تسوية جنوب دمشق على نار حامية.. والباصات «الخضراء» تأبى إلا أن تقل الدواعش

تسوية جنوب دمشق على نار حامية.. والباصات «الخضراء» تأبى إلا أن تقل الدواعش

أخبار سورية

الأحد، ٢١ مايو ٢٠١٧

بدأ تنظيم داعش الإرهابي بتجهيز نفسه للخروج من منطقة جنوب دمشق إلى معقل التنظيم الرئيس في شمال البلاد، بعد أن بات موقفه ضعيفاً، على حين كشف مصدر مطلع على ملف المصالحات أن هذا الملف سوف يسرع في المنطقة الجنوبية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، علماً أن المرحلة الثانية من اتفاق البلدات الأربع (الفوعة كفريا الزبداني مضايا) بدأ تنفيذها في مخيم اليرموك جنوب العاصمة منذ نحو أسبوعين.
وأكدت مصادر أهلية في مخيم اليرموك لـ«الوطن»، أن تنظيم داعش وزّع في مناطق سيطرته في المخيم وحيي التضامن والعسالي والحجر الأسود جنوب دمشق أمس إعلاناً للراغبين من المدنيين بالخروج مع مسلحيه من جنوب دمشق إلى مناطق سيطرته شرقي البلاد.
وذكرت المصادر، أن الإعلان عمم على مناصري التنظيم وتم إلصاق نسخ منه على جدران الشوارع في المخيم.
وحدد التنظيم في الإعلان ثلاثة مراكز لتسجيل الأسماء للراغبين في الخروج واحد في المخيم وآخر في شارع العروبة وثالث في العسالي. كما حدد موعد التسجيل من الساعة 11 صباحاً وحتى 7 مساءً. ونشرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة من الإعلان وجاء فيه: «تفتح الدولة الإسلامية الباب لاصطحاب عوام المسلمين الراغبين بالهجرة لأراضي الخلافة الإسلامية، شريطة تسجيل أسمائهم في إحدى النقاط الإعلامية».
وذكر الإعلان مواقع تلك النقاط وهي: «نقطة أبي محمد العدناني- العروبة، نقطة الأقصى الأسير- جانب جامع فلسطين، نقطة عمر الشيشاني- العسالي».
وهاجمت عدة ميليشيات مسلحة من بينها ما يسمى «الجيش الحر» وميليشيات أخرى تضم لاجئين فلسطينيين منتصف كانون الأول 2012 مخيم اليرموك وسيطرت عليه بعد أن كانت سيطرت على مدينة الحجر الأسود والقسم الجنوبي من حي التضامن، ما تسبب بتهجير مئات الآلاف من المواطنين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.
وبعد ذلك سيطر تنظيم داعش على كامل الحجر الأسود المجاور لليرموك من الجهة الجنوبية. وبعد معارك عنيفة مع «جبهة النصرة» في نيسان العام الماضي بات يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم مع الأخيرة السيطرة عليها في اليرموك. كما يسيطر تحالف الفصائل الفلسطينية على المنطقة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي. وتقع منطقة سيطرة «النصرة» في وسط المخيم وتمتد من جامع الوسيم جنوباً حتى ساحة الريجة شمالاً حيث يسيطر داعش جنوباً، ومن شارع جلال كعوش شرقاً حتى المحكمة غرباً، ويطلق على تلك المنطقة «المربع الأمني» الخاص بـ«النصرة».
كما سيطر داعش على القسم الجنوبي من حي التضامن المجاور لليرموك من الجهة الشرقية، وعلى حي العسالي المجاور للحجر الأسود من الجهة الغربية.
من جهته، كشف مصدر مطلع على ملف المصالحات الجارية بوتيرة متسارعة في أطراف دمشق وريفها لـ«الوطن» عن أن المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بأن «وتيرة المصالحات في منطقة جنوب دمشق سوف تتسرع في الأسبوع الأول من شهر حزيران المقبل».
وفي تصريح سابق لـ«الوطن» كان أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد قال في رده على سؤال إن كان يعتقد أن مسألة معالجة داعش في المنطقة الجنوبية من دمشق ستكون صعبة: «ستكون سهلة. هناك بعض الشخصيات تقوم باتصالات من أجل محاولة ترتيب تنفيذ الاتفاق القديم والاحتمال أنه وبعد الانتهاء من جبهة النصرة يبدأ البحث في ترتيبات خروج داعش»، وذلك بالترافق مع تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق البلدات الأربع» (الفوعة كفريا- الزبداني مضايا) في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، في التاسع من الشهر الجاري بخروج نحو 25 مصاباً ومريضاً من «النصرة» وعائلاتهم إلى شمال البلاد.
وحسب مواقع إلكترونية معارضة فقد بدأ مسلحو التنظيم ببيع ممتلكاتهم في أحياء جنوبي مدينة دمشق، استعداداً للخروج إلى مناطق سيطرته شرقي سورية، على حين تحدثت مواقع أخرى عن أن التنظيم «أمر مسلحيه بالتجهيز للخروج من جنوب دمشق إلى أماكن سيطرته، وأشيع بأن خروج الدفعة الأولى سيكون خلال أسبوع فقط».
وحسب المصدر المطلع على ملف المصالحات الجارية في أطراف دمشق وريفها فإن قسماً من الدواعش من أبناء الحجر الأسود، وهم أقلية سحب منذ أسبوع مبايعته لتنظيم داعش وشكلوا ما يسمى بـ«لواء أبناء الحجر الأسود» ويريدون تسوية أوضاعهم والبقاء في المنطقة، علماً أن التقديرات تشير إلى أن الدواعش في جنوب دمشق يصل عددهم إلى نحو ألفي مسلح.
وتعثر في نهاية كانون الأول 2015 تنفيذ اتفاق غير مسبوق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم داعش من الحجر الأسود واليرموك وحي القدم من العاصمة غداة مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام».