مراقبون يربطون بين إرسال طائرات روسية جديدة إلى سورية وقلق موسكو من نيات أنقرة تجاه «حماية الشعب»

مراقبون يربطون بين إرسال طائرات روسية جديدة إلى سورية وقلق موسكو من نيات أنقرة تجاه «حماية الشعب»

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٤ فبراير ٢٠١٧

ذكرت صحيفة روسية، أمس، أن موسكو لديها قلق من نيات تركيا شن هجوم على مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، رابطةً بين هذا القلق والحديث عن إرسال روسيا أربع طائرات حربية من طراز «سوخوي 34» إلى قاعة حميميم الجوية.
وأوضحت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، أن روسيا تحاول إعاقة جهود تركيا للقضاء على «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية. وإذ أشارت إلى التحضيرات الجارية لمحادثات التسوية السلمية للأزمة السورية، اعتبرت أن العملية الروسية العسكرية في سورية تبقى «حيوية» كما في السابق، لافتةً في هذا الصدد إلى ما نقلته مصادر سورية قبل ثلاثة أيام عن وصول أربع طائرات مقاتلة قاذفة متعددة الأغراض من طراز «سوخوي 34» من روسيا إلى قاعدة «حميميم» الجوية.
وذكرت الصحيفة بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن وزارة الدفاع الروسية لم تؤكد رسمياً هذه المعلومات بعد، لكنها وصفت تعزيز موسكو لقواتها الجوية في سورية بـ«المنطقي للغاية وخصوصاً أن الوضع العسكري في سورية بقي غير مستقر بعد تقليص» أعداد تلك القوات الشهر الماضي، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن القوات الحكومية السورية لم تبدأ بعد هجومها الإستراتيجي الحاسم ضد تنظيم داعش، منبهةً إلى مخاطر سقوط المناطق النفطية الكبرى في سورية بيد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وشمال حلب بيد الأتراك. وقالت: «بالنظر إلى تزايد نشاط الأعمال العسكرية الملموس من تركيا والتحالف (الدولي).. فقد برز خطر، يتمثل في وقوع المناطق النفطية الكبرى، التي تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات، تحت سيطرة الأميركيين، بعد القضاء على تنظيم داعش في الرقة ودير الزور. وأن تقع مدينتا الباب وأعزاز الواقعتان شمال محافظة حلب في يد الأتراك».
وأشارت «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى أن القوات الجوية الروسية كثفت في الآونة الأخيرة ضرباتها على مواقع مسلحي داعش في منطقة الباب، وذلك دعماً لقوات الجيش العربي السوري ووحدات حماية الشعب. ومضت موضحةً: «لعل ذلك بالذات يفسر سبب وقوع الحادث (الأسبوع الماضي)، الذي أدى.. إلى سقوط قتلى من العسكريين الأتراك، حين قصف الطيران الحربي الروسي عن طريق الخطأ موقعاً للجيش التركي في منطقة الباب». وفي حينه، اعتبرت موسكو وأنقرة الحادث عرضياً وغير مقصود. كما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب أردوغان تعازيه بذلك.
وتحدثت الصحيفة عن إجراءات تتخذها القيادتان العسكريتان في روسيا وتركيا، من أجل منع تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل، لكنها استبعدت أن تكون «التناقضات، التي تراكمت بسبب الأعمال العسكرية التركية على الأراضي السورية، قد أزيلت تماماً»، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن الجيش التركي لا يخفي أنه يحارب وبنشاط وحدات حماية الشعب، إضافة إلى مسلحي داعش. كما لفتت إلى ما نقلته وسائل إعلام سورية، حول تنفيذ الطيران الحربي التركي غارات على مواقع «حماية الشعب» غربي مدينة منبج بريف حلب الشمالي، وأكدت أن الوحدات تعمل في الوقت الراهن على «إنشاء منظومة خنادق لمنع هجوم القوات التركية على المناطق الكردية». واستشهدت «نيزافيسيمايا غازيتا»، بخطط لهيئة الأركان التركية، كشفتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، حول عزم الجيش التركي بعد تحرير مدينة الباب، تطوير هجوم في الاتجاه الغربي، بهدف تحرير مدينة تل رفعت من مسلحي «حماية الشعب»، لافتةً في الوقت نفسه إلى أن تركيا تشتبه في أن قوات الجيش السوري و«حماية الشعب»، سوف تهاجم مدينة أعزاز وعدداً من المدن والبلدات الأخرى، التي تقع في شمال حلب. وبحسب الصحيفة، فقد برزت مخاوف المسؤولين الأتراك عبر تسريب ظهر في وسائل الإعلام التركية، تحدث عن لقاء سري تم عقده نهاية الأسبوع الماضي في قاعدة حميميم الجوية، ضم قادة الوحدات الكردية وممثلين عن السلطة السورية، ناقش خلاله المجتمعون الإجراءات، التي يمكن اتخاذها لمنع التوسع التركي في شمال البلاد، وأضافت «يفترض أن روسيا لعبت دور الوسيط في هذا الاجتماع».
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق أن قاعدة حميميم الروسية استضافت 4 جولات من الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الحكومة السورية وممثلين عن القوى السياسية والاجتماعية لأكراد سورية، من بينهم، قيادات في «وحدات حماية الشعب»، عبر الوساطة الروسية، في فترة ما بين حزيران وكانون الأول من العام 2016. وأشار لافروف خلال حديث صحفي الأسبوع الماضي، إلى «وجود عدد كبير من نقاط التماس في موقفي الطرفين وحالات التقدم البناءة التي تشهدها موسكو في الآونة الأخيرة»، معتبرا ذلك خير دليل على قدرة الطرفين على «التوصل إلى تفاهمات».
وتابعت «نيزافيسيمايا غازيتا» نقلاً عن التقارير التركية «كأن المجتمعين في حميميم، اتفقوا بهدف مواجهة هجوم تركيا على المناطق الكردية على رفع الأعلام السورية». ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق الروسي التركي يمنع تركيا من مس المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
واستنتجت الصحيفة أن يكون الخبر الذي نشرته وكالة «الأناضول» بشأن عزم الجيش التركي مهاجمة مناطق «وحدات حماية الشعب» في تل رفعت، مجرد «تسريب إعلامي مقصود»، مشيرةً إلى أن الهدف التركي الحقيقي قد يكون مدينة الرقة في خطة ربما نسقت مع الولايات المتحدة.
وأوضحت أن موقف موسكو من الخطط التركية «ليس من المعلوم بعد»، لكنها أشارت إلى أن وزارة الخارجية الروسية «أعلنت أكثر من مرة أن تحركات الجيش التركي في سورية يجب أن تتم بعد موافقة الحكومة السورية عليها». واستدركت «غير أن أنقرة على الأرجح لن تفعل ذلك». وخلصت أخيراً إلى أن «التناقضات بين دمشق وموسكو وأنقرة في الفترة القريبة سوف تشهد المزيد من التفاقم».