المصور الضوئي وائل الضابط للأزمنة

المصور الضوئي وائل الضابط للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠١٠

أعمالي رسالة للمعنيين للحفاظ على تراث بلادنا

 

 

للفن الفوتوغرافي جمال وروعة لا يشعر بها، ولا يحس بها إلا من منحه الله إحساساً مرهفاً وذوقاً رفيعاً فهو نقل للواقع حيناً وأحياناً أخرى يخرج عن ذلك الواقع إلى واقع من صنع الفنان نفسه... فكثيرة تلك المشاهد التي نراها دائماً غير أن عين المصور وإحساسه تنقل لك المشهد بطريقة لم تتعود على رؤيتها لهذا الواقع الذي لم نشاهده أصلاً....

فلقد افتتح مؤخراً معرض الفنان والمصور الضوئي وائل الضابط في صالة الآرت هاوس (بيت الفن) بدمشق متضمناً مجموعة واسعة من الصور الضوئية الجديدة والتي تجد فيها الكثير من الإبداع من حيث المضمون والمستوى التسجيلي، ولقطاته المدروسة بعناية تعكس مناطق تراثية وطبيعية عن مدينة طرطوس القديمة. تجربته الفنية استحقت الوقوف عندها، وتم هذا اللقاء:

*هل يعتبر التصوير الضوئي فناً قائماً بحد بذاته؟

نعم فالتصوير يعتبر فن الرسم بالضوء وميزته الرئيسية تكمن في قدرته على تسجيل ما تراه العين المجردة بسرعة (لحظة وقوعها)، وهو طريق لتثبيت الأحداث غير العادية التي تؤثر على اهتمامنا، فالتصوير يكون له عمله ومكانته الفنية عندما يكون له تأثيره المباشر على مشاهديه فهو يعتبر فن تركيز الحدس والبصيرة.

*كيف جمعت بين جدية العمل ورقة الفنان؟

لكل عمل أسلوبه الخاص، فالعمل يحتاج لجدية تفرض عليك عمله، أما الفن فهو لحظة صفاء، ونقاوة واسترجاع ذكريات وأيام قد خلت بك فتُبرز هذا الإحساس عن طريق ما هو أقرب إلى قلبك فهنا الفن عندي مكمل للعمل، أعني أنه راحة واسترخاء بعده.

*نرى في الصالة عدداً كبيراً من الصور الفوتوغرافية التي تعكس معالم مدينة طرطوس القديمة ولقطات جميلة عن العمران والبيئة ماذا تحدثنا عن ذلك؟

صحيح أن بلدنا غنية بالمناظر الطبيعية، البحار، الأشجار، الجبال... بالإضافة إلى الأماكن الأثرية وكوني مختصاً بالتصوير الضوئي أسعى من خلال أعمالي تسليط الضوء عليها للمتلقي في بلدنا لتصل بفطرتها وحيويتها وجمالها الطبيعي وتدعو الجميع للمحافظة على المعالم الأثرية العظيمة فيها.

*معظم أعمالك بالأبيض والأسود... ما السبب وراء ذلك؟

التصوير بالأبيض والأسود برأيي فيه اللمسة الإبداعية والنكهة الخاصة إضافة إلى أنه الفن الأصيل الذي يعتمد على التدرج اللوني الواحد دون أن تؤثر الألوان على جمال الصورة وبالتالي تخفي بعض العيوب، ومع ذلك فإن هناك بعض الصور نُفذت بتقنية مختلفة أحاول أن أنقل المشهد بطريقة مختلفة وبإحساس آخر يثير انتباه المتلقي.

*للإبداع لحظاته وأزمنته لدى المبدع هل لك أوقات مفضلة للتصوير؟

طبعاً هناك أوقات جميلة جداً للتصوير وأنا أختار أحياناً الفجر.. أو الساعات الأولى من الصباح... أو الغروب... والتجريب هو أعلى مراتب البحث، والصورة تأخذ من وقتي الكثير من أجل الحصول على أفضل النتائج.

إلى أي مدى استفدتم من التقنيات الحديثة في مجال التصوير؟

حتماً أفضِّل التقنيات الحديثة في التصوير, فقد وفرت الوقت والجهد، والجودة في التقنية، ولكنني لا أعتمد عليها كثيراً.. فالفنان الحقيقي يحاول أن يبتدع الصورة قبل أن تتوصل إليها التكنولوجيا، وإلا ما فائدة الإبداع هنا ولا يجب إغفال متعة التصوير الضوئي وغايته التي لا تكتمل إلا بعد صقل الموهبة الفوتغرافية التي تحوّل العين إلى عدسة.

وائل الضابط مصور ضوئي من مواليد مدينة طرطوس1966 ,درس العلوم الهندسية في CITY COLLEGE في مدينة NEWYORK حتى العام 1997, له عدة معارض منها: (معرض شخصي في صالة المدينة القديمة طرطوس 2006، معرض فردي في غاليري مصطفى علي, دمشق 2007,معرض فردي في بيت الآغا بحمص 2007,معرض الفن السوري المعاصر,مركز واقف ,الدوحة, قطر.2008, من أجل أطفال غزة" معرض خيري في صالة الشعب بدمشق 2009, معرض فردي في صالة ناي آرت كافيه اللاذقية 2009 ملتقى الملاجة للشعر والفنون في ريف الملاجة بطرطوس 2009, معرض فردي في صالة آرت هاوس "بيت الفن"دمشق.2010.

كلمة أخيرة

الفنان والمصور الضوئي وائل الضابط لديه رسالته للمجتمع والفن عبر كاميرته التي مرت على الكثير من الوجوه والأشياء والأماكن.. استطاع أن ينقله لنا، بصورة لم نعهدها فجعلنا نقف أمام تلك الأعمال مندهشين.. متأملين...

 

ريم الحمش