الجيش سيطر على الموقف القتالي .. «النصرة» تشعل «الجنوبية».. لماذا؟

الجيش سيطر على الموقف القتالي .. «النصرة» تشعل «الجنوبية».. لماذا؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٤ فبراير ٢٠١٧

قبيل أيام قليلة عن عقد اجتماعي «آستانا3» و«جنيف 4» المرتقب في إطار الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للازمة التي تمر بها البلاد منذ ما يقارب الست سنوات، أطلقت «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حاليا) والميليشيات المتحالفة معها منذ يومين هجوماً جديداً على أطراف مدينة درعا، تحت مسمى «الموت ولا المذلة» بقيادة «غرفة عمليات البنيان المرصوص».
الهجوم استهدف حي المنشية، أكبر أحياء مدينة درعا القديمة (درعا البلد)، والخاضع لسيطرة قوات الجيش العربي السوري منذ 25 نيسان من عام 2011، في محاولة للسيطرة عليه، شكل مفاجئة كونه جاء بعد أشهر من جمود هذه الجبهة، واعتقاد بوجود تفاهم بين موسكو وعمان بـ«تجميد» القتال في مناطق بين دمشق والأردن.
وحدات الجيش العاملة في المنطقة تمكنت من صد الهجوم الذي تركز على محاور شارع السويدان ودوار المصري وجامع بلال الحبشي والجمارك القديمة باتجاه الطرف الجنوبي الشرقي لحي المنشية.
اللافت أن الهجوم جاء بعد مشاركة الأردن في اجتماع «آستانا2» بحضور روسيا وإيران وتركيا، وتوجيه الدعوة له للمشاركة في اجتماع «آستانا 3» المقرر عقده يومي الأربعاء والخميس لتثبيت وقف النار وآليات الرد على الخروق، وإعلان «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة قائمةَ وفدها إلى جولة «جنيف 4» في 20 الجاري، والذي ضم 21 شخصاً بينهم عشر من الميليشيات المسلحة ضمت ممثلي الميليشيات الموافقة على وقف النار في «جبهتي» الشمال والجنوب.
وبعد عقد اجتماع «آستانا1» في أواخر الشهر الماضي وزيارة الملك عبد اللـه الثاني إلى موسكو والقمة التي عقدها مع الرئيس فلاديمير بوتين، لوحظت الإشادات المتكررة في تصريحات المسؤولين الروس بالجهود التي تبذلها عمان لضم ميليشيات مسلحة تنشط في الجبهة الجنوبية إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 30 كانون الأول الماضي.
الهجوم الذي بدأ عبر تنفيذ 3 عمليات انتحارية بعربات مفخخة يبرز أسلوب «النصرة» ويعيد إلى الأذهان الهجوم الذي شنته «النصرة» في إدلب وريف حلب على الميليشيات التي وافقت اتفاق وقف إطلاق النار وشاركت في إجماع «أستانا 1». كل ما سبق من وقائع يشير بما لا يدع مجالاً للشك أن قيادة «النصرة» في معقلها الرئيس بإدلب أعطت أوامرها لفرعها بدرعا بإشعال الجبهة الجنوبية في مسعى لإفشال «أستانا 3» و«جنيف 4».
المعارك في يومها الثاني تواصلت، ووفق وكالة «سانا»، «تصدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة لاعتداءات المجموعات الإرهابية التابعة لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي على عدد من الأحياء السكنية في مدينة درعا وكبدتهم خسائر في الأفراد والعتاد».
مصدر عسكري وفي تصريح للوكالة، أفاد بأن «وحدات من الجيش تصدت لاعتداءات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على محاور المنشية وحميدة الطاهر وساحة بصرى والمؤسسة في مدينة درعا»، لافتا إلى أن وحدات الجيش «سيطرت على الموقف القتالي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد». الوكالة أكدت أن وحدة من الجيش «أحبطت ظهر اليوم (الإثنين) محاولة تسلل مجموعة إرهابية من تنظيم جبهة النصرة من اتجاه مدرسة اليرموك باتجاه حي المنشية وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب»، مبينة أن محاولات تسلل «إرهابيي «جبهة النصرة» تترافق مع استهدافهم بالقذائف الصاروخية واسطوانات الغاز الأحياء السكنية في مدينة درعا حيث وقعت أضرار مادية في ممتلكات المواطنين».
وحدات الجيش كانت وفي اليوم الأول للهجوم «دمرت سيارتين مفخختين للإرهابيين جنوب شرق حي المنشية وتمكنت من صد الهجوم واحتوائه الذي تركز على محاور شارع السويدان ودوار المصري وجامع بلال الحبشي والجمارك القديمة باتجاه الطرف الجنوبي الشرقي لحي المنشية بالتوازي مع استهداف الإرهابيين حي المنشية بالمدفعية والهاون ومدفع جهنم والرشاشات ما تسبب باستشهاد شخصين وإصابة العديد من المواطنين بجروح خطرة»، بحسب «سانا».
التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بدورها أقرت على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي «بمقتل 11 إرهابيا من بينهم 4 من تنظيم جبهة النصرة وهم الأردني الملقب «أبو ريان المهاجر» و«موسى عوض الشحادة» و«محمد عبد الغني أوسطة» والمدعو «أبو محمد» إضافة إلى الإرهابيين الفلسطيني خالد أحمد نصار وإبراهيم نضال المصري وأحمد محمد سلمان أبازيد وأحمد خيام المحاميد ومحمود أمجد عيسى المحاميد وباسل نايف سليمان الدروبي وأحمد القداح»، على ما ذكرت الوكالة.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض من جانبه تحدث عن أن المعارك لا تزال مستمرة بين قوات الجيش من جهة، و«الفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر جبهة فتح الشام من جهة أخرى»، في محور حي المنشية بمدينة درعا.
المرصد تحدث عن القضاء على «مقاتل من الفصائل الإسلامية» مع قصف قوات الجيش على مواقع المسلحين في درعا البلد، وسقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض، أطلقتها قوات الجيش، «ولم ترد أنباء عن إصابات على إثرها»، بعد أن كان «قضى 15 على الأقل من مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام الأحد خلال الاشتباكات، من بينهم ناشط إعلامي وعنصران من جبهة فتح الشام فجرا نفسيهما بعربات مفخخة في حي المنشية». في حين استشهد ما لا يقل عن 6 عناصر من قوات الجيش والقوى الرديفة لها بينهم نقيب في اشتباكات السبت، حسب المرصد.