اتساع الدور الأميركي في سورية

اتساع الدور الأميركي في سورية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢١ يونيو ٢٠١٧

يبرز اعتداء «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، غير المسبوق، على المقاتلة السورية في ريف الرقة، سرعة تبدل دينامية الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من 6 سنوات، بعد تعزيز الإدارة الأميركية الجديدة صلاحيات عسكرييها في ساحة المعركة، وسط ترجيحات بوقوع مواجهات إضافية.
وبحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، شددت الولايات المتحدة الأميركية الإثنين على أنها لا تريد دوراً أكبر في سورية، بل تسعى فحسب للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، لكن عدوان نهاية الأسبوع يبرز حدود قدرة الأميركيين على البقاء خارج الميدان.
ويبدو خطر وقوع مواجهة إضافية حقيقياً مع تقاطع سلسلة من القوى المتنافسة في سورية مع السلطات الجديدة الممنوحة لقادة جيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وادعى بيان لقيادة «التحالف»، أن مقاتلة للجيش العربي السوري (طراز) اس يو-22 قنابل بالقرب من مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» جنوب الطبقة، وأنه وفقا لقواعد الاشتباك والحق في الدفاع عن النفس السائد في إطار التحالف ضد تنظيم داعش، فقد تم إسقاطها على الفور من جانب مقاتلة أميركية (طراز) إف/آي-18 أي سوبر هورنيت».
لكن الجيش العربي السوري ناقض ذلك، مؤكداً أن الطائرة استهدفت «في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد داعش، مشيراً إلى فقدان الطيار.
ووفقاً للوكالة، فقد أكد مسؤول أميركي أن الطيار قفز من الطائرة قبل اصابتها وما زال مصيره مجهولا.
تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تسقط الولايات المتحدة فيها طائرة حربية سورية وسط الحملة الجوية الواسعة التي تقودها في البلاد منذ ثلاث سنوات تقريباً بحجة مكافحة داعش.
أما روسيا التي تخوض بدورها حملة عسكرية دعماً للجيش العربي السوري، فأدانت إسقاط الطائرة وردت بإعلان تعليق خط الاتصال «لخفض التوتر» الذي أقامته في آخر 2015 مع البنتاغون لمنع حوادث اصطدام في الأجواء السورية.
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جو دانفورد أن بلاده ستعمل على «المستويين الدبلوماسي والعسكري خلال الساعات المقبلة لإعادة قناة الاتصال هذه».
وترى الوكالة، أن حادثة إسقاط الطائرة الحربية (الأحد) تعد آخر وأخطر المواجهات بين «التحالف الدولي» وقوات الجيش العربي السوري.
ففي 7 نيسان الماضي، أجاز ترامب اعتداء بصواريخ كروز على مطار الشعيرات بريف حمص رداً على شن الجيش السوري هجوماً كيميائياً مزعوماً على مدنيين في إدلب. وفي 18 أيار الماضي، اعتدت طائرات «التحالف» على قوات الجيش السوري قرب الحدود الأردنية. ووقع حادث مشابه في 6 حزيران، قبل أن تسقط طائرة أميركية في 8 منه طائرة مسيرة تابعة للقوات الرديفة.
وادعى البنتاغون تكراراً أنه ليس مهتما بمضاعفة دوره في الحرب السورية، بل يركز حصراً على هزيمة داعش.
وصرح المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية الكولونيل جون توماس (الإثنين) أن الأحداث الأخيرة «تعكس ساحة معركة معقدة ومتشعبة، فيما نواصل محاولة العمل بشفافية والإبلاغ عن نوايا تحركاتنا ليكون واضحاً أننا نركز على هزيمة داعش في سورية».
ويركز المسؤولون على أن جميع الاعتداءات تمت دفاعاً عن النفس بعد تجاهل قوات الجيش السوري التحذيرات، حسب ادعائهم.
لكن الوكالة ترى أن هذه الأحداث تبرز أيضاً تبدل ديناميات الحرب السورية على حين يرجح مراقبون وقوع مواجهات إضافية، حيث يقول الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بيل روجيو، إن «المهمة الأميركية في سورية تتحول بشكل خطير من عمل ضد داعش إلى طرف في الحرب السورية». وحتى فترة غير بعيدة، ركز الجيش السوري على مواجهة الميليشيات المسلحة في غرب البلاد، لكن انتصارات عدة في حلب وغيرها أجازت له الاتجاه شرقا ما يضعه في مواجهة «قوات سورية الديمقراطية».
ويرى الكثير من المحللين أن إيران لعبت دوراً في هذا الاندفاع، ويركزون على مخاوف طهران من تضاعف قوة ونفوذ قوات سورية الديمقراطية.
بدوره يرى الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر أن تطورات الوضع السوري نتيجة حتمية لإصرار الأميركيين بعناد على أن وجودهم في هذا البلد يرمي إلى مقاتلة داعش من دون التطرق إلى الحرب الأشمل.
ويقول «لا يمكننا القتال بفاعلية ضد داعش وحده، فهذا سيضعنا في مواجهة آخرين. علينا أن نحدد موقفنا بمزيد من الوضوح».