حسين آيت أحمد

حسين آيت أحمد

نجم الأسبوع

الخميس، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٥

توفي حسين آيت أحمد احد ابرز قادة الثورة الجزائرية والمعارضة في لوزان في سويسرا الاربعاء عن 89 عاما، وفق حزب "جبهة القوى الاشتراكية".
حسين آيت احمد هو الاخير من بين القادة التسعة الذين اطلقوا الثورة الجزائرية في تشرين الثاني 1954.
ولد حسين آيت أحمد في 26 آب 1926 في عين الحمام في ولاية تيزي اوزو وهو سياسي معارض  وأحد كبار المحاربين و من أبرز قادة الثورة الجزائرية و "جبهة التحرير الوطني"، ثم بعد الاستقلال أسس حزب "جبهة القوى الاشتراكية"، الذي تحول إلى واحد من  أكبر أحزاب المعارضة الجزائرية الفاعلة.
بدأ أحمد نشاطه السياسي مبكرا بانضمامه إلى صفوف حزب "الشعب"  منذ أن كان طالبا في التعليم الثانوي، وبعد مجازر 8 أيار 1945، ثم كان من المدافعين عن العمل المسلّح كخيار وحيد للحصول على الاستقلال، وفي المؤتمر السري لحزب "الشعب" الذي انعقد في بلكور عام 1947، كان من الداعين إلى تكوين منظمة خاصة تتولى تكوير الكوادر العسكرية لتطوير العمل المسلح. أصبح عضوا للجنة المركزية لحركة "انتصار الحريات الديمقراطية"، وعند إنشاء المنظمة الخاصة كان من أبرز عناصرها وصار ثاني رئيس لها بعد وفاة محمد بلوزداد.
أشرف مع أحمد بن بلة على عملية بريد وهران التي تمت في شهر آذار 1949 وانتهت بالاستيلاء على مبلغ مالي هام دون إراقة دماء، وعند ظهور الأزمة البربرية سنة 1949، وقعت تنحيته عن رئاسة المنظمة الخاصة ليعوضه أحمد بن بلة فانتقل بعد ذلك إلى مصر كممثل للوفد الخارجي لحركة "الانتصار" في القاهرة سنة 1951 رفقة محمد خيضر. وشارك بصفته تلك في الندوة الأولى للأحزاب الاشتراكية الآسيوية التي انعقدت في رانغون في برمانيا في كانون الثاني 1953، وقد دعمت الندوة الكفاح التحريري في المغرب العربي. ثم اتجه بعد ذلك إلى باكستان والهند وإندونيسيا حيث تشكلت لجان مساندة لقضية الاستقلال الجزائري.
شارك حسين آيت أحمد في مؤتمر باندونغ عام 1955، وانتقل إلى نيويورك للدفاع عن القضية الجزائرية أمام هيئة الأمم المتحدة، وأسس هناك في نيسان 1956 مكتبا لبعثة "جبهة التحرير الوطني". بعد مؤتمر الصومام المنعقد في شهر آب 1956، عيّن عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية. ثم كان برفقة كل من أحمد بن بلة ومحمد خيضر ومحمد بوضياف، والكاتب مصطفى الأشرف الذين كانوا على متن الطائرة المتوجهة من العاصمة المغربية الرباط إلى تونس والذين اختطفتهم السلطات الاستعمارية الفرنسية يوم 22 تشرين الأول 1956. وقد نفى آيت أحمد أن يكون الحسن الثاني متورطا في اختطاف الطائرة . ورغم تواجده في السجن إلا أنه عيّن وزيرا للدولة في التشكيلات الثلاث للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. أطلق سراحه مع زملائه بعد وقف إطلاق النار في عام 1962.
بعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 تموز 1962 ، نظمت انتخابات للمجلس التأسيسي في شهر أيلول وكان حسين آيت أحمد من ضمن الفائزين مرشحا عن دائرة سطيف، لكن ما لبث أن اصطدم مع ما كان يعتبره سياسة تسلطية للرئيس أحمد بن بلة ، فاستقال من المجلس التأسيسي وأسس حزب "جبهة القوى الاشتراكية" في أيلول 1963 ليحمل السلاح ويدخل متخفيا إلى تيزي اوزو حيث أوقف عام 1964 وحكم عليه بالإعدام ، ثم صدر عفو عنه ووضع في سجن اللامبيز، ثم وقع التوصل إلى اتفاق بينه وبين الرئيس أحمد بن بلة ، إلا أن الانقلاب الذي حدث يوم 19 حزيران1965 ووصول هواري بومدين إلى الحكم حال دون توقيع ذلك الاتفاق.
هرب من سجن الحراش و من الجزائر في 1 أيار1966م ، ليعيش في منفاه الاختياري في سويسرا، ولم يعد إلا مع الانفتاح الذي أعقب أحداث تشرين الأول 1988.
وافق عام 1985 مع أحمد بن بلة على نداء موجه إلى الشعب الجزائري من أجل إرساء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
في كانون الأول عام 1989 نزل حسين آيت أحمد في مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، وعاش التحولات التي عرفتها البلاد منذ ذلك الحين وإلى حدود عام 1992 حيث عاد إلى سويسرا بعد اغتيال الرئيس محمد بوضياف عام 1992.
وفي الأثناء كان من المعارضين لإيقاف المسار الانتخابي في كانون الثاني 1992 ، وبعد أسبوع من اغتيال محمد بوضياف دعا إلى تنظيم ندوة وطنية لتقديم تصور للخروج من الأزمة.
وفي عام 1995 كان من الموقعين في روما سانت إجيديو مع ممثلي ست تنظيمات سياسية أخرى على أرضية للخروج من الأزمة . ثم كان من الداعين إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في المجازر التي شهدتها الجزائر بدءا من 1996، وفي 5 شباط1999، قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية غير أنه انسحب منها برفقة المرشحين الآخرين منددين بما سموه التزوير ، وقد انتهت تلك الانتخابات بفوز عبد العزيز بوتفليقة بتلك الانتخابات، أما حسين آيت أحمد ، فرغم أنسحابه فقد حصل على المرتبة الرابعة ب319,523 صوتا أي 3.17 بالمائة من الأصوات.
واحتفظ بشعبية كبيرة في منطقة القبائل حتى وإن تأثر أداء حزبه السياسي منذ اندلاع أحداث نيسان2001.