يقترب عيد الفطر من السوريين على وقع غلاء غير مسبوق.. خبير اقتصادي: الأسرة تحتاج راتب شهر لشراء بعض متطلبات العيد

يقترب عيد الفطر من السوريين على وقع غلاء غير مسبوق.. خبير اقتصادي: الأسرة تحتاج راتب شهر لشراء بعض متطلبات العيد

أخبار سورية

الجمعة، ٢٣ يونيو ٢٠١٧

ميليا إسبر

رغم ظروف المعيشة الصعبة لأغلبية السوريين، لكنهم مع اقتراب عيد الفطر لم يدخروا جهداً في البحث عن بدائل حتى لو لم تكن تلبي الطموحات بهدف إعادة إحياء طقوس الأعياد والمناسبات الاجتماعية ولو بالحد الأدنى.
تشرين» قامت بجولة ميدانية على أسواق دمشق رصدت خلالها واقع الأسعار وكذلك آراء الناس وكيفية تدبير أمورهم قبل عيد الفطر.
من الواقع
إيمان- ربة أسرة مؤلفة من ستة أشخاص أكدت أنها، رغم الضائقة المادية، لا تستطيع أن تحرم أطفالها من فرحة العيد، وأنها تحاول إيجاد بدائل لعائلتها وخاصة الأطفال الذين يرون في العيد ملابس جديدة، وحلويات لذيذة، مؤكدة ضرورة التأقلم مع الظروف الحالية، لذلك قصدت البالة لشراء ثياب لأطفالها إرضاءً لهم بالرغم من أنها ليست رخيصة، لكنها تبقى أرحم من أسعار السوق.. بينما أم مجد تقول إنها تصنع حلويات العيد في البيت منذ حوالي خمس سنوات مضت نتيجة ارتفاع أسعارها بشكل كبير فهي أقل تكلفة من الحلويات الجاهزة، وتكفي حاجة أسرتها.
أما رؤى- مدرّسة فأشارت إلى أنها لا تشعر ببهجة قدوم العيد بعد أن حرمها الغلاء شراء ثياب لأفراد أسرتها، حيث تغيرت طقـوس الأعيـــــاد والتجهـيز لهـــا، فسابقاً كانت الأسعار مقبولة جداً، أما الآن، وبسبب جنون الأسعار، فلم تتمكن حتى من شراء لعبة متواضعة لطفلتها الصغيرة، في حين لا يزال دخلها على حاله، ولا يتناسب مع المتغيرات السعرية لكل المواد والسلع، بينما لسان حال «أبو مجد» يقول: بأي حال عدت يا عيد، ضائقة مادية، ودخل متدنٍ، والخاسر دائماً أصحاب الدخل المحدود.
1200% مقدار التضخم
الخبير الاقتصادي ورئيس فرع جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية الدكتور سنان علي ديب أكدّ أنه رغم ظروف الحرب وانعكاساتها القاسية الاجتماعية والاقتصادية فقد استمر السوريون بالاحتفـــــال بعيـد الفطر، كل حسب إمكاناته واستطاعته، ولاسيما بعد التضخم الكبيــر الـــذي بلغ حوالي 1200 % وما نجم عنه من ارتفاع في الأسعار حيث أصبحت الفجوة بين متوسط الأجر وما يجب أن يكون المدخول في الظرف العادي مخيفاً، إذ تحتاج الأسرة لحوالي 250 ألفاً شهرياً، مؤكداً أنه في رمضان وما يليه أي العيد قد نحتاج لأكثر من ذلك، مضيفاً أن الطقوس المتوارثة هي شراء الحلويات وكذلك الألبسة الجديدة وخاصة للأطفال، علماً أن هذه الطقوس تراجعت في بداية الأزمة بسبب الوضع النفسي العام المأسوي، ومن ثمّ عادت تباعاً ولكن بكميات أقل من الحلويات التي ارتفعت أسعارها فأصبح قلة من يستطيع شراءها، لذلك حاول البعض تأمينها عبر صنعها في البيت، وكذلك لجأ الأهالي للألبسة المستعملة عبر البالات وإن كانت أسعارها مرتفعة مقارنة بما سبق الأزمة وتمكنوا بتلك الأساليب من عدم الخروج عن الطقوس ولكن بقشور مما كان يحصل سابقاً.
يحتاج راتب شهر
الدكتور ديب كشف أنّ تأمين الحلويات واللباس يحتاج أكثر من أجر شهر على أساس متوسط الأجر، لافتاً إلى أنه في هذا العام كنا طالبنا بمنحة لم تظهر وبصدور قرار منح الرواتب في 22 الشهر فقد كان هذا الخيار مستبعداً حالياً، ولكن قد يضطر له بعد العيد بسبب الأعباء الكثيرة، قد تكون تكاليف رمضان والعيد أكبر من قدرات الأغلبية ولكن من وجهة نظره يرى أنّ أغلبية السوريين لن يجعلوه يمر من دون أن يعطيهم عودة الروح السورية وإعطاء الثقة باسترجاع الطقوس والعادات السورية بشكل كامل، وهذا بحاجة لإرادة وفعل صادقين من الحكومة بالعمل لتعويض المواطن عن طريق المنحة وزيادة المعونات والعدالة في توزيعها لمن يستحق.
دوريات مناوبة
فقط أكد معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستـهلك جمـــال شعـيب فــــي تصـريــح خـــاص لـ«تشرين» وجود دوريات مراقبة في الأسواق بشكل دائم، إضافة إلى دوريات مناوبة خلال فترة العيد لضبط الأسواق والمخالفات وتلقي الشكاوى من المواطنين، وبيّن أنّ جولات للوزير ومعاونيه على الأسواق وفي كل المحافظات طوال شهر رمضان تركزت خلالها على المواد الغذائية والألبسة، والحلويات، عازياً ارتفاع أسعار الأخيرة إلى أنواعها وأصنافها فمنها حلويات مصنوعة بالسمن النباتي وأخرى بالحيواني، لافتاً إلى أن هناك نوعاً من الحلويات الشعبية مثل العوامة يصل سعر الكغ منه إلى 650 ليرة ، و1000 ليرة للغريبة، 2800 للـ«بتيفور»، كذلك هناك أصناف من الحلويات مصنوعة بالسمن الحيواني يتراوح سعرها بين 2500 – 7000 ليرة للكغ، أما المصنوعة بالسمن النباتي فيتراوح سعرها بين 1500 – 4500 ليرة.