محمد دعبول.. رئيس مجموعة دعبول الصناعية للأزمنة

محمد دعبول.. رئيس مجموعة دعبول الصناعية للأزمنة

نجم الأسبوع

الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٠٩

المنتج المحلي يفتقد لجميع أشكال الحماية

في الوقت الذي لا يزال العديد من المراقبين يشككون بالصناعة الوطنية وبقدراتها في مواجهة تحديات السوق المفتوحة أمام مثيلاتها من البلدان العربية وتلك الوافدة من بلدان ما وراء البحار، نجد بعض المنتجات الصناعية المحلية لسان حالها يقول: الصناعة المحلية لا تزال بخير، طالما هناك صناعيون يؤمنون بصناعة بلدهم ورهنوا أنفسهم لتطويرها والارتقاء بها لننافس في الأسواق العالمية وقد حملت على صدرها وسام "صنع في سورية".

وتبقى صناعة الألمنيوم المحلي قصة لا يتقن روايتها إلا الراسخون في الصناعة الوطنية المتطورة.

مجموعة من التساؤلات حول صناعة الألمنيوم في سورية التمست الأزمنة أجوبتها من حوار يثير التفاؤل مع الأستاذ محمد دعبول رئيس مجموعة دعبول الصناعية.

 

- لنبدأ من البدايات.. الحجم الكبير لمجموعتكم من أين انطلق؟

لقد بدأت العمل في عام 1976 حيث قمت بتأسيس شركة باسم "شركة جنرال ألمنيوم" وكان مجال عملها مقتصراً على تصنيع بعض منتجات الألمنيوم وبخاصة النوافذ والأبواب والواجهات، وفي عام 1985 أنشأت أول مصنع في القطر لإنتاج أبجورات الألمنيوم الملونة باسم "مدار أبجور".

 

- كيف أثرت القرارات المشجعة للاستثمار في مشروعاتكم؟

عندما صدر قانون تشجيع الاستثمار رقم 10 لعام 1991، قمنا بإعداد دراسة جدوى عن معمل لبثق الألمنيوم وأكسدته كهربائياً، وحصلنا على الترخيص وقمنا بإنشاء المعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 6000 طن سنوياً باسم "مدار لسحب الألمنيوم".

ومنذ ذلك الحين، ورغبة منا في مواكبة تطور الطلب على مقاطع الألمنيوم، ولمجاراة التوسع الحاصل عالمياً في مجال الصناعة، فقد شرعنا بإضافة وحدات إنتاجية إلى منشآت البثق والأكسدة، فكان أن أنشأنا قسماً خاصاً لإنتاج قوالب البثق، وقسماً لطلي المقاطع المبثوقة بمسحوق الدهان، ومصنعاً لإنتاج الزجاج المزدوج العازل، ومصنعاً للوازم أو ما يطلق عليه إكسسوارات الألمنيوم، ووحدة لتصنيع غرف الدوش وستائر أحواض الحمامات.

وفي عامي 1996 و2002 تم إضافة خطين لإنتاج الأبجورات وتبعهما إنشاء مصنع للأسقف المستعارة الملونة.

كما قمنا بإنشاء نواة لتصنيع الآلات وقطع الغيار، ثم قمنا بإنشاء مصنع آخر لبثق الألمنيوم وأكسدته كهربائياً بطاقة تصل إلى 9000 طن سنوياً باسم "شركة منار لصناعات الألمنيوم" وقد اشتمل على وحدة لإنتاج مقاطع الألمنيوم الخشابي الذي لاقى إنتاجها استحساناً وطلباً تجاوز كل التوقعات.

كما قمنا بإنشاء مصنع ثالث لبثق الألمنيوم متخصص بالمقاطع الصغيرة بطاقة تصل إلى 3000 طن سنوياً باسم شركة "مدار ألمنيوم للصناعة والديكور".

وفي عام 2005 قمنا بإنشاء مصنع لتحضير وطلي الصفائح المعدنية باسم "مدار لطلاء الصفائح" يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وبطاقة تصل إلى 33000 طن من صفائح الألمنيوم سنوياً، وتعتبر الصفائح المطلية التي ينتجها المصنع مدخلاً أساسياً إلى الكثير من الصناعات.

ومواكبة لتطور الحركة العمرانية في السوق المحلية والعربية أنشأنا شركة لدراسة وتنفيذ أعمال تركيب واجهات ونوافذ الأبنية باسم "سما" (مدار للمنجور).

علماً بأننا نقوم بتوزيع مادة الألكوبوند التي حصلنا على الوكالة الحصرية لتوزيعها من شركة "ألكان" الألمانية، كما نقوم بتوزيع مادة الألبوليك التي حصلنا على الوكالة الحصرية أيضاً لتوزيعها من شركة "ميتسوبيشي" اليابانية وتستخدم هاتان المادتان في الإكساءات الخارجية للأبنية.

ويبلغ عدد العاملين في الشركات المذكورة آنفاً وشركات أخرى تعمل تحت غطاء اسم مجموعة دعبول الصناعية حوالي 1800 عامل معظمهم من الفنيين المتخصصين في مجالات عمل المجموعة.

 

- بات معلوماً أن المواصفات التي يتمتع بها أي منتج هي شفيعتة في السوق، ماذا فعلتم لإخراج منتجاتكم إلى سوق منافسة؟

لقد حصلت مدار على الامتياز الحصري لإنتاج أنظمة "تكنال" الفرنسية التي تتميز بجودتها العالمية وملاءمتها لمختلف الأذواق ومجالات الاستخدام.

كما حصلت في عام 1998 على شهادة الأيزو 9001، وبذلك تكون أول مؤسسة صناعية في سورية تتسلم هذه الشهادة في ميدان صناعة الألمنيوم.

 

- ما علاقة هذا النوع من الصناعة بالعقارات وكيف يتأثر به؟

إن صناعة مقاطع الألمنيوم والزجاج المقسّى على علاقة وثيقة بالتطور في قطاع البناء والتشييد وبصورة خاصة بناء العقارات: السكني منها والتجاري، ومن المعلوم أن أي مستثمر لا يقدم على الاستثمار في مجال معين ما لم يقم بدراسة جدوى تبين توقعات تطور الطلب المحلي والخارجي والطاقات المحلية المتاحة لتلبية هذا الطلب إضافة إلى توقعات تطور الاستيراد، بمعنى آخر فإن دراسة الجدوى تقتضي توفر دراسة متكاملة عن السوق، ويعكس التطور في عدد المصانع وجود جدوى اقتصادية من الاستثمار في هذا المجال، وقد أثبت الواقع ذلك والدليل أن إنتاجنا في مدار في العالمية لم يتأثر وأن الطلب قد ازداد بحيث استوعب هذا الإنتاج على الرغم من الازدياد الحاصل في عدد المعامل.

عندما نتكلم عن المنافسة فإننا نتكلم عن المنافسة الشريفة التي تحقق عاملين أساسيين الأول جودة المنتج والثاني انخفاض الأسعار، وإنني أعتقد جازماً أن ذلك سيكون في مصلحة المستهلك، وهذا شيء إيجابي والمتتبع لتطورات السوق يلاحظ كيف انعكست المنافسة على نوعية الإنتاج وعلى الأسعار فنحن في مدار مثلاً اتجهنا نحو تسميك المقاطع وزيادة للوزن دون أي زيادة في الأسعار، بل على العكس فقد ترافق ذلك في بعض الحالات بتخفيض السعر، كما عمدنا من خلال الندوات التي قمنا بتنظيمها إلى البرهان علمياً وعملياً على أن استخدام المقاطع السميكة هو أجدى فنياً واقتصادياً وقد لاحظنا فعلاً استجابة حقيقية لهذا التوجه من خلال الإقبال على طلب واستخدام المقاطع السميكة، إضافة إلى الإقبال المتزايد على استخدام الزجاج المزدوج لما له من أثر في توفير الطاقة وعزل الصوت والحرارة.

إن المنتج المحلي منافس بشكل جيد سواء لجهة المواصفات أو لجهة الأسعار، وقد تم استيراد كميات من المقاطع من كل من الإمارات العربية المتحدة، السعودية، الأردن، ومصر، إلا أن الطلب على المنتج المحلي استمر في ازدياد وهذا يعكس ملاءمته لأذواق المستهلكين إضافة إلى جودته وسعره المناسب مع التنويه إلى أنه لا يوجحد أي شكل من أشكال الحماية للمنتج المحلي إذ إن الاستيراد من الدول العربية لا يخضع لأي رسوم جمركية.

 

- لاشك أن هيكلية إدارية ما تقف وراء نجاحكم ماذا عن هذه الهيكلية؟

لدينا في مجموعة دعبول الصناعية أقسام خاصة لإعداد الدراسات والتطوير وتقوم هذه الأقسام بإعداد الدراسات بشكل مستمر سواء لجهة تطوير مواصفات الإنتاج أو لجهة التوسع فيه عمودياً وأفقياً، وتخضع هذه الدراسات لمناقشات مستفيضة داخل شركات المجموعة وما يتم اعتماده منها يباشر بتنفيذه، ونحن نعكف حالياً على تطوير الآلات المستخدمة في مجال الطلاء بالبودرة حيث سيتم تحديد سماكات البخ بواسطة الحاسب الآلي الأمر الذي سيمكن من الحصول على لون واحد ثابت مهما اختلف زمن الإنتاج، إضافة إلى التوسع في استخدام قسم إنتاج الآلات، كما سبق وحصلنا على الترخيص اللازم لإنتاج ألواح الألوكوبوند وهو نشاط يتكامل مع إنتاج الصفائح الذي سبق الحديث عنه.

 

- صناعتكم مثال حي للصناعة التحويلية.. ما الصعوبات التي تعانيها هذه الصناعة؟

تعاني الصناعة التحويلية في سورية من العديد من الصعوبات كونها صناعة ناشئة حيث يلاحظ بشكل عام انخفاض القيمة المضافة المتحققة، وضعف الخبرات الإدارية والفنية، وصعوبة الحصول على التمويل اللازم إضافة إلى التعديل المستمر في القوانين التي تنظم تشجيع الاستثمار فإذا ما أضفنا إلى ذلك بعض السياسات الحكومية والتي منها زيادة الأجور ورفع أسعار المحروقات والإسراع في تحرير التبادل التجاري أمكننا تحديد ملامح الوضع الراهن للصناعة في سورية.

 

- معلوم أن الصناعات التحويلية تترك آثارها على البيئة كيف عالجتم هذا الأمر؟

للبيئة اهتمام خاص في عملنا فالمياه الناتجة عن العملية يتم معالجتها بإضافة مواد لترسب المواد العالقة في المياه ويتم استخدام المياه الناتجة مرات أخرى وعديدة.

والمياه الفائضة يتم استخدامها للزراعة، أما موضوع الهواء الناتج عن طلاء الألمنيوم فيتم جمعه وإعادة حرقه للاستفادة من الحرارة الناتجة عن الحرق لأنه مشبع بمواد بترولية وينتج الهواء نقياً جداً وخالياً من أي مواد مضرة بالبيئة.

كما أن المجموعة تعاقدت مع شركة هيتاشي لتركيب أول محطة لمعالجة المياه الناتجة عن الاستعمال اليومي وذلك بتفتيتها من جديد واستخدامها بالمجالات الصناعية أو الزراعية، وستكون هذه المحطة الأولى في سورية، وتتمنى المجموعة أن تكون هذه بادرة، حتى يتم تعميمها على المجمعات السكنية، أوالصناعية حيث سورية تعتبر من دول "تحت خط الفقر المائي".