واشنطن في منبج وموسكو في عفرين: حماية الأكراد أولوية

واشنطن في منبج وموسكو في عفرين: حماية الأكراد أولوية

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ مارس ٢٠١٧

ماهر الخطيب

في خطوة جديدة في سياق خلط الأوراق في الشمال السوري، كُشف عن توجه رتل عسكري روسي إلى منطقة كفرجنة بريف حلب الشمالي للإنتشار في داخلها، في رسالة روسية لقطع الطريق على أي محاولة تركيّة لشن هجوم علىمدينة عفرينالتي تسطير عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، لا سيما بعد تأكيد "وحدات حماية الشعب" أن التوجّه نحو إقامة موسكو قاعدة عسكرية في المكان.

بالنسبة إلى الكثيرين هذه الخطوة مستغربة، لا سيما أن "قوات سوريا الديمقراطية" هي الحليف الأساسي للولايات المتحدة الأميركية على الأرض السورية، لكن قبل أيام قليلة كانت هذه القوات قد توصلت إلى إتفاق مماثل مع موسكو لتسليم "مجلس منبج العسكري" بعض القرى التي يسيطر عليها إلى وحدات من الجيش السوري، بهدف منع الصدام مع فصائل قوى المعارضة المنضوية في عملية "درع الفرات".

من أجل فهم حقيقة ما يجري، من الضروري العودة إلى ما كشفته مصادر خاصة لـ"النشرة"، ضمن تقرير تحت عنوان "خلط أوراق في الشمال السوري: حلفاء واشنطن يتحاربون"، في 3 آذار الجاري، حيث أكدت أن التعاون الأميركي الكردي يصل إلىمدينة منبج، أو بشكل أوضح يشمل هذه المدينة، في حين أن واشنطن لم تعارض ذهاب الأكراد إلى الباب أو جرابلس لكنها أيضاً لم توافق بينما هذا التعاون لا يشمل عفرين.

على هذا الصعيد، توضح مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الخطوة الجديدة تأتي في ظل التهديدات التركيّة بالذهاب إلى عفرين، من خلال قوات "عملية درع الفرات"، بعد أن قطع الطريق أمامها نحو المشاركة في عملية تحرير مدينة الرقة من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين كانتالولايات المتحدةقد أرسلت جنوداً لها إلى مدينة منبج، في رسالة إلى أنقرة بأن الإقتراب من المنطقة ممنوع، نظراً إلى أن المسؤوليين الأتراك كانوا يعلنون بأنهم يريدون طرد عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" من المدينة، وتضيف: "إنطلاقاً من أن عفرين غير مشمولة بالإتفاق مع الجانب الأميركي تم الإتفاق مع الجانب الروسي على الخطوة الأخيرة".

وتؤكد هذه المصادر أن واشنطن لا تعارض التفاهمات التي تبرم بين "قوات سوريا الديمقراطية" والجيش الروسي، لا سيما أنها تزيل عنها عبء الصدام المتكرر مع طموحات أنقرة، التي تتهم الولايات المتحدة دائماً بأنها تتعاون وتدعم منظمة إرهابية بسبب سيطرة قوات "حماية الشعب الكردي" على "قوات سوريا الديمقراطية"، وتشير إلى أن هناك توافقاً بين القوتين العظميين على ما يبدو على منع الأتراك من التوسع أكثر بعد سيطرتهم على مدينة الباب، بحيث تقطع القوات الأميركية طريق منبج أمامها وتقوم القوات الروسية بالأمر نفسه في عفرين.

من وجهة نظر المصادر نفسها، عفرين كان من الممكن أن تستخدم من قبل أنقرة كورقة ضغط للحصول على مكاسب في مكان آخر، عبر إطلاق عملية عسكرية نحوها للوصول إلى تسوية تحصل في مقابلها على ممر نحو الرقة عبر تل أبيض أو رأس العين، لكنها اليوم تؤكد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يغامر بالصدام مع موسكو بعد الإنتشار في كفرجنة، لا سيما بعد أن اختبر ثمن ذلك بعد إسقاط الطائرة الروسية في وقت سابق، خصوصاً أن العلاقة مع الإتحاد الأوروبي اليوم ليست في أحسن حال، إلا أنها لا تستبعد أن يكون لدى تركيا عدّة أوراق قد تستخدمها.

في المحصلة، دخلت موسكو على خط توجيه الرسائل إلى أنقرة بضرورة الإبتعاد عن إستهداف الأكراد، ولكن هل لهذه الخطوة الروسيّة علاقة بما حصل في مؤتمر الآستانة لناحية غياب وفد فصائل المعارضة المدعومة من تركيا؟

النشرة