هل ستعود مياه دمشق إلى مجاريها ؟

هل ستعود مياه دمشق إلى مجاريها ؟

أخبار سورية

الجمعة، ١٣ يناير ٢٠١٧

يبدو أن دمشق ستروي ظمأها أخيراً بعد أسابيع من تعطيشها , فبعد اشتباكات متواصلة ومفاوضات حثيثة بين الدولة السورية والفصائل المسلحة في وادي بردى, دخلت ورشات الصيانة التابعة لمؤسسة مياه دمشق إلى نبع الفيجة لإصلاح مضخّات المياه التي تغذّي العاصمة.


ورشات الصيانة حاولت الدخول أكثر من مرّة إلى النبع, لكن في كل مرة كان الاتفاق يُفَضّ في اللحظة الأخيرة بين الطرفين, إلا أن هذه المرة يبدو الوضع مغايراً لما سبقه, فإعلان دخول الورشات هذه المرة جاء على لسان وسائل إعلام الطرفين, حيث أعلن التلفزيون السوري الرسمي الخبر, وفي الوقت ذاته أعلنت ما تسمى الهيئة الإعلامية في وادي بردى على صفحتها على فيسبوك اليوم بدء تنفيذ وقف إطلاق النار, ودخول ورشات مؤسسة المياه .
كذلك صرّح محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم في تصريح صحفي ، أن المياه سوف تعود إلى دمشق وريفها خلال الـ24 الساعة القادمة، وأنه سيتمّ إصلاح وإعادة إعمار ما تمّ تخريبه في أقرب وقت
وأضاف: «سيتمّ إصلاح خطّ المياه خلال ثلاثة أيام. الخط يحتاج إلى أكثر من عشرة أيام, لكن عمليات الإصلاح ستتمّ ليلاً ونهاراً, وسيتمّ اتّخاذ تدابير سريعة لإيصال المياه غداً إلى دمشق».


وأوضح أن هناك توجّهاً إلى اتفاق «مصالحة» مع المقاتلين في المنطقة، قائلاً: «من يريد أن يسلّم السلاح ويعود إلى حضن الوطن سيسلّم سلاحه، ومن يريد من جبهة النصرة الذين لا نرغب بهم هنا، سيخرجون من سورية من طريق إدلب».


لكن من جهتها أعلنت صفحات تابعة للمسلحين في وادي بردى اليوم أن أهمّ بنود الاتفاق الذي بدأ تنفيذه كان "لا للتهجير" حسب تعبيرهم, إضافة إلى عودة كل الأهالي إلى قراهم في بسيمة وعين الفيجة وإفرة وهريرة, نافية بذلك خيار الخروج نحو إدلب , لا سيّما أن الفصائل المسلحة في المنطقة مصرّة على إنكارها تواجد جبهة النصرة في وادي بردى, على الرغم من تصريحات النصرة العلنية بقتالها في المنطقة وتعيين "أمير" جديد لها في وادي بردى منذ أسبوع, المدعو “أبو سارية الأردني” بعد إنهاء مهامّ المسؤول السابق المدعو أبو هاشم التلّي”.
ورغم بدء تنفيذ الاتفاق اليوم, إلا أن بنوده لم تعلن بشكل رسمي واضح حتى اللحظة, حيث أعلنت وسائل إعلام موالية للدولة السورية بأن "الاتفاق يتعلق بعشر قرى" موضحة أنه أبرم مع 1200 مسلح, وأن الاتفاق تمّ التوصل إليه من قبل "الحكومة السورية والجهات المعنية دون تدخل أو حضور الأمم المتحدة".


كما ذكرت قناة روسيا اليوم أنه وبحسب المبادرة سيتمّ تكليف اللواء أحمد الغضبان، وهو لواء متقاعد من عين الفيجة، رسمياً من الرئيس السوري بشار الأسد، بإدارة أمور المنطقة وأمن النبع وسلامة تدفّق المياه إلى مدينة دمشق.


وأن اللواء علي مملوك هو من أطلق مبادرة للمنطقة, تتمثّل في توقّف العملية العسكرية على وادي بردى بالكامل, ودخول ورشات الإصلاح إلى نبع الفيجة ورفع العلم فوق منشأة النبع, بالإضافة إلى ذلك يدخل إلى نبع الفيجة مع ورشات الصيانة من 30 إلى 40 عنصر شرطة بالزي المدني يحملون سلاحهم الفردي، ويخرج الجميع من منشأة النبع، وتتولّى العناصر الأمنية عملية الحراسة، كما يتمّ إصلاح البنى التحتية وإعادة إعمار بسيمة وعين الفيجة, وجميع القرى التي تضررت في المنطقة, كما أشارت روسيا اليوم بأن مبادرة اللواء مملوك تنصّ أيضاً على أن الأشخاص الذين ليسوا من وادي بردى ويقاتلون في الوادي، كأبناء القلمون وأبناء الزبداني، يعاملون
معاملة أبناء وادي بردى في هذه المبادرة، وأن من يرغب في تسوية وضعه سيكون له ذلك, ويبقى في وادي بردى, ومن لا يرغب في التسوية يحدّد منطقة ليذهب إليها, وتؤمن السلطات السورية ذهابه.


فهل سيصمد الاتفاق هذه المرّة وتبتلّ عروق دمشق أخيراً ؟