الفنان التشكيلي عبد الناصر الشعّال في لقاء خاص للأزمنة
نجم الأسبوع
الأحد، ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٩
الخيول العربية الأصيلة في معرض للخيول أهمية خاصة لدى العرب منذ القدم، فقد استعملوها في حلهم وترحالهم وفي الحروب، حيث كانت على الدوام وسيلة للفتوحات والغزو والاعتزاز بالقوة، إضافة إلى أنها كانت أداة لنقل الثقافة بين الأمم، وذلك لما يتمتع به الحصان العربي الأصيل ببنية جسمانية متينة ومتكاملة، وقدرة عالية على تحمل المشاق بشجاعة فطرية وهدوء نادر، ويأتي الحصان العربي في مقدمة الخيول في العالم من حيث الذكاء وقوة الذاكرة والوداعة والوفاء لصاحبه، فهو حساس سريع الاستجابة لأدنى إشارة من فارسه، وكان هذا قبل الإسلام بكثير، إلى أن جاء الإسلام ليرفع من شأن هذا المخلوق لما يتمتع به من سرعة وذكاء منقطع النظير بالنسبة للحيوانات الأخرى لذلك جاء ذكرها في كتاب المولى الحكيم قائلاً: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وكذلك أقسم بها الله عز وجل في الآية الكريمة (العاديات) قائلاً: (والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً فالمغيرات صبحاً فأثرت به نقعاً فوسطن به جمعاً)ً.
وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة. وأفضل بيت شعر سمعته قيل في الخيل هو للمتنبي، وقد قال فيها:
الانسان والزمن بقلم الـدكتــور نبـيـل طـعمـة عن المدونة بقلم المهندس محمد طعمة الــتـفـكـــيـر والــتـكـفـــيـر" أعز مكان في الدنى سرج سابح...... وخير جليس في الأنام كتاب وقال عنترة: والخيل حين تضج..... في حياض الموت ضبحاً. تعتبر سورية أحد المواطن الأصلية للجواد العربي ومن هنا تعمل الجمعية السورية للخيول العربية الأصلية، وبكل الإمكانات المتاحة على تطوير الخيول السورية وخصوصاً بعد أن نالت سورية عضوية الاتحاد الدولي فقد أقامت مؤخراً في صالة السيد بدمشق معرضاً للفنان التشكيلي عبد الناصر الشعال، والذي يضم (16) لوحة بالألوان الزيتية من القياسات الصغيرة والمتوسطة، تتمحور مواضيعها حول حركة الحصان العربي الأصيل وشموخه، فتأتي قوة لوحاته من خلال الصورة الجمالية للحصان الشامخ الرشيق، فيذكر المتلقي بتاريخ و أصالة وميزات هذا الحصان الأصيل. الفنان التشكيلي عبد الناصر الشعال من مواليد /1970/ دمشق، درس الفن دراسة خاصة، وتتلمذ على يد الأستاذ عزيز إسماعيل والأستاذ أحمد إبراهيم، وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وخريج المركز الثقافي الروسي (مرسم الإبداع الحر)، مصور فوتوغرافي متخصص في تصوير الأعمال الفنية، أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية وضمن مجموعات خاصة وموجود في عدة دول عربية وأجنبية، حائز على جائزة نقيب الفنون الجميلة في معرض الشباب لعام 2002، والجائزة الأولى في معرض المرأة تنمية وتربية، نفذ عدة لوحات في فيلم وثائقي عن تاريخ دمشق وله عدة تصميمات لطوابع بريدية لمؤسسة البريد في سورية. يقول عبد الناصر: إن هدفي من إقامة هذا المعرض هو هدف جمالي وبصري يعرض جماليات الخيول العربية بحركاتها المختلفة، وهو فرصة للمتلقي لرؤية هذه الخيول، والتذكير بتاريخها الأصيل. *ورداً على سؤالنا حول سبب اهتمامه بالخيول قال: - تستهويني الخيول بحركتها وسرعتها وشكلها الجمالي، وهذا معرضي الثالث لها فالخيل رفيق الإنسان منذ القدم نظراً لما تتمتع به من صبر وجرأة ووفاء. *برأيك ما هي أهم صفات الخيل العربي الأصيل ؟ - يتميز الخيل العربي في البداية بالسرعة وقوة التحمل، والقدرة على التكيف مع تقلبات المناخ من حرارة وبرودة، أما من الناحية التشريحية فهو يتميز بصغر حجمه والجبهة العريضة وعيناه الواسعتان ذوات نظرات ذكية، وأهداب طويلة ومنخراه واسعتان، أما ذنبه فهو يرتفع بشكل جميل إذ يأخذ شكل ريشة نعام، فكل هذا درسته من خلال عمل كروكيات صغيرة بالقلم الرصاص، ومن ثم على اللوحة بالألوان الزيتية مع دراسة الظل والنور، وانعكاسات الضوء مع حركته الرشيقة الشامخة. *ماذا عن المعرض القادم هل سيكون عن الخيول أيضاً ؟ - أنا لا أحاول تأطير أعمالي ضمن نفس الموضوع، وفي المعرض القادم إنشاء الله سيكون هناك أعمال جديدة مختلفة.
ريم الحمش