العيد.. يخرج عن المألوف لضيق الحال.. ظروف الحرب حرمت السوريين من طقوس العيد وأجوائه واحتفالاته

العيد.. يخرج عن المألوف لضيق الحال.. ظروف الحرب حرمت السوريين من طقوس العيد وأجوائه واحتفالاته

أخبار سورية

الجمعة، ٢٣ يونيو ٢٠١٧

د.يسرى المصري

رغم الظروف المادية الصعبة التي تضغط على المواطنين وتحد من قدرتهم على استقبال العيد كما يتمنون هم وأسرهم إلا أن بلاغ رئاسة مجلس الوزراء بتعطيل الجهات العامة بمناسبة عيد الفطر من الأحد وحتى الخميس أي مدة أسبوع أدخل السرور إلى قلوب الموظفين والعاملين.. الأمر الذي يتيح الفرصة لكثير من العائلات السورية للسفر إلى المحافظات، وقضاء العيد برفقة الأهل والأصدقاء والاستجمام في المناطق السياحية.
لكن!! يحتاج العيد إلى المال لتشتري الثياب والملابس الجديدة والحلويات والألعاب للأطفال وكذلك فإن تكلفة السفر تحتاج إلى ميزانية وحدها وفي ظل الغلاء وارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل يخرج الكثير من العائلات عن المألوف وعن العادات والتقاليد بسبب قلة المال، صحيح إنها تفاصيل صغيرة لكنها تسعد الأطفال والصغار والكبار.. ويبقى من العيد فرحته لأنه عيد.

«العيدية»
سألت هيا (تسع سنوات) والدتها عن قيمة «العيدية» التي ستحصل عليها صباح يوم العيد فتقول أمها ما رأيك بمئة ليرة.. تضحك هيا إنها كافية لشراء كيس شيبس..وتهمس في أذن أمها إنه العيد هل ستأخذوننا إلى الملاهي ونأكل البوظة معاً؟..وقبل أن تغادر للعب تقول على الأقل ألف ليرة..!
وماذا عن الأطفال المشردين وعن العائلات التي استشهد أبناؤها أو لديها مصابون وجرحى أليست أحزانهم وجروحهم هي جرح وطن وحزن وطن وتلامس قلوب الجميع! أضف إلى ذلك العائلات التي لا تكاد تجد مأوى هل هؤلاء خارج أسوار العيد؟! وماذا عن اللاجئين والمسافرين البعيدين عن وطنهم وأحبابهم وعائلاتهم؟!
عيد الفطر
سابقاً، كان العيد بالنسبة للسوريين بمنزلة فرصة للفرح والابتعاد عن الضغوط الحياتية والمشكلات الاجتماعية، كانوا يستمتعون بفرحة أطفالهم، ولقاء أحبتهم وأقاربهم وأصدقائهم. إلا أن ظروف الحرب حرمت السوريين من طقوس العيد وأجوائه واحتفالاته.
وتضيف الدكتورة هديل الأسمر-رئيسة هيئة الأسرة السورية: نحن نعمل مع الجهات المعنية على وضع خطط واستراتيجيات لمشاريع تدعم الأسرة والمرأة وندعم المبادرات المجتمعية..
وإلى ذلك، يسعى متطوعون إلى إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال من خلال توزيع بعض الألعاب عليهم. أيضاً، يصنعون ألعاباً بسيطة على غرار الأراجيح وغيرها، ليلعب الأطفال في أيام العيد.
في السياق نفسه، يوضح مسؤول جمعية «إنعاش الفقير» أن هناك نشاطات تهدف إلى إسعاد الأطفال، ويشير إلى أن هذا العمل عادة ما يترافق مع نشاطات للمجالس المحلية، التي تساهم بدورها في وضع ألعاب وأراجيح في ساحات المدن والحدائق لتحقيق الهدف نفسه.

استعدادات.. للمفاجآت
تستنفر بعض الجهات العامة بحسب عملها خلال فترة العطل والأعياد وفي مقدمتها وزارة الصحة والداخلية والإعلام وخلال اجتماع مجلس محافظة دمشق أكد السيد عدي الشبلي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن المديرية تجهز حملات لضبط الأسعار في الأسواق والمديرية مستعدة لتلقي شكاوى المواطنين على الرقم 119.
وبدوره أكد الدكتور ماهر ريا -مدير الشؤون الصحية أن المديرية تقوم بحملات رش المبيدات الحشرية صباح كل يوم وفي مختلف المناطق حيث تم تنفيذ حوالي 180 مهمة والمديرية مستعدة لتلقي شكاوى المواطنين على الرقم 127.
وأكد المهندس بشار حمود -رئيس فرع دمشق للمؤسسة السورية للتجارة أنه تم تحديث خمس صالات وإدخال الباركود لها، كما تم تجهيز عشر صالات سيتم افتتاحها خلال الأسبوع القادم مؤكداً أن المؤسسة تقوم بتسيير سيارة جوالة لبيع المواد الغذائية وأن المؤسسة ستقوم بتخفيض الأسعار بنسبة 5 ـ 15 %.
بأي حال عدت يا عيد؟
يقول الأستاذ عبد الرحمن قرنفلة: إن المجتمع السوري الجميل لا يقبل أن يكون أحد خارج العيد هناك نوع من التعاطف والرحمة والمشاركة ولاسيما أننا مازلنا في أجواء شهر الرحمة، والجمعيات الخيرية المنتشرة في كل المحافظات تقوم بمبادرات لتقديم وإن كان الحد الأدنى من مستلزمات العيد كالملابس والأغذية وغيرها.
ويضيف قرنفلة: الأزمة التي عصفت بالبلاد أحدثت دماراً في كل القطاعات وأثرت في الجميع وخاصة في ذوي الدخل المحدود، وفي فترة الأعياد يشعر الكثيرون بغصة لعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات العيد كما تعودوا سابقاً قبل الأزمة وخاصة أمام ظاهرة ارتفاع الأسعار وتجد مسحة حزن على وجوه الأهل الذين يصحبون أولادهم وغير قادرين على شراء ما يلزمهم أو يفرحهم ..وبوجود هذه الفجوة يقضي الناس الأعياد بأي طريقة.. و يضيف قرنفلة: لقد غابت المظاهر والطقوس التي لم تعد سوى ذكريات من مظاهر الأطفال الذين يعانقون اللباس الجديد والأمهات اللواتي يصنعن الحلويات..

ضيف لثلاثة أيام
اليوم الأوّل، واليومان الثانيان، هي مدعاة للفرح. وعلى الرغم من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة هناك إصرار على الفرح.
الزينة القليلة ربّما والأراجيح وثياب الأطفال الملوّنة والأضاحي وتوزيع اللحوم على الفقراء والحلويات هي إعلان عن رغبة في الحياة، يكفي أن الناس ما زالوا مصرّين على الاستعداد لهذا العيد بما توفّر.
هذا المتوافر قليل لكنّهم اعتادوا على اجتراح الفرح مهما كانت الأزمات خانقة والمآسي كبيرة.