض خارجية، بالإضافة إلى تزيينها جدران مكاتب الوزارة ومديرياتها وتبديد تجهمها بلوحات تشكيلية سورية.

اهتمام العطار بالفن التشكيلي لم يكن مجرد ولع بهذا النوع من الإبداع، كانت زائرة مثابرة للمتاحف والمعارض الفنية في أي بلد تسافر إليها، وصقلت هذا الاهتمام بدراسة أكاديمية، فحصلت على دبلوم في النقد الفني خلال تواجدها في بريطانيا، وشكَّل حضورها لحلقات نقاش كبار النقاد والفنانين هناك رصيداً نقدياً ظهرت أهميته لدى توليها وزارة الثقافة، بدعمها للحركة التشكيلية الناشئة في مجتمعنا.


الدكتورة العطار أثناء افتتاح معرض صور عن معلولا

إلى جانب ذلك واصلت الوزارة في عهدها تزويد مكتبات المراكز الثقافية بنسخ من الصادر حديثاً من مختلف أنواع الأدب والدراسات المنهجية.

إنه ليُحسب لوزارة الثقافة خلال توليها ما أسسته من بنية تحتية لمجموعة من المؤسسات الثقافية الراقية، فعلى صعيد الفن تمَّ إحداث معهد الفنون المسرحية الذي تخرج منه نجوم الممثلين السوريين، والمعهد العالي للفنون الموسيقية، وموسيقا الحجرة والأوبرا، وأنشئت دار الأسد للثقافة والفنون. على صعيد الآثار، تمَّ بناء أكثر من خمسين متحفاً في المحافظات، كما تم استرجاع العديد من الآثار، ووضعت آليات لتوسيع العمل مع البعثات الأثرية ومراقبتها وتدريب كوادر محلية، مع الاعتناء بالمشاركة في معارض دولية للآثار، نالت عليها سورية أكثر من مرة التقدير الدولي والإعلامي. كما اهتمت بالمهرجانات، فكان هناك مهرجان للمسرح ومهرجان للسينما تمت توأمته مع مهرجان قرطاج، أقيمت من خلاله علاقات تقارب مع دول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى مهرجان بصرى الدولي.

أما مهرجان المحبة الذي أُحدث كمهرجان فني رياضي، فأسبغت عليه مسحة ثقافية من خلال تضمينه لأمسيات شعرية وندوات ثقافية ومعارض تشكيلية وملتقيات للنحت.. ونجحت خلال توليها الوزارة في توسيع الاتفاقيات الثقافية مع كثير من دول العالم، فتمت إضافة بنود تساعد على التبادل الثقافي بما يقلل من تكاليف إقامة الأنشطة والفعاليات إلى الحدود الدنيا. فمن خلال روح التعاون والصداقة كانت الفرق الفنية تأتي من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في مهرجان بصرى دون أي تكاليف سوى الإقامة، وفي المقابل كانت سورية ترسل فرقاً فنية أو معارض تشكيلية وأثرية لتشارك في التظاهرات المختلفة لتلك الدول..

هذا بالإضافة إلى أمور كثيرة يصعب حصرها، مما أضاف إلى الدكتورة العطار سمات جديدة جعلتها أكثر تميزاً، ولعل أهم ما برز من شخصيتها قدرتها الإدارية المختلفة، والتي عززت دور المرأة وأهميته وفتح أبواب التواصل معها، ودعمها بكل السبل، ولذا لم يكن غريباً أن تحتفظ الدكتورة العطار بمنصب وزيرة الثقافة قرابة ربع قرن، مجسدة مقولة «إن الثقافة أيضاً جبهة مقاومة ودفاع عن هوية الأمة الحضارية»، وإن المرأة العربية قادرة إذا هي أرادت.

كما لا نستطيع أن ننسى حسن اختيارها لمن أداروا مشاريع الوزارة في مختلف المديريات العامة والمعاهد العليا والمتوسطة التي تتبع للوزارة، الذين ما كانوا ليحسنوا العمل والنتائج إلاّ بوجود عاملين هامين: حسن تواصلها معهم ونيتهم الصادقة في تنفيذ مشاريع الوازارة بحسن إدارتهم لها.


الثقافة خلال إدارتها


كانت العطار وزيرة ثقافة بكل ما يعنيه هذا الموقع سياسياً وثقافياً، ومما يؤسف له أن الوزارات اللاحقة لم تستطع إكمال ما بدأته، وكان من أول الضحايا مشروع متحف الفن الحديث الذي حلمت به طويلاً وكادت تباشر بتنفيذه لولا خروجها من الوزارة، وقد حاولت إقناع الوزيرة التي خلفتها بأهميته لكن دون جدوى، ولم تكتب الحياة لصرح ثقافي كان سيقف إلى جانب المكتبة الوطنية ودار الأوبرا التي تفخر دمشق بهما اليوم، خصوصاً أن دار الأوبرا جاءت بعد مخاض عسير، تخلله حادث مريع تسبب في احتراق المبنى بعد عشرين عاماً من الشد والجذب بين العطار ومجموعات المعرقلين من جانب آخر.

كان حادثاً مؤلماً للعطار اختتمت به وزارتها التي جاءت في زمن صعب جداً، تولت فيه مهمة المحافظة على الثقافة كقيمة اجتماعية وأخلاقية أصيلة في وقت أخذت ثقافة الاستهلاك تسارع خطاها في مجتمع ينخره الفساد، فقيض لها منذ تسلمها محاربة أعداء الثقافة الذين لا يدركون قيمة الإبداع الجمالي، وكذلك أعداء الثقافة لتعارضها مع مصالحهم وجشعهم، فلا يتوانون عن تخريب المباني الأثرية، وكل ما يعترض طريقهم، لتشهد أروقة المحاكم السورية القضايا التي رفعتها إما منعاً أو تغريماً لهدم مئذنة أو جدار قديم.


الوزيرة.. الإنسانة


الدكتورة نجاح العطار

لم تكن الدكتورة نجاح العطار كأي وزيرة، فهي الآتية من رحم الأحلام النهضوية والنهوض القومي، ومن النسيج الثقافي الأكاديمي، فمن لحظة تسلمها سدّة المسؤولية، حتى شعرت بأن أموراً شكلية كثيرة لا بد من أن تتغير في حياتها كامرأة مثقفة متحررة، لاسيما نزعتها الأرستقراطية في محبتها للأناقة والموضة والألوان الزاهية، فراحت تميل نحو البساطة في اللباس، مرتدة إلى تلك الكلاسيكية الشامية الحيية والمستحبة، في نأي عن لفت النظر، وذلك بغية للتماثل مع الناس للتواصل معهم، وهي إن غيرت الشكل حافظت على جوهرها وسلوكها المتواضع الدمث، وتهذيبها المفرط في التعاطي مع الآخرين أيا كان موقعهم، بل إن اللافت في شخصيتها احتفاظها بتلك الطفلة المتألقة والشابة الخجولة والمرأة الجسورة دون فجاجة أو افتعال، فلا يزال وجهها يحمر خفراً من المديح، ويترسل صوتها متألقاً لدى سرد الحوادث الطريفة، كما لم تتخل عن دورها كأم لولدين ربتهما على اكتناز الثقافة والعلم، فدرس الشاب الطب وتخصص في فرنسا ليستقر لاحقاً في الولايات المتحدة الأميركية مع زوجته وابنتيه، فيما تعيش الابنة طبيبة العيون في دمشق. أما لماذا اتجه الأولاد نحو دراسة الطب مثل والدهم فهذا أمر جاء مطابقاً لرغبتهم، مع أن العطار تمنت لو أن ابنتها قد درست علم الاجتماع، لكن ثمة ظروفاً كثيرة دفعتها نحو دراسة الطب، وانغمست فيه متخلية عن ميولها الأدبية.

من الممكن القول إن الدكتورة نجاح العطار وزوجها الدكتور ماجد العظمة تمكنا من بناء مؤسسة أسرية نموذجية، في نقائها ونأيها عن مفاسد النفوذ والسلطة، ما يؤكد أصالة منبت جعلها تتمسك بالتقاليد من دون التنازل عن طموحاتها، في مواءمة مثالية تؤكد أن التحرر والطموح ليسا على الضد من الأخلاق والتقاليد المتعارف عليها. وما زال الزوجان ولغاية اليوم وكما يبدوان للمحيطين بهما أنهما باقيان على عهد المودة والتفاهم، ولا يمكن لمن يلتقي بهما، إلا ان ينتابه مزيج من مشاعر الحبور والارتياح، أولاً لوجود ما يثبت أن الدنيا ما زالت بخير، وثانياً لأن مجالسة شخصين مهمين وناجحين سواء كان الدكتور العظمة الذي يتمتع بالعمق مع حس الفكاهة اللطيف، أو الدكتورة العطار بفرحها الطفولي المذهل، لا بد من أن ينشرح صدره ناسياً كل ما يبعث على الإحباط من حولنا.


بين الثقافة والسياسة


لم تكن نظرة الدكتورة نجاح العطار إلى منصب وزيرة الثقافة على أنه تكريم للمرأة وتقدير لدورها وعطائها وإفساح لها لممارسة دورها في بناء الدولة والمجتمع وحسب، بل لأنه في الوقت نفسه مهمة وطنية، فكانت من موقعها تسعى لإيصال صوت سورية ورسالتها السياسية، من خلال حرصها كوزيرة للثقافة على كتابة مقدمة للكتيب التعريفي الخاص بأي نشاط سوري يُقام في الخارج، فكانت تضمنه أفكاراً سياسية حول القضايا العربية والقضية الفلسطينية، ودون أن توفر فرصة في أي محفل دولي للتذكير بالحقوق العربية.

ففي مؤتمر الاستراتيجيات الثقافية الذي عقدته اليونيسكو في مدينة مكسيكو عام 1982، والذي تزامن مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، بذلت أقصى جهدها مستفيدة من علاقات الصداقة التي تربط سورية بالعديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والاتحاد السوفيتي سابقاً كي تطالب بمؤتمر تمّ تمثيل كل دول العالم فيه بما فيها أمريكا و«إسرائيل»، والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الاجتياح الإسرائيلي في لبنان، وهو طلب شكك في إمكانية حصوله جميع من عرضت عليهم الفكرة قبل ختام أعمال المؤتمر، وكانت المفاجأة كبيرة حين أعلن وزير الثقافة المكسيكي رئيس المؤتمر حينها اختتام المؤتمر داعياً للوقوف دقيقة صمت حداداً، مع أنه قال للعطار حين عرضت عليه الفكرة أن ذلك سيكون صعباً لأنه لم يسبق لليونسكو أن تدخلت بشكل مباشر في الشأن السياسي؛ إلا أن إصرارها على إقناعه أعطى نتائجه، وأحرج مندوب إسرائيل ومندوبة الولايات المتحدة الأمريكية الذين أبديا تردداً قبل أن يقفا كسائر المشاركين.

ومن هنا كانت الدكتورة العطار مميزة في أداء مهامها مدة أربعة وعشرين عاماً، إذ بنت رسالة ثقافية متكاملة في الداخل، ورأت ضرورة أن تتوجه رسالتها للخارج ففعلت ذلك وعملت على تنظيم لقاءات ثقافية مع الأدب الفارسي، ومن ثم الإسباني، فتمت اللقاءات بالاتفاق مع الهيئات الإسبانية والشخصيات الفكرية والثقافية في إسبانية وسورية، وكان لقاء عبد الرحمن الداخل، وما قدّم خلاله من أبحاث من ودراسات ظهرت نتائجه من خلال التقارب الثقافي السوري الإسباني، وبرزت هذه النتائج أكثر ما برزت في زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى إسبانية، حيث كانت الأبعاد الثقافية التي أسست لها الدكتورة العطار في بؤرة الضوء. إنها الرسالة الثقافية لسورية وحضارتها وتاريخها التي آمنت بها، وأرادت أن ترسلها للعالم الخارجي، نعم لقد نجحت الدكتورة العطار في أداء رسالتها الثقافية بأفضل الطرق والسبل، وتركت أثراً إيجابياً لدى المثقفين في سورية وخارجها.


مع الرئيس بشار الأسد


منذ عام 2000، حملت الدكتورة نجاح العطار أدواراً عديدة من خلال المركز الاستراتيجي لحوار الحضارات حيث عينها فيه الرئيس بشار الأسد مع مفكرين بارزين، بينهم عبد الله عبد الدايم وأحمد برقاوي، فبقيت على تواصل ثقافي مميز مع الثقافة والمثقفين في الداخل والخارج، وذلك في إطار أداء دورها الوطني الذي أسهم دون أدنى شك في تعزيز دور المرأة، وفي رسم صورة ثقافية متكاملة عن سورية وحضارتها في مرحلة تعد من أقسى المراحل التي مرّت بها سورية في العصر الحديث، إضافة إلى شغلها عضوية مجلسي إدارة جامعة القلمون الخاصة والجامعة الافتراضية في العاصمة السورية.

وفي آذار 2006، أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً يقضي بتعيينها نائباً لرئيس الجمهورية، مفوضاً بتنفيذ السياسة الثقافية لتصبح بذلك أول امرأة في العالم العربي تشغل منصباً سياسياً على هذا المستوى.

لقد رأى البعض في هذا الاختيار مفاجأة، وبعضهم عزاه إلى تكريس دور المرأة، وبعضهم عدّه رسالة خارجية، لكن الحقيقة أن اختيار السيدة الدكتورة لهذا الموقع جمع كل هذه الآراء إضافة إلى ما قالته الدكتورة العطار من أن الاختيار رسالة داخلية مقالها «إن الإصلاح يسير في سورية وبخطوات واثقة، وهذا يعني أن تميز المرأة وقدرتها على التحدي في بدايتها في مجتمع رفض دورها» جعلت السيدة نجاح العطار سيدة مثقفة متميزة بكل ما في التميز من معاني القوة والتحدي والتفاني.

وترفض العطار القول أن الرئيس الأسد عيَّنها في هذا المنصب كونها امرأة، وتجيب «إن الخيار يقع على الأكفأ .. كما أن المرأة في وضع جيد منذ زمن بعيد .. لقد تجاوزنا المرحلة التي نتحدث فيها عن خطوات شكلية». كما قالت: «إنني مدينة لوطني ولرئيسي بشار الأسد لدى تعييني في هذا المنصب. إنني أعرف حرص الأسد على بناء الوطن وإحداث نهضة في مجال الثقافة وكل المجالات رغم الضغوطات الكبيرة لأن مسيرة الاصلاح ماضية».

كان أول المشاريع الثقافية التي استهلت بها نائب رئيس الجمهورية مهامها بعد ستة أشهر من تسلم منصبها، المشروع الوطني الشامل لتمكين اللغة العربية الذي انطلق في شهر آب 2006 بتكليف من رئيس الجمهورية، بالإشراف على المشروع الذي يعتبر الأهم والأوسع على مستوى الدول العربية والتي شهدت احتجاجات كثيرة لإهمال الحفاظ على اللغة العربية. وحسب الدكتور العطار فإن غاية المشروع في «الارتقاء باللغة العربية، والحفاظ عليها في الوقت الذي تتعرض فيه إلى انتهاكات مفجعة وإهمال وانتقاص مرفوض، يشكِّل استلاباً ثقافياً هو نتاج غزو فكري، ظاهر ومستتر، يؤذينا ويؤذي أجيالنا القادمة».


الدكتورة نجاح العطار

التكريمات


تُعد الدكتورة نجاح العطار من أبرز النساء العربيات، وقد حصلت على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير في سورية وخارجها، ومنها وسام شرف الاتحاد العربي لرابطة المحاربين القدماء تقديراً لتاريخها النضالي عبر كلمة الحق والموقف الصائب الذي ترافق على مدى عقود مع نضال أبناء الأمة في الدفاع عن قضيتها وصون هويتها وكيانها، وذلك بتاريخ 19 كانون الثاني 2010. أثناء تكريمها، قالت الدكتورة العطار مخاطِبةً المحاربين القدماء: «لقد ترافقت خطانا النضالية معاً، فأنتم ناضلتم بالسلاح ونحن ناضلنا بالكلمة فكان الموقف الموحد، وسنواصل الدرب بقوة من أجل تحقيق ما نصبو إليه من عزة للأمة العربية وقوة لموقفها»، مضيفة: «لا يمكن أن ننسى في سورية الدرب الطويل الذي مشيناه معاً أو نتخلى عن إيماننا بقوميتنا، على الرغم مما يعتري الوضع العربي الراهن من وهن، ورغم ظهور بعض الدعوات القطرية على حساب الفكر القومي، وسنواصل الطريق حتى تحقيق النهضة العربية المنشودة».


الدكتورة العطار في افتتاح مؤتمر المحتوى الرقمي العربي في قصر المؤتمرات بدمشق

كرمتها وزارة الثقافة بمناسبة صدور مرسوم تعيينها نائباً للرئيس، وقد رأى وزير الثقافة الأسبق الدكتور رياض نعسان آغا أن تعيينها في هذا المنصب تكريماً للمرأة والثقافة والمثقفين نساءً ورجالاً، لأنها رسخت طوال عقود حضوراً فاعلاً للثقافة السورية عربياً وعالمياً. وقد كانت في حفل تكريمها الذي أقامته وزارة الثقافة في 2006 حريصة على إظهار مشاعرها نحو المثقفين والرئيسين حافظ وبشار الأسد، فقالت: «بفضلكم أنتم المثقفين السوريين وبتعاونكم أنتم وصلت إلى ما أنا عليه، ولن أنسى ما حييت حين شرَّفني القائد الخالد حافظ الأسد باختياره لي كأول وزيرة في سورية ومنحني كل رعايته ودعمه للثقافة والمثقفين. واليوم أتشرف وأعتز بالمسؤولية التي منحني إياها سيادة الرئيس بشار الأسد في المجال الثقافي، لأن الثقافة أيضاً جبهة مقاومة ودفاع عن الهوية الحضارية للأمة».


إبداعاتها وكتاباتها


استطاعت الدكتورة نجاح العطار أن تتقدم إلى منصة الأديبات السوريات من خلال كتابة الكثير من المقالات في عدد من المجلات والصحف، إضافة لتأليفها العديد من الكتب وإجادتها للغتين الفرنسية والروسية، حتى قيل إنها نظمت شعراً باللغة الروسية.
تناولت الدكتورة العطار في مقالاتها الصحفية مواضيع مهمة تناسب ما يطفو على سطح المجتمع السوري من قضايا وحاجات وما يتعرض له من أحداث، وعُرفت بأسلوب لغوي مؤنّق وتصويراً وأسلوباً، سواء أكان ما تقدِّمه مؤلفاً أو مترجماً، وسواء أكان مقالة أم كتاباً أم خطاباً، وهذا الأسلوب لم يفارقها حتى في حياتها العادية وحواراتها مع رجال الإعلام التي لم تكن كثيرة.

من اللافت في كتبها التي نُشرت عاملان:
1- موضوعات هذه الكتب: والتي تركزت في القضايا الوطنية والثقافية، ولم نرَ لها في مجمل أعمالها تلك الأعمال المنحازة إلى المرأة، وإنما وجدنا الأعمال المنحازة إلى الوطن والمجتمع بكامل عناصره، وصولاً إلى الشهيد والأرض والدفاع عن الوطن.

2- قلة هذه الأعمال قياساً إلى غناها الأدبي، وعمرها الكتابي الطويل، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الدكتورة العطار لم تكن تكتب لوجه الكتابة، وفي الوقت نفسه لم تغلب رغبتها الذاتية وما تملكه من مقومات أدبية على واجبها الوطني والوظيفي.


من أعمالها


• أدب الحرب، دراسة بالاشتراك مع حنا مينة، دمشق 1974، سلسة «أدب المعركة – أيام حرب تشرين».
• من يذكر تلك الأيام، قصص بالاشتراك مع حنا مينة، دمشق 1974، سلسة «أدب المعركة – أيام حرب تشرين».
• نكون أو لا نكون، مقالات في جزئين، دمشق 1981.
• من مفكرة الأيام، مقالات، دمشق 1982.
• أسئلة الحياة، مقالات، دمشق 1982.
• كلمات ملونة.
• إسبانيا وهمنغواي والثيران.
• النسيج الثوري بين آذار وتشرين.
• حافظ الأسد، القائد الذي صنع التاريخ، دمشق 2011.

كلمة لابد منها


من الرحم السوري وُلدت الدكتور نجاح العطار رافعة لواء الوطن شعاراً، ساعيةً لنثر إرثها المعرفي والثقافي وأسرار عشقها الإنساني في كل أرجاء المعمورة، متجاوزةً قيود الزمن التي أحاطت بعصرها، ولتنشر في آفاق المجتمع نظريات تنقض ما كرَّس طويلاً أن النساء لا حول لهن أكثر من منزل زوجي يضج بالأولاد فاستحقت لقب «سيدة الثقافة السورية».
لقد امتلأت مسيرة العطار بالمحطات الكثيرة التي أشعلت فيها الإبداعَ مناراتٍ مضيئة في مسيرتها، ونجحت في الانطلاق بأحلامها الثقافية والأدبية والسياسية بشكل ساهمت به في إثراء المسيرة النسائية في سورية ومثبتة أن المرأة السورية بخير، وبإمكانها أن تكون رائدة أينما حلَّت.