الجيش السوري يقطع شريان إمداد المسلحين من الأردن

الجيش السوري يقطع شريان إمداد المسلحين من الأردن

أخبار سورية

الاثنين، ١٤ أغسطس ٢٠١٧

 مساحات واسعة بكل الاتجاهات استعادها الجيش السوري ضمن عملية انطلقت من ثلاثة محاور والتقت على جبهة تتجاوز مساحتها الـ 50 كيلومتراً تشكل الحدود السورية الأردنية من جهة محافظة السويداء، إنجاز كبير خلال أسبوع فقط من استئناف عملية استعادة السيطرة على الحدود التي أطلقها الجيش السوري قبل ثلاثة أشهر.
تتمايل السيارة بحدّة على طريق وعر يوازي ساتراً ترابياً يفصل الأراضي السورية عن الأردنية، يتوزع جنود سوريون على مخافر رفعت فوقها الأعلام السورية وكتبت عليها أرقام تسلسلية، حركة دؤوبة للجنود بعضهم يعمل على رفع متاريس وآخرون يقيمون تحصينات صخرية في بيئة تتداخل فيها الأحجار البركانية والرمال فيما يجوب صهريج مياه ضخم الطريق ناقلاً المياه لمواقع عسكرية في طقس حار تجاوزت درجة حرارته الـ 46 .
مساحات واسعة بكل الاتجاهات استعادها الجيش السوري ضمن عملية انطلقت من ثلاثة محاور والتقت على جبهة تتجاوز مساحتها الـ50 كيلومتراً تشكل الحدود السورية الأردنية من جهة محافظة السويداء، إنجاز كبير خلال أسبوع فقط من استئناف عملية استعادة السيطرة على الحدود التي أطلقها الجيش السوري قبل ثلاثة أشهر، بالأرقام  4 آلاف كم2 مربع استعادتها الوحدات العسكرية العاملة جنوب البلاد ما أعطاها زخماً تعكسه نبرة جنود وقادة ميدانيين لمواصلة السير شمالاً باتجاه تأمين كامل الحدود ضمن الحدود الإدارية مع الأردن والتي تتقاطع مع الحدود الإدارية لريف دمشق أيضاً.
يقول قائد ميداني كان يقف قرب معبر الصوت الذي اعتمده المسلحون بمختلف تصنيفاتهم للدخول من الأردن نحو سوريا وبالعكس، بأن عملية تأمين المخافر انتهت هندسياً ويجري العمل الميداني على محاور شرقية باتجاه تأمين الجغرافيا السورية بالكامل، يضيف الضابط رفيع المستوى وقد أحاط به ضباط وجنود وحدته بأن "معبر الصوت" الذي نقف عليه ومعبر "أبو شرشوح" كان أهم نقاط تهريب الأسلحة والوقود وحتى الأشخاص باتجاه العمق السوري. ويضيف "اليوم نطوي هذه الصفحة ونغلق المعبرين غير الشرعيين لنضيّق الإمدادات على المسلحين في درعا والقنيطرة وحتى عمق البادية، كان المسلحون يعتمدون على هذه المنافذ".
تقدم بجبهة 50 كم
القوات المتقدمة تجاوزت فعلياً قاطع الحدود الإدارية للسويداء باتجاه ريف دمشق، المخافر من 126 إلى 154 آمنة وجرى انتشار حرس الحدود فيها، 28 مخفراً يفصل بين مخفر وآخر ما بين 1.5 إلى 2 كم ما يشير إلى أن أكثر من 50 كم تم تأمينها بالفعل.
لا تفاصيل عن حجم العملية القادمة، لكن محاور قتالية أخرى تشير إلى خطة واضحة لاستعادة كامل المساحات، خصوصاً وأنّ محور بادية السويداء يصبّ في محاور القتال المشتعلة وصولاً إلى بادية دير الزور.
يرفض القائد الميداني الخوض في تفاصيل وضع "التنف" حيث أقام الجيش الأميركي قاعدة له، يربط الأمر بخطة القيادة العسكرية العليا لكنه يستطرد واثقاً بأن الجغرافيا السورية هدفنا بالكامل.
لا تبعد المواقع الأردنية سوى مئات الأمتار عن المخافر السورية، أبراج اتصالات ومراقبة تظهر بوضوح في الجانب السوري، حتى آثار العربات والسيارات التي تقطع الحدود تمر بوضوح قرب تلك المخافر، يشير ضابط سوري إلى أن هروب المسلحين محصور عبر الساتر الحدودي ولا مجال أمام المسلحين للمناورة سوى على هذا القاطع ما يشير إلى متابعة أردنية لتلك التطورات الميدانية الكبيرة على حدود البلدين، فيما يذهب ناشطون إلى أن مسلحي "جيش العشائر" الذين كانوا ينشطون في بادية السويداء فروا هاربين إلى داخل الأراضي الأردنية في ظل انهيار كبير يربطونه بنقص التمويل والدعم.
فر ّ المسلحون من تل أسدي وتل الرياحين وبئر الصابوني ضمن مساحة تتجاوز الـ 100 كم 2 باتجاه الأردن، انهيار كبير أعطى الوحدات المهاجمة اندفاعة بمواصلة العملية حتى إغلاق الحدود، فيما دخل المعارضون في جدل حول ذلك الانسحاب وموقف الأردن الذي يستضيف محادثات أميركية روسية حول الأوضاع في سوريا ورغبة عمّان المعلنة بإعادة فتح معبر نصيب باعتباره يشكل أيضاً شريان حياة حيوية للاقتصاد الأردني.