الحرب على الفساد كالحرب على الإرهاب..الدولة بعد ست سنوات من الأزمة: الأولوية لـ/فساد/ الداخل!

الحرب على الفساد كالحرب على الإرهاب..الدولة بعد ست سنوات من الأزمة: الأولوية لـ/فساد/ الداخل!

أخبار سورية

السبت، ٢٥ مارس ٢٠١٧

سيرياستيبس:

كما أن الدولة صمدت بفضل كثير من إداراتها وموظفيها، الذين لايزال بعضهم ينامون في مكاتبهم إلى الآن، يعملون بجد وإخلاص، يدافعون عن حقوق الدولة ويسهرون على تنفيذ سياساتها، فإنها أيضاً عانت، ولا تزال تعاني، من بعض إداراتها ومسؤوليها "الجهلة"، فاقدي الخبرة والكفاءة، الذين أسهموا، ويساهمون، بسلبية مطلقة في مسيرة عمل الدولة، وإدارة مؤسساتها لقضايا وملفات الشأن العام.

هذه الشريحة من المسؤولين والإدارات هي التي تستحق لقب "دواعش" الداخل. اللقب الذي بات يتردد على ألسنة العامة من المواطنين كحقيقة مسلم بها، الأمر الذي يعني أن المعركة التي تقودها الدولة بكل مكوناتها الرئيسية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وملحقاته من المجموعات والتنظيمات التكفيرية، لن تحقق نتائجها المأمولة ما لم تستأصل بالتوازي "دواعش" الداخل، بفكرهم وآليات عملهم، والطريقة التي وصلوا فيها إلى بعض المواقع الإدارية والتنفيذية هنا وهناك.

والمشكلة ليست فقط في بعض الإدارات الضعيفة، فاقدة الخبرة والكفاءة، والتي استطاعت التسلل إلى بعض المناصب الإدارية، وإنما في الإدارات التي تحتل مناصب هامة وتصر على مخالفة القوانين والأنظمة، جهاراً نهاراً، متذرعة بالأزمة وتداعياتها، في حين أن السبب الرئيسي يكمن في خوفها على مصالحها ومكاسبها غير المشروعة، وما أكثرها للأسف.

هنا تبدأ أولى المظاهر والسلوكيات التي تقلل من هيبة الدولة، وتنال من ثقة المواطن بمؤسساتها وجهاتها العامة.

لذلك عندما نطالب باستعادة هيبة الدولة، فإن الخطوة الأولى تبدأ من إزاحة هذه الشريحة "الجاهلة"، الفاسدة، والضعيفة، ومحاسبتها على ما تسببت به من أضرار وما قامت به من ممارسات سلبية تجاه المجتمع والمواطن في هذه المرحلة، ثم تكون الخطوة التالية بتطبيق سلطة القانون وفرضها على الجميع، إذ من الخطورة بمكان منح هذه الشريحة دوراً ما في عملية فرض سلطة القانون واستعادة هيبة الدولة، لأنها ببساطة ستسخرها كالعادة لتقوية نفوذها، وتحقيق المزيد من المكاسب المادية غير المشروعة.

إن الحرب على الفساد تماثل في أهميتها وضرورتها الحرب على الإرهاب، فكلاهما يستهدف النيل من الدولة ودورها ومستقبلها بطريقة أو بأخرى، لا بل إن الحرب على الفساد هي ضرورة وأولوية متقدمة لضمان النصر على الإرهاب، إذ ليس هناك ما يمنع من تحالف غير معلن، أو غير مباشر، بين الفساد والإرهاب عندما تتعرض مصالحهما ووجودهما للخطر.