«العمل الوطني» تشن هجوماً عنيفاً على جميل: انتهازي ويغازل الرياض لتقاسم المعارضة

«العمل الوطني» تشن هجوماً عنيفاً على جميل: انتهازي ويغازل الرياض لتقاسم المعارضة

أخبار سورية

الأحد، ١٣ أغسطس ٢٠١٧

شنت «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة في سورية هجوما عنيفا على رئيس «منصة موسكو» للمعارضة، رئيس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل ووصفته بـ»الانتهازي»، واعتبرت أنه «تلوث في محرقة الفساد» في سورية، بسبب «سلوكه وتصرفاته بمنصة موسكو»، متهمة إياه بـ«مغازلة» الرياض ومحاولة «تقاسم» المعارضة معها «باستبعاد المعارضة الوطنية الداخلية».
وقال أمين عام «العمل الوطني» محمود مرعي في تصريح لـ«الوطن»: «الهجوم ليس شخصياً وإنما يتعلق بسلوكه وتصرفه بمنصة موسكو». وأضاف: هو «لم ينتخب رئيساً للمنصة بل عين نفسه وقام باستبعاد أغلب المشاركين باللقاء التشاوري في العاصمة «موسكو1» وموسكو2» ودعا لمحادثات «جنيف» أعضاء من حزبه لم يحضروا اللقاء التشاوري بموسكو».
وأوضح مرعي أنه «ومن سوء سلوكه استقال المهندس سليم خير بيك من منصة موسكو وتقدم العضو فاتح جاموس بمذكرة من عدة صفحات بين فيها تصرفات جميل».
وأكد مرعي أن الهجوم على جميل ليس له علاقة بالدعوة التي تلقتها «منصة موسكو» من «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة للمشاركة في مؤتمر «الرياض 2» المزمع عقده منتصف آب الجاري. وقال «الهجوم على قدري جميل لا علاقة له بدعوة الرياض إنما كان قدري يغازل الرياض وينسق مع أطراف بمنصة الرياض ويحاول أن يتقاسم المعارضة مع الرياض باستبعاد المعارضة الوطنية الداخلية».
وفي وقت سابق كتب مرعي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: لم أتاجر يوما بسنوات اعتقالي الست (…) ولا الاعتقال الثاني(…) لأن الوطن هو الأغلى». وأضاف «أما أن يزاود علينا من كان يتسكع (…) ليعمل حزب في مواجهة (الحزب الشيوعي السوري) خالد بكداش بعد أن أخفق في وراثة الحزب فهذه أم الكوارث»، في إشارة إلى قدري جميل.
ووصف مرعي، جميل بأنه «انتهازي صنيعة المخابرات يريد أن يتسلم قيادة المعارضة بعد أن هرب من منصبه الحكومي ليلتقي «السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد «عن أي تضحية وأي شعب تتحدث». وتمنى مرعي على روسيا التوقف عن دعم جميل الذي يعيش حالياً في موسكو.
من جانبها، وقبل ذلك أشارت أمين سر هيئة «العمل الوطني» ميس كريدي في صفحتها على «فيسبوك» تحت عنوان «رجل التوافق.. الروسي الأميركي قدري بك جميل.. المعارضة والموالاة ضده.. وروسيا لا تسمعنا..» إلى أن جميل خرج من سورية ذات يوم بعد أن وصل إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد اللـه الدردري، معتبرة أن جميل «نفذ كل ما قصر فيه الدردري في السياسات الاقتصادية التي كان ينتقدها وتلوث في محرقة الفساد في سورية بسبب بنية المنصب والواقع السوري».
وفي تشرين الأول 2013 صدر مرسوم رئاسي تضمن إعفاء جميل من منصبه كنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بعد أيام من شائعات حول تواجده في موسكو من دون «إذن» الحكومة السورية.
وأوضح المرسوم أن إعفاء جميل من مهامه جاء نتيجة «غيابه عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة».
ونشر المرسوم خلال وجود جميل على الهواء مباشرة مع قناة «روسيا اليوم»، حيث كان يقول إنه يمثّل خلال لقاءاته في جنيف بمسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية «جزءاً هاماً من المعارضة السورية في الداخل»، مشدداً على أن موقف حزب «الإرادة الشعبية» و»الجبهة الشعبية» كان ولا يزال أن «خروجنا من الحكومة أسهل من دخولنا إليها».
وقالت كريدي: «حسب ما يشاع أنه وجد فرصة ذهبية في اللقاء مع فورد، لأن الأميركيين كانوا لا يعتبرونه إلا تابع موسكو، واعتبر أن ما ينقصه هو قبول فورد مع تبني موسكو حتى يقفز إلى موقع سياسي أعلى وبتوافق دولي».
وأضافت «فورد الذي ضحى هذا المناضل الأحمر، من أجل لقائه بمهمته الوطنية كنائب اقتصادي، كنا نحن المعارضة نتفركش بفورد في كل كواليس المعارضة وأنا التقيته مرات عديدة أيام الجهل بالوطن والسياسة، ولكن كان الأخ الرفيق «جميل» يريد اعترافاً أميركياً بمعارضته ليتسابق مع شلة الرياض إلى الرياض».
وختمت كريدي بالقول «المهم لماذا الرجل رجل التوافق.. لأنه حلم بتوافق روسي أميركي على شخصه.. طبعا نحنا وين والأخ وين هو فاتح جريدة على حسابه للترويج له، والكارثة يستقي منها الأصدقاء الروس معلوماتهم عنه فهو صاحبها ويدفع رواتب محرريها».
من جهة ثانية قال رئيس وفد معارضة الداخل إلى مفاوضات جنيف- مسار حميميم السياسي في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أن «شرعية هيئة الرياض مستمدة من الأمم المتحدة بالقرار 2254 ولكن هذه الشرعية لا تعني القانونية بأي حال من الأحوال التي تملكها الدولة السورية، فالدولة قانونية وشرعية بذات الوقت وكون الإثنين أطرافاً يجب أن يتغير القرار ويكسر احتكار هيئة الرياض».
وأعرب مسعد عن اعتقاده بأن «الروس يريدون ذلك للوصول لمعارضة شاملة وشرعية ومن الجميع وتنسق معهم ومستمدة قانونيا من قانونية الدولة ذاتها وغير مشروطة وتقبل التحاور المباشر مع السلطة من دون وضع شروط مسبقة وبالتالي تصبح المفاوضات بين الدولة والمعارضات تحت سقف الدولة القانونية والشرعية الدولية فلنستعد لذلك وسنفعل مسار حميميم السياسي وعبر الأصدقاء الروس بهذا الاتجاه».